رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن المخدرات
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
ليس من الميسور صياغةُ تعريف جامع مانع للمُخدِّرات يكون مَحلَّ اتفاق علماء الصيدلة والطبِّ، ورجال الشريعة والقانون، بعدما تفرَّقت الآراء فيما يدخل ضِمْن المواد المخدِّرة وما يخرج عنها، حيث أدخل البعضُ جميعَ العقاقير التي تؤدِّي إلى إدمان أو تسكين الألم أو إحداث الشعور بالنَّشاط أو بالنَّوم أو بالهلوسة[1]، فيدخل في التعريف – على هذا النحو – الأسبرين، والكحول، والمورفين[2].
ولِتجنُّب الدُّخول في متاهات التعريف، نأخذ بالتعريف العام الذي اعتمده نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية السعودي[3] في مادته الأولى، حيث نصَّ على أن: “المواد المخدِّرة: كلُّ مادة طبيعية أو مُركَّبة أو مُصنَّعة من المواد المخدِّرة”، وعلى أن: “المؤثِّرات العقليَّة: كلُّ مادة طبيعية أو مُركَّبة أو مُصنَّعة من المؤثرات العقلية”.
أنواع المخدرات وخطورتها:
نَستعرِض هنا أكثر أنواع المخدرات انتشارًا، ونُبيِّن مدى خطورتها على الكائن البشر[4]:
1 – الحشيش (الماريجوانا):
يُعَد الحشيش أكثر المخدِّرات تَعاطيًا، وهو يُستخرَج من نبات القِنَّب الهندي الذي ينمو في بعض بُلدان أمريكا الجنوبية، والشرق الأوسط، وشرق آسيا.. وغيرها.
وتظهر خطورتُه في كون مُتعاطيه يَفقِد – إلى حدٍّ ما – الإحساسَ بالزمان والمكان؛ مما يؤدِّي إلى كَثْرة حوادث السيارات، ومع الإدمان على تعاطيه تتدهور شخصية المُدمِن، ويُصاب بخللٍ عقلي وعصبي ونَفْسي، ويَنتقِل إلى إدمان مخدرات أقوى، وأخطرُ آثار تعاطي الحشيش ما يؤدِّي إليه من سلوك مُضادٍّ للمجتمع، والاعتياد على الأنشطة الإجراميَّة.
ومع هذه الخطورة – التي اتَّفق عليها المختصُّون – فإن بعض الدول الأوروبية وغيرها تمنح تراخيصَ لفتْح المقاهي والمطاعم التي تُقدِّم الحشيش، ويُطالِب عددٌ كبير من أعضاء المجالس التشريعية بإباحة تعاطيه قانونًا.
2 – الأَفْيُون:
هو عُصارة نبات الخشخاش، تُجفَّف حتى تصير عجينة ذات لون رمادي، ثم يُستخرَج منها عددٌ من المستحضرات الطبية، أو المُسكِّنات، أو المهدئات، ويؤدي بمن يتعاطاه إلى الإدمان على المورفين والهيرويين.
يُزرَع نبات الخشخاش في الهند وباكستان وأفغانستان وإيران وتركيا والصين وبورما وتايلاند وكوريا الشمالية، وبعض أنحاء روسيا، وبعض دول أمريكا الجنوبية، ولم تنجح محاولات الأمم المتحدة في قَصْر إنتاجه على الأغراض الطبية؛ لأنه مصدر أساسي للدخل الفردي والدخول القومية، ومَنْع إنتاجه أو الإقلال منه يؤدِّي إلى انهيار هذه الدول اقتصاديًّا.
3 – المورفين:
هو العنصر الأشد قوة وفعالية في الأفيون، وقد تَمَّ استخلاصه علميًّا لتخفيف آلام الإصابات، ولاستعماله كعلاج بديل لإدمان الأفيون، ويمكن تناوُله عن طريق الفم أو الحقن تحت الجلد، ومُدمِن المورفين يشعر – خلال فترة قصيرة – بالنَّشاط والمتعة، ثم بالاكتئاب وبطء ضربات القلب وهبوط التنفُّس، وتَناوُل جُرْعة زائدة منه يؤدِّي إلى الموت.
4 – الهيرويين:
مادة مُعدَّلة وِراثيًّا من المورفين؛ لتجنُّب آثاره الضارة أو التقليل منها، ولاستخدامه في علاج الإدمان على الأفيون والمورفين، بتعاطيه عن طريق الفم أو الحقن، ومع مرور الوقت ظهر خطرُه؛ وخاصَّة لأنه يؤدِّي إلى الإدمان بسهولة؛ مما دعا مُنظَّمة الصحة العالمية إلى المطالبة بتحريم صُنْعه واستعماله؛ لأنه السبب الأقوى في موت المُدمِن عليه قبل سِنِّ الأربعين.
5 – الكُوكايين:
مادة تُستخرَج من أوراق شجرة الكوكا التي تُزرَع في بلدان أمريكا الجنوبيَّة، وتَنتشِر هناك عادة مَضْغ هذه الأوراق لزيادة القوة البدنية والجهاز العصبي، ولكن آثاره الضارة تمتدُّ لتجعل مُتعاطي الكوكايين يشعر بمشاكل في الجِهاز الهضمي وفِقدان الشَّهيَّة والأَرَق، وقد يَصِل به الحالُ إلى الاضطراب العقلي والجُنون.
6 – القات:
يُستخرَج القات من أوراق نبات القات الذي ينمو في عِدَّة بُلدان بالشرق الأوسط وإفريقيا، مِثْل: اليمن وجيبوتي والصومال وإثيوبيا وكينيا، ويُعتبر مضْغ أوراقه الطازَجة من العادات الشائعة في هذه المجتمعات؛ لأنها تحتوي على مُنشِّط يُحدِث – عند المتعاطي – نوعًا من الشعور بالثِّقة والتغلُّب على الإرهاق والقَلَق، ولكن آثاره الضَّارة تمتدُّ إلى إحداث التهابات المعِدة وفِقدان الشَّهيَّة، ومُدمِنُ هذا المخدِّر تتبلَّد لديه القدرات الفِكْرية، وقد يَصِل إلى الجنون أو الموت المبكِّر.
7 – حبوب الهلوسة:
توجد أنواع من المخدِّرات المصنَّعة كيميائيًّا يمكن تعاطيها داخل كبسولة، أو على قطعة من السُّكر، أو في المادة الصَّمغيَّة التي تُستخدم في الطوابع والأظرف ونحوها، وهذا النوع من المخدِّر قوي التأثير حتى لو تَمَّ تناول كمية ضئيلة منه، وكان يستخدَم – في بداية اكتشافه – كعلاج نفسي، ومع مرور الزمن تبيَّن أنه يؤدي إلى التخيُّلات البعيدة عن الواقع، والإحساس بالاكتئاب والرُّعب، وقد يَصِل بمَن يتعاطاه إلى الانتحار.
وقد انتشرت أنواعُ الحبوب المُخدِّرة بشكل واسعٍ بين الطلاب والسائقين وبعض العمال؛ لِما تُحدِثه من استعادة اليقظة والتغلُّب على الإرهاق والتَّركيز الذِّهني، ولكنها نتائج مؤقَّتة تتحوَّل مع مرور الوقت إلى كوارث نفسية تؤدِّي إلى الاكتئاب والتهيج، ويصير المدمن عليها عُدوانيًّا وميَّالاً إلى الانتحار.
هذه أكثر أنواع المخدرات شهرة وانتشارًا، يتضمَّنها تعريف المخدرات والمؤثرات العقلية الذي نصَّت عليه المادة الأولى من النظام، كما يتضمَّن التعريف سائر المواد التي يتفتَّق عنها ذِهْن شياطين الإنس، مهما كان نوعها وشَكْلها؛ لِما لها من آثار ضارَّة على الفرد والمجتمع، نفسيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا.
________________________________________
[1] منظمة الصحة العالمية، جنيف، سلسلة التقارير الفنية (21).
[2] عبدالعزيز العليان، المملكة العربية السعودية والجهود الدولية لمكافحة المخدرات، مكتبة العبيكان: 1416هـ – 1996، ص 36، والمراجع التي أشار إليها.
[3] الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم (152) وتاريخ 12/6/1426هـ، والمرسوم الملكي (رقم م/ 39 وتاريخ 8/ 7/1426 هـ).
[4] ينظر في تفصيل ذلك: عبدالعزيز العليان، مرجع سابق، والمراجع التي أشار إليها، زين العابدين مبارك، الحشيش، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب – الرياض: 1406هـ، وزارة الداخلية، المخدرات والعقاقير المخدرة، سلسلة كتب مكافحة الجريمة (4): 1405هـ، محمد بن إبراهيم الحسن، المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان، مكتبة الخريجي – الرياض: 1988
اترك تعليقاً