(٤٢) من مستودع رجل حائر
(٤٢) من مستودع رجل حائر
بقلم حمدى بهاء الدين
مرت الآن أمامى صورتك هى هى ملامحك التى خدعتنى ، نعم هى هى العيون التى تشع بريقا كأنهما نجمتان ، نعم هو هو الوجه الملائكى الحاضر توه من السماء وكدت أن أسمع صوتك رغم المسافات التى تفصلنا فعدت بالذاكرة إلى أول لقاء وأول لمسة وأول إعتراف بكلمة أحبك وأول حضن وأول قبلة وأول ضمة كأنها باب الجنة ، عدت للذكريات وحديثك بالصباح والمساء ووعدك بعدم الرحيل وسألت نفسى هل كانت كل تلك المشاعر مجرد وهم ؟ هل كانت كانت مجرد نزوة ؟ هل كانت كاذبة حينما قالت أحبك وأعشق أمك ؟ نعم أعشق أمك التى كانت كلمة السر بيننا ، كانت كلمة تعبر عن كل شىء وأتساءل أين ذهب كل هذا ؟ هل رحلت رغما عنها أم ملت منى أم أحبت غيرى أم ماذا ؟ هل كنت ساذجا إلى هذه الدرجة وآمنت بها كل هذا الإيمان ؟ أتساءل كيف تتحول كل تلك المشاعر إلى لا شىء ؟ كيف تتحول كل تلك المشاعر الملتهبة إلى جبال من الجليد ؟ كيف أصبحت هكذا ؟ أتساءل أين كل الوعود والعهود ؟ أتساءل هل ما زالت تقرأ رسائلى ليل نهار كما تعودت أو كما أوهمتنى ؟ هل ما زلت فارسها أم حل محلى غيرى أم شغلتها عنى دوامة الحياة ؟ هل ما زلت أزورها فى يقظتها وفى أحلامها ؟ هل ما زالت تحكى عنى مع من تعرف ومن لا تعرف ؟ هل تبقى لها بعض شوق وبعض لهفة وبعض رغبة فى اللقاء ؟ هل نست كل شىء وتجاهلت كل شىء أم ماذا ؟ هل ما زالت تتمنى أن أضمها إلى صدرى وأكتب فيها القصائد ؟ هل ما زالت تحتفظ برسائلى أم أحرقتها ومزقتها وأنكرتها وأصبحت كأن لم تكن ؟ أتذكر كل هذا وأنا فى حيرة من أمرى أتقلب على نار الشوق وأتجرع كأس الألم والندم على كل ما كان بيننا وكان يجمعنا وأتساءل فى حيرة وحسرة كيف قبلت أن ترحل وخلفت خلفها كل هذا الحزن وهذا الحرمان ؟ كيف قبلت أن تذبحنى بهذه القسوة وتتركنى وحيدا على قارعة الطريق أنزف من الوريد الى الوريد ؟
# بقلم حمدى بهاء الدين