ولسوف يعطيك ربك فترضى

ولسوف يعطيك ربك فترضى

كتب / عماد أحمد محمد 

ﻓﺘﺎﺓ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻋﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻀﺖ ﺑها ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺃﺣﺪ لخطبتها وهى ترى
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻻﺻﻐﺮ ﻣﻨها ﺗﺘﺰﻭﺝ ﻭﺗﻨﺠﺐ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ وهى ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ 34 ﻋﺎﻣﺎ ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘها ﺷﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ وكان
ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨها ﺑﻌﺎﻣﻴﻦ ﻭﺍﺧﻼﻗﻪ ﻻﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ كانت فى غاية السعادة والفرح وبدأت الاعداد لعقد القران ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨها ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻓﺄﻋﻄﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻴﻮﻣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺗﺘﺼﻞ ﺑها ﻭﺗﻄﻠﺐ ﻣﻨها ﺃﻥ تقابلها ﻓﻲ ﺃﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻄﺎﻗﺘها ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺗﺴﺄﻟها ﻫﻞ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻴﻼﺩك ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺻﺤﻴﺢ؟؟؟
ﻓﻘالت ﻟﻬﺎ : ﻧﻌﻢ
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﺫﺍ ﺃﻧﺘﻲ ﻗﺮﺑﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ؟؟؟
ﻓﻘالت ﻟﻬﺎ : ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ
ﻗﺎﻟﺖ : ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﺄﻧﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻌﺪﻳﺘﻲ ﺍﻟﺜﻼﺛﻮﻥ ﻭﻗﺪ أصبحت ﻓﺮﺹ ﺇﻧﺠﺎﺑﻚ ضعيفة ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺃﺣﻔﺎﺩﻱ !!
ﻭﻟﻢ ﺗﻬﺪﺃ ﺇﻻ ﻭﻗﺪ ﻓﺴﺨﺖ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺑﻴﻨها ﻭﺑﻴﻦ ﺇﺑﻨﻬﺎ ،ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴها ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻋﺼﻴﺒﺔ !! ﻭﻛﺄﻧها ﻛانت فى السماء ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻗﺮﺭ ﻭﺍﻟﺪها ﺃﻥ ﻳﺮﺳلها ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮﺓ كى تغسلﺣﺰﻧها ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﺴﺎﻓﺮﺕ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﺑﺎﻟﺤﺮﻡ تدعو ﺍﻟﻠﻪ أن
ﻳهيئﻟها ﻣﻦ ﺃﻣﺮها ﺭﺷﺪﺍ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺗﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺼﻮﺕ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ( ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤﺎ ) ﻓإذا بدﻣﻮﻋها ﺗﺴﻴﻞ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨها ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ، ﻓﺠﺬﺑﺘها ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺿﻤﺘها ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﺩﺩ ﻋليها ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:( ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺮﺿﻰ ) ﻓﻬﺪأت ﻧﻔﺴها ﻭﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻭﺭﺟﻌﺖ ﺍﻟﻰ ﺑﻠﺪتها ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻭﻧﺰﻟﺖ ﻣﻨﻬﺎ لتجدﺻﺪﻳﻘﺘها ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮﺍﻥ ﺻﺪﻳﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ
ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺇﻻ ﻭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪها، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺑﺪﻟﺖ ﻣﻼﺑﺴها ﻭﺍﺳﺘﺮاﺣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﺻﺪﻳﻘﺘها ﺗﺘﺼﻞ ﺑها ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟها ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻌﺠﺐ ﺑها ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺘها ، ﻭﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒها ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻌﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺾ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻟها
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺾ ﺷﻬﺮ ﻭﻧﺼﻒ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺗﺰﻭﺟت
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺣﻴﺎﺗها ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎﺋﻠﺔ ﻭﺳﻌﻴﺪﺓ ﻭﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﺯﻭﺟها ﻛﻞ ﻣﺎ كانت تحلم به ﺣﺐ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﻭﻛﺮﻡ ﻭﺑﺮ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﻭﺃﻫﻠها
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻣﻀﺖ ﻭﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻋليها ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧها ﻛانت ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺯﻭﺟها ﺃﻥ تجرى ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ ﻭﺍﻟﻔﺤﻮصات ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ عدم ﺍﻹﻧﺠﺎﺏ، ﻭﺫﻫﺒت ﺇﻟﻲ ﻃﺒﻴﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨهاﺇﺟﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻴﻞ،ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻮﻋﺪ ﺗﺴﻠﻢ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺃﻭﻝ ﺗﺤﻠﻴﻞ ففوجئت بالطبيبة ﺗﻘﻮﻝ ﻟها ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺑﻘﻴة التحاليل ﻷﻧكﺣﺎﻣﻞ!! ومضت بقية شهور الحمل فى سلام وحرصت خلال الحمل على ألا تعرف نوع الجنين
ﻭﻛانت تشعر ﺑﻜﺒﺮ ﺣﺠﻢ ﺑﻄﻨها ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻓقالوا لها أن السبب ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺗﺄﺧﺮها ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ .
ﻭﺗﻤﺖ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ فوجدت ﺃﻫﻠها ﻭﺃﻫﻞ ﺯﻭﺟها ﺣﻮﻟها ﺟﺎﻟﺴﻴﻦ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ فسألتهم ماذا انجبت فردوا جميعاً فى صوت واحد ولد و ﺑﻨﺖ توأم فهمست فى نفسها وبدأت دموع الفرح تنهمر وتغسل وجهها وتذكرت المرأة فى الحرم(ﻭﻟﺴﻮﻑ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺭﺑﻚ ﻓﺘﺮﺿﻰ) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ(ﻭَﺍﺻْﺒِﺮْ ﻟِﺤُﻜْﻢِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻓَﺈِﻧَّﻚَ ﺑِﺄَﻋْﻴُﻨِﻨَﺎ )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *