القي المستشار الدكتور/ خالد السلامي رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة رئيس مجلس ذوي الهمم والاعاقه الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي كلمة خلال فعاليات الأمسية الأدبية والتي أقيمت اليوم السبت ٢١ أغسطس ٢٠٢١ عبر المنصة الالكترونية زووم والتي استضافت كوكبة من قامات الأدب والاعلام في الوطن العربي من مختلف البلدان حيث قال فيها : بسم الله الرحمن الرحيم . بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد.
إخواني وأخواتي،
تحية طيبة عطرة لكم جميعا من مكاني هذا، وكل الشكر والتقدير لحضوركم الكريم، وأرحب بالأخ العزيز، صاحب القلم الجميل، الأستاذ الكاتب: علي أبو الريش
أخواتي الفاضلات، إخواني الأعزاء،
إن أصحاب الهمم لهم الحقُّ في احترام المجتمع لهم، والنّظر إليهم نظرة عزَّةٍ، لا نظرة دونٍ وشفقةٍ. إن النظر إليهم نظرةً فوقيةً سوف تشعر أصحاب الهمم باليأس والإحباط.
يعاني أصحاب الهمم بسبب تلك النظرة من الشعور بالتهميش وبأنهم لا شيء في المجتمع. لذلك يجب أن ننظر إليهم باعتبارهم أفرادٌ أقوياءٌ لديهم القدرة على مواكبة العصر ومستجدّاته. علينا أن ننظر إليهم نظرة احترامٍ بكل حبٍ. إن احترام أصحاب الهمم هو جزء من ديننا الإسلامي الحنيف، وجزء من ثقافتنا، عاداتنا، وتقاليدنا.
إن الدين الإسلامي أوصانا بالاهتمام وباحترام كل فئات المجتمع، ومن تلك الفئات التي أمرنا الإسلام أن نعتني بها؛ فئة أصحاب الهمم، فحثنا الدين الإسلامي على احترامهم، واحترام حقوقهم وحفظها لهم، والأخذ بيدهم، ومعاونتهم بالشكل اللائق في جميع أمور حياتهم.
إخواني وأخواتي،
إن أكثر شعور مؤلم هو أن يجد الشخص نفسه وحيدًا،أن يتخلى الناس عنه ، فكيف هو هذا الشعور حين تتخلى الأسرة عن طفلها المعاق! تناول أخونا الكاتب “علي أبو الريش” قصة ذلك الأب الذي تخلى عن أسرته، زوجته وابنه المعاق،إخواني الكرام،،،،إن القبول هو أحد الاحتياجات الإنسانية الأساسية. إن الشكل الطبيعي للأب الجيد هو سلوكه الذي يتصف بالدفء والحب والقبول. وبالتالي، فإن الرفض هو الشكل المخالف للطبيعة، ويحمل الكثير من المعاني السلبية بقوة. ذلك الأب الذي يرفض طفله لمجرد إعاقته، هو نفسه سيتم رفضه واعتباره شخصا يفتقر إلى القيم الإنسانية.
إخواني وأخواتي،
وأخص بالنداء أهالي أصحاب الهمم، إن كلي ثقة أن الله سبحانه وتعالى وهب كل البشر نفس القدر من النعم، لكن طريقة توزيعها يختلف بين المال، الصحة، محبة الناس، الموهبة، وغيرها الكثير، وأصحاب الهمم من ينظر إليهم على أنهم عجزة هو مخطئ، فقد اختبرهم الله سبحانه بهذه الإعاقة، لكن الشيء الأكيد هو أن الله وهبهم موهبة في مكان ما، ورزقهم الأفضلية في جانب ما، دورنا كأولياء أمور هو الكشف عن تلك الموهبة وتلك الأفضلية، ينظر إليكم أبناءكم على أنكم أبطالهم، فلا تخذلوهم،أحبابي أهالي أصحاب الهمم،
إن إساءة الوالدين أخطر أنواع الإساءة بالنسبة للأطفال ذوي الإعاقة، لا يمكننا أن نقبل أن تصبح الأسرة هي منبع الإساءة للأطفال ذوي الإعاقة، بسبب عدم تقبل الوالدين طفلهم المعاق، للأسف يتخلى بعضهم عن دورهم إما اعتقادًا منه أن هذا الطفل لن ينجح، أو خجلًا من المجتمع، فإما أن يتم التخلي عنه من خلال عزل الطفل داخل مؤسسة داخلية، أو عزله داخل أسرته، أو إنكار إعاقته، أو الهروب الكامل من المسؤولية،
إخواني وأخواتي،
إن أهم دور تقدمونه هو الإيمان بقدرات ابنكم المعاق وتقبله كما هو، والأمل بإمكانية تطور قدراته، وأن تبقى التوقعات ضمن حدود الواقع وليست خارقة للعادة، وعدم اللجوء إلى أي وسائل غير علمية من أجل العلاج. عليكم ترتيب مسؤوليات رعاية وتربية الطفل المعاق بين الوالدين والأخوة، فليس من الحكمة إلقاء الحمل على الأم وحدها، فالمعاق بحاجة لمشاركة كل أفراد الأسرة صغاراً وكباراً في الرعاية والدعم.
أنصحكم بضرورة التواصل مع المؤسسة التي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة، والتعرف على تجارب الآخرين والاستفادة منها، والحصول على المساندة النفسية والاجتماعية من الأسر الأخرى. وتذكروا دائما، أطفالكم من أصحاب الهمم لم ولن يكونوا يوما مجرد رقما في الأسرة، بل عضوا مهما من أعضاء أسرتكم، فحافظوا عليهم واعترفوا بهم. خالص تقديري واحترامي لكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .