العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

تهنئة خاصة لأصدقائي المصريين … (المصاروى) بمناسبة ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة يوم 23 يوليو/جويلية 1952

0

الدكتورة فاطمة الزهراء شبيلي أكاديمية و باحثة

من الجزائر

، قام تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة محمد نجيب وجمال عبد الناصر بتنفيذ إنقلاب عسكري على الملك فاروق الأول، لينتهي العصر الملكي وتتحوّل مصر إلى الجمهورية.

و بمناسبة ذكرى هذه الثورة المجيدة ،لايسعنا إلا أن نقف وقفة عرفان ، وفاء ومحبة لزعيم هذه الثروة لنتأمل أين العرب منذ غياب القائد صاحب مشروع الحلم العربي!؟ إنه يوم من أيام العرب المجيدة في تاريخنا الحديث ،

اليوم الذي أسقطت فيه ثورة عبدالناصر النظام العميل التابع للدول الإستعمارية فكان المخَلِص من انظمة الفساد العميلة للاستعمار الفرنسي والبريطانى، حيث سيطرت فيه قوي الأستغلال على مقدرات مصر،

وعزلت مصر عن موقعها في محيطها العربي ، وعن المكانة التي تليق بها . لقد فجرت ثورة عبدالناصر بقيمها ومبادئها الطاقات الكامنة في الأمة ،عبرت عنها فإستجابت لها وجندت نفسها لأهدافها ، وتدافعت الجماهير لتقدم أرواحها من أجلها ،

فكان المشروع القومي التقدمي عنواناً لأجيال و هدفاً لثورات لاحقة ، وأسقطت كل ما عداها من أفكار مستوردة أو ظلامية متخلفة لزرع بذور الشقاق وتعزيز التقسيم داخل الوطن الكبير كانت ثروة 23 يوليو/جويلية إنعكاس عملي لتطلعات

كل الشعوب المحبة للسلام و الوحدة، و كان ناصر بانجازاته و إخفاقاته أبو القومية العربية حيث ساعد في حرب اليمن على حكم الإمام ،

و ثورات التحرير في سوريا و العراق و بلدان المغرب العربي و حلق إلى إفريقيا اسيا امريكا اللاتينية و أوروبا ، مساهما و داعما لتربطه علاقات وثيقة مع تيتو في يوغزلافيا سابقا كاسترو و جيفارا في كوبا ،

غاندي في الهند و رؤسائنا الجزائريان السابقان بن بلة و هواري بومدين . و امام التطورات الخطيرة التي يشهدها عالمنا العربي من إنقسامات و خذلان و تسابق للتطبيع ، فإننا أحوج ما نكون لإستعادة زخمة وحيوية المشروع لنبعث الأمل من جديد في هذه الأمة التي تكالبت عليها الأمم ،

في زمن الردة و الإنبطاح ! فلا ريب أن إنهارت احلام شعوبنا بعد أن زرعت بذور الشقاق في الجسد الواحد داخل الوطن العربي أمام جديد الاسلام السياسي من جهة و الارهاب الدولي من جهة أخرى و حل محل الانتماء القومي الذي حلم به الزعيم الانتماء الطائفي و المذهبي ،

ليضع الساسة العرب جميعا أمام حجمهم و جامعتهم الهيكل الهجين ! باحثين عن نصر تاريخي يتجاوزون به خيباتهم في ظل الراهن العربي من التخاذل و الإنقسامات و الانسلاخ عن ثوابت الامة و التشرذم و الركض وراء التطبيع مع العدو الصهيوني جهرا !

كان ناصر مثلا أعلى وملهم الآلاف على غرار محمد علي كلاي و نيلسون مانديلا و احمد بن بيلا و لولا دى سيلفا ومهاتير محمد وغيرهم بل أن العدو الاسرائيلي والانجليزي والفرنسيين اعترفوا بانه كان عدوا شريفا غير فاسد

،اما الامريكان يخجلون من قصة بناء برج القاهرة ( برج العرب ) الذى امر ناصر ببنائه برشوة دفعها الامريكان ! وعاش ومات في بيت بسيط بالايجار ولم يشأ أن يسكن و يقيم في واحد من مائتى قصر للعائلة المالكة !

رغم أنني من جيل ما بعد إستقلال الجزائر،إلا أنني ترعرعت في عائلة ناصرية حتى النخاع و أعتزو أفتخر بذلك مع تمنياتنا للشقيقة مصر أن تتجاوز المؤامرات الصهيونية الخطيرة التي تحاك ضدها و إدراك لأبعاد مخططات قوى الشر من أصحاب الأجندات ،

التي تعمل دون هوادة لمزيد من خلط الأوراق و الضغط باتجاه التيه في ترتيب الأولويات و الحفاظ على قوه الجيش المصري في هذه الظروف الإقليمية و الدولية الخطيرة و الإستثنائية! لتبقى التضحيات في لحظات المصير هي التي تصنع تاريخ و عزة و مجد الأمم

الله يرحمك يا جمال يا حبيب الملايين و يكفيك فخرا أنك حررت مصر من النظام الملكي المستبد و متّ على عداوة إسرائيل عدو الأمة الأزلي الواحد الأوحد! سنبقى أوفياء لرجال صنعوا التاريخ و رفعوا عاليا راية أوطانهم و لم يستسلموا للمستعمر مهما كان حجمه و مارسوا السياسة من غير الاذعان للعدو الغاشم !

في ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة لا نملك إلا أن نجدد التحية و التقدير لكل رجالها و أحرارها و على رأسهم الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر البطل الجسور الذي سيظل زعيم كل العصور و ملهم الثورات تحيا مصر…

و الرحمة على كل من قدم حياته من أجل رفعتها ودافع عن كرامتها وكبريائها و كان وجوده خطرا على مخططات التقسيم وما اكثرها! المجد و الخلود لشهداء و أبطال ثورة 23 يوليو / جويلية 1952.

د فاطمة الزهراء شبيلي…أكاديمية و باحثة من وهران…

الجزائر. ملاحظة : صوري أمام ضريح الزعيم و برج العرب خلال زيارة من زياراتي لمصر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد