أسباب السعادة

(أسباب السعادة )

كتبه وأعده/الشيخ طه أبو بكر عبدالمعطي

من هو السعيد .. الذي امتلأ قلبه بالله..
من هو السعيد .. الذي أمس وأصبح ليس في قلبه غير الله جل جلاله..
من هو السعيد .. الذي أسعده الله فى نفسه فاطمأن قلبه بذكر الله ولهج لسانه بالثناء علي الله..من هو السعيد الذي أقرَّ الله عينه بالطاعات وسرَّه بالباقيات الصالحات..من هو السعيد .. الذي أسعده الله في أهله وماله وولده فرأي قرة العين وحمد الله سُبحانه وتعالي علي القليل والكثير..من هو السعيد .. الذي أسعده الله بين الناس فعاش طيب الذكر حسن السُمعه,لا يُذكر إلا بالخير,ولا يُعرف عنه إلا الخير..
من هو السعيد .. الذي إذا وقف علي آخر أعتاب هذه الدُنيا وقف بقلب
ثابت ولسان ذاكر قد رضي عن الله فأرضاه الله..
من هو السعيد .. الذي إذا دنت ساعته وحانت قيامته تنزلت عليه
ملائكة ربهِ تُبشرهِ بالروح والريحان والرحمة والغفران وأن الله
راضٍ عنه غير غضبان..
من هو السعيد .. الذي خُتِم له بخاتمة السُعداء فكان آخر ما نطق
بهِ من الدُنيا لا إله إلا الله..
من هو السعيد .. الذي أسعده الله فى قبرهِ وأقر عينهِ في لحدهِ
حتي إذا أُدخل في ذلك القبر,وأُنزل في ذلك اللحد,وثَّبت الله له
الجنان وسدَّد له اللسان فقال:ربي الله وديني الإسلام ونبي
مُحمد صلى الله عليه وسلم فنادي مُنادٍ في السماء أن صدق عبدي
ففرش له من الجنان,وفتح له منها,يأتيه من الروح والريحان
فقال السعيد:ياربَّ أقم الساعة ياربَّ أقم الساعة شوقاً إلي رحمة الله
وحنيناً إلي عظيم ما ينتظره من فضل الله..
من هو السعيد .. الذي إذا بُعث من قبرهِ وخرج من حشره ونشره
خرج مع السُعداء الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة
هذا يومكم الذي كُنتم توعدون..
من هو السعيد .. الذي إذا دنت الشمس من الخلائق واشتد لهيبها
وعظم حرها فإذا بهِ في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله..
من هو السعيد .. الذي إذا وقف بين يدي ربهِ وقف موقف الكريم
فأعلي الله شأنه وأنطق بالخير لسانهِ ونادي مُنادي الله عليه بالبشري بالجنة..
من هو السعيد .. الذي ينتهي مآله ويكون قراره
إلي الجنة دار السُعداء, ومنزل الأتقياء..
( أسباب السعادة)
كثير من الناس يظن أن السعادة في كثرة الأموال وهذا غير صحيح هذا باطل فكثرة الأموال لم تنفع قارون الذي خسف الله به وبداره الأرض لما بغى وطغى في أمواله وكفر بنعمة الله عليه بعضهم يظن أن السعادة في الملك والرفعة والوظيفة والمنصب وهذا لا أصل له فما نفع الملك والمنصب والرفعة عند الناس ما نفعت فرعون الذي طغى وبغى في ملكه وتكبر وتجبر حتى وصل به الأمر إلى أن ادعى الربوبية: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى* فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى)، بعضهم يظن أن السعادة في تنويع المآكل والمشارب والشهوات وهذا غير صحيح فالله قال عن الكفار (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ)، إذًا السعادة ما هي؟ السعادة إنما تكون بالعمل الصالح فقط بتقوى الله عز وجل

لعمرك ما السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

وتقوى الله خير الزاد ذخرا وعند الله للأتقى مزيد

فتقوى الله هي سبب السعادة لا سبب للسعادة غير تقوى الله جل وعلا بفعل أوامره وترك نواهيه.

إنها السعادة الحقيقة التي يتمناها كل عبد صالح
إنها السعادة الحقيقة التي إذا فتح الله أبوابها لم يستطع
أحد أن يغلقها عليك إذا أراد الله أن يسعد العبد كان أول
ما يرزقه الإيمان بالله جل وجلاله,مَنْ عرف الله بأسمائه
الحُسني وصفاته العلي ورزقه الله سلامة الإيمان, وإستقامة
الجنان وفوضَّ الأمور كلها للواحد الرحمن, واعتقد من قرارة
قلبه أن لا ملجأ ولا مُنجي ولا مفر من الله إلا لله..

السعيد الذي ملأ الله قلبه بالإيمان فإن أصابته سراء شكر
فكأن خيراً له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ..

لا تتبدل أحواله ولا تتغير هدايته قد جعل الجنة والنار
نصب عينيه فهو يعمل للجنة ويفر من النار..

إذا أراد الله أن يسعد العبد, رزقه إنشراح الصدر بذكره
وطمأنينة القلب بالإنابة إليه وشكره,والذاكرين الله كثيراً
والذاكرات من السعداء,إذا أراد الله أن يسعد العبد رزقه
قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً,فأصبح لسانه لا يفتر عن ذكر الله
جل جلاله وأصبحت ساعاته وحركاته وسكناته كلها لله
سُبحانه وتعالي ينتقل من طاعة إلي طاعة ومن بر إلي بر
ومن خير إلي خير لا يسأم ولا يمل وقلبه مُعلق بالله
سُبحانه وتعالي .. سعادة المؤمن في ذكر الله..

(ثلاث هن عنوان السعادة)

من إذا ابتلي صبر، وإذا أنعم عليه شكر، وإذا أذنب استغفر.

هذه الثلاث هي عنوان السعادة كما قال الشيخ الإمام رحمه الله
هذه الثلاث، من إذا ابتلي صبر على قدر الله وقضاءه ولم يجزع ولم يتسخط وأيضا يعلم أن ما أصابه إنما هو بذنبه (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)، فيحاسب نفسه للمستقبل ويصلح عمله فأصبحت المصيبة مصلحة له ومنبهة له بخلاف الذي يجزع ويتسخط فهذا لم يسلم من المصيبة ولم يظفر بثوابها خسر هذا وهذا، (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)، قال علقمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله فيرضى ويسلم لأن ما قدره الله لا بد أن يقع مهما عملت ومهما حاولت ولكن عليك بتجنب الأسباب التي توقع المصائب والأخذ بالأعمال الصالحة لتنجو من المصائب وإذا أنعم عليه شكر، لأن بعض الناس ينعم الله عليه بهذه الدنيا بالأموال والأولاد وغير ذلك فيحملهم ذلك على الأشر والبطر كما حصل لقارون الذي آتاه الله (مِنْ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ)، يعني لا تفرح فرح بطر وكبر (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ* وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)، قابل هذه النصائح بإنكار النعمة فقال: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي)، هذا المال ليس لله فيه منة وإنما أنا حصلته وأنا الذي جمعته بجهودي وعلمي وخبرتي بالمكاسب فهذا ليس لله فيه فضل وإنما هو كدي وعملي ونسي نعمة الله عليه فماذا كانت عاقبته والعياذ بالله فالواجب على من أنعم الله عليه بنعمة أن يشكر الله
(والشكر يتحقق بثلاثة أمور)

الأمر الأول: التحدث بنعمة الله ظاهرًا (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).

الأمر الثاني: الاعتراف بها باطنًا بأن يعلم أنها من الله ويشكر الله عليها ولا يظن أنها حصلت له بقوته وحوله.

الأمر الثالث وهو مهم جدا: أن يصرف هذه النعمة في طاعة الله سبحانه وتعالى ولا يصرفها في معاصي الله
.(الشيخ الفوزان)

(أسباب السعادة الحقيقيّة )
تتميّز بأنها لا تزول، بل تبقى ثابتةً ومتجددة، وتضمن سعادة الدنيا مع الآخرة، ومن أهمّ أسباب السعادة الحقيقية ما يلي:

1(-استشعار حب الله سبحانه وتعالى)،
والشعور برضاه وقربه، واستجابة الدعوات، وجلب الخير الوفير منه وحده، واجتناب الشر برحمته وحكمته، وصلاح العلاقة بين العبد وربه، وأداء العبادات على وجهها الصحيح والكامل، لتحقيق الاستقرار والامان الداخلي.
صحة البدن والجسد، والتمتع بالعافية، وعدم المعاناة من الآلام والأمراض والأوجاع، لأن الجسد المريض لا يمكن أن يستشعر السعادة أبداً، لأنه يظلّ مشغولاً بألمه، لذلك تُعتبر الصحة أحد أهم أسباب السعادة الحقيقية.
وجود العائلة والأهل، فالأشخاص الذين يعيشون ضمن عائلة متماسكة ومترابطة ومتحابة، يمتلكون سبباً مهماً من أسباب السعادة الحقيقية.
وجود هدف في الحياة؛ فالسعي لتحقيق هدفٍ ما يعتبر من أسباب السعادة الحقيقية، لأنه يجعل وجوده في الحياة ذا معنى.
2-(الأمن)
حيث يعتبر العيش في وطنٍ آمنٍ مستقرٍ سخاءً رخاءً، لا حرب فيه ولا كوارث ولا جوع ولا تشريد، أحد أهم أركان السعادة الحقيقية، فالوطن الآمن المستقر يجعل الحياة أجمل وأكثر إشراقاً.
الأصدقاء والأحبة؛ فوجود الأصدقاء والمحبين في حياة الشخص من أهم أسباب السعادة، فمهما بلغت سعادة الإنسان وهو وحيد لا يُمكن أن تكتمل سعادته، فالسعادة تزيد وتكبر كلما تقاسمها الشخص مع أشخاصٍ كثيرين.
3 (امتلاك المال)
ورد في القرآن الكريم أنّ المال من زينة الحياة الدنيا، فمهما توفرت للإنسان من وسائل السعادة فإنّ سعادته الحقيقيّة تظلّ ناقصةً إن كان فقيراً معدماً لا يجد ما يسدّ به قوت يومه، ولا تتوفر لديه النقود لتحقيق أسباب الرفاهية التي تعتبر من مكملات السعادة. ولايكون المال سعادة حتي يكون في طاعة الله
إنجاب الأبناء؛ فالأبناء أيضاً ورد ذكرهم في القرآن الكريم بأنهم من أسباب زينة الحياة الدنيا، لذلك هم من أهمّ أسباب السعادة الحقيقية.اذا كانوا أبناء صالحين تربوا علي طاعة الله والخوف منه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *