تفجرت ثورة 30 يونيو وعادت الدولة

كتب / حازم وهبه 

(( ثورة 30 يونيو ))
تفجرت ثورة 30 يونيو وعادت الدولة و لكن ما هى أيديولوجية ثورة 30 يونيو ؟ إن المتابعين للخطب والبيانات والتصريحات التى خطبها و أدلى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة فى يونيو 2014
حتما” سيلاحظون تأكيداته على ما من الممكن تسميته بمفهوم عودة الدولة , واستعادة قوة و تأثير و نفوذ مؤسساتها والتحذير أن الذين يستهدفون الدولة
يريدون تفكيكيها و استعادة ذكرى ما آلت إليه دولا” مثل ليبيا , سوريا , واليمن وهكذا كان مفهوم عودة الدولة وبناء مؤسساتها محركا” لكثير من الخبء والأكاديميين ان يناقشوه .
و يناقشوا هذه القضية بأبعادها التاريخية و المعاصرة منذ ثورة 25 يناير وما قبلها و ما تلاها من حكم المجلس العسكرى الذى تولى السلطة بعد تنحى مبارك إلى أن قامت ثورة 30 يونيو والتى أصبح أحد أهدافها استعادة الدولة ودعمها و دعم ومؤسساتها. إلا أن عملية
عودة الدولة ومؤسساتها لم تكن بالأمر السهل حيث واجهت العديد من المعوقات و التحديات .
و ثورة 30 يونيو وعودة الدولة
و نظام ما بعد 30 يونيو و مفهوم عودة الدولة مرتبطين بدارسة النظم السياسية من منطلق علاقة الدولة بالمجتمع ويشير مفهوم هيبة الدولة إلى معانى االاحترام والتوقير والثقة وامتلاك الخبرة والدارية
والحكمة . و هنا نجد أنفسنا معنيون بدراسة ظاهرة استنازف هيبة الدولة و دراسة أسبابها عواملها و نتائجها و ما قد تؤل بنا إليه .
و ما سبق هو جوهر الأمر فى أيديولوجية ثورة 30 يونيو فاستعادة الدولة هو مفهوم وجد نتيجة حاجة ملحة للمجتمع و ألهمتهالجماهير للحكم فتبناه الحكم الطاهر الزاهد المنزه .
إن ثورة 30 يونيو لم تكن ثورة على حكم الإخوان بل هى ثورة على أيديولوجية الإخوان المعنية بالإرهاب والفكر المتطرف.
و كما يذكر الكثير من الخبراء فإن مصر شهدت بعد 30 يونيو مرحلة لم تعهدها قبل ذلك فقد واجهت خلالها تحديات ليست داخلية و حسب بل وخارجية أيضا”.

و لنعرف الأيديولوجية السياسية لثورة 30 يونيو عن قرب علينا أن ندرس شعارت هذه الثورة و لنعود قليلا” للوراء فنلقى نظرة على الشعارات التى رفعتها ثورة 30 يونيو ؤأسا” من الميدان ( أيديولوجية الميدان ) ثورة 30 يونيو .
إن أى شعار يردد فى الشارع و ينتشر و يتكرر باستمرار يكون له تأثيرات متعددة على الجمهور .
و ترتبط بعض الشعارات الثورية المصرية بالتراث الشعبى من أمثال وحكم وأقوال تتراكم فى الذاكرتين الفردية والجماعية وتتداخل كتلها و ألوانها وتتسرب معانيها إلى ذهن المتلقى وإلى ممارساته السلوكية ويأتى الاحتجاج والثورة ليحفزا الفرد ذاتيا” و اجتماعيا” و يدفعانه إلى إبداع منتجات لغوية جديدة نابعة من الثقافة العامة بما تتضمنه من معارف شديدة الإرتباط بالثقافته الإجتماعية المنتشرة وتعكس فى نفس الوقت رؤيته لذاته وللأخر المختلف والعالم المحيط به .
و مما يزيد من تأثير الشعار السياسى على الجمهور أنه تعبير مباشر وموجز يلخص أهداف مجتمع ما فى ثورة أو حراك ما ويمكن تكراره بيسر وسهولة في جميع الوسائل المشاهدة , المسموعة و المقروئة ، حتى يصبح كعلما” تتميز به جماعة سياسية أو حزب ما أو زعيم سياسى. ولم ترضى القوى السياسية بترويج الشعارات عبر مواقع الإعلام المرئى و المسموع و المقروء بل إن بعض هذه الشعارات بدأ يخصص لها الشباب صفحات كاملة على وسائل التواصل .
وقد تطورت الشعارات بتطور الوضع السياسى فى مصر فى ظل الإنتقال من حالة التوافق العام إلى الصراع والاستقطاب السياسى بين مختلف القوى السياسية الفاعلة فى المشهد الثورى و هو مألوف فى عملية المخاض الثورى .
فبدأت عملية ترويج الشعارات بل و من الجانبين و التى تعبر عن فكر كل تيار عبر شبكات التواصل الاجتماعى و التى كانت بمثابة الميدان الرئيسى لتواجد الجمهور.
و بغية كل تيار سياسى الوصول إلى الجماهير وإقناعها بصدق و سلامة توجهاته وأفكاره لكسب مزيد من الأنصار
ومع إزدياد الاستقطاب وتصاعد الحركات المضادة لحكم جماعة الإخوان ظهرت ( حركة تمرد ) التى دعت فى البداية إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ثم ما لبثت أن تصاعدت مطالبها لإسقاط النظام و قامت الحركات والجماعات المؤيدة لعزل الرئيس والمعارضة لجماعة الإخوان بتوظيف الشعار السياسى لمواجهة لجماعة الإخوان وحشد وتعبئة الجماهير لدعم السلطة السياسية الانتقالية وتنفيذ مراحل خارطة المستقبل و فظهرت شعارات مثل ( يسقط يسقط حكم المرشد ) و ( الشعب يريد إسقاط الإخوان ) و غيرهما و ما واجهناه من جهد نضال و مخاطر فى سبيل إزاحة جماعة الإخوان و ما دفع من دماء بغية ذلك .
وفى ظل هذه الحالة حاول كل طرف دعوة أنصاره للإستماتة فى الدفاع عن موقفه فظهرت على الجانب الأخر شعارات مثل ( حركة تجرد ) و ( يسقط يسقط حكم العسكر )
فيما أطلق عليه (حرب الشعارات ) حتى حسمت ثورة الثلاثين من يونيو 2013 الموقف و نزول خمسة و ثلاثون مليون مواطن للشارع وما تبعها من استجابة الجيش للشعب بما حداث فى 3 يوليو .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *