العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

امراه في امه للقاصه فاتن المشرقي

0

متابعه/بركات الضمراني
ولدت لتكون الانثى الوحيدة في عائلتها تشبه تعب الام وعجز الاب لم ترتد المدارس كانت في الخامسه عشر من عمرها تشبه امها الخمسينية
اجبروها على الزواج لا لشيئ فقط كي لا تبقى عبء في البيت هي لا تفقه القراءة والكتابة وندوبات وجهها تمنعها من ان تكون الانثى الجميله . ولدت لتكون وحيده الكل ينفر منها لانها لا ترتدي ثوبا جميلا هي لا تجيد تسريحات مختلفة في شعرها
لا تتمايل في مشيتها … لا تثرثر صوتها مجروح
مزعج اذا تكلمت
تزوجت ذاك السكير الهائم ليشبعهاضرب اواخر الليل وعند الصباح ولا يمكن رد الصاع لانه قدرها.
ان تقنع بوابل من اللعنات لانها لا تملك خيارا .
كل شيء خشن غير مريح قوانين العادات والمستجدات
الحاجة تطاردها تدفعها الى طرق التسول لا مفر
الجسم نحيل والبطن خاو مازالت متعلقة بالحياة لعل غدا يحمل خيرا
حملتها سيقانها المتورمة بعيدا من براثن الزوج إلى الازقة تجر اذيال الخيبة وتمضغ مرارة الخجل لتفترش الطريق وتستعطف المارة شيء مما عندهم تطفئ به جوعها حتى ينتهي يوم لتولد من جديد مع بزوغ شمس يوم اخر…
اصبح ذلك منعطف حياتها الجديد حيث لا تطلب شيء سوى يوم اخر في الحياة رغم قسوتها تبتسم وهي ترمق بني جنسها يقرعون الارض باحذيتهم اللامعه يقطعون الطرقات جئة وذهاب انوفهم شامخة وابصارهم شاخصة يلهثون وراء مستجدات الحياة اما هي فالفتها الطرقات ومحطات المترو وتلك الحصير امام باب المسجد تسند راسها على الدرج وتغط في نوم غير ابهة بما تحمله باقي الليلة وصباح الغد لا يتجاوز تفكيرها ساعات قليلة قادمة تطول فيها انفاسها
اجل هي لا تفكر بالسنه القادمه والشهر المقبل فقط تطمح لساعات او ربما دقائق …
تلاحقت الساعات والاماني الضيقة حتى اخذت منها ماخذ فلم تعد رجلها قادرة على حملها كانت تجرها في الازقة الضيقة التي بللتها مياه الأمطار معلنة حلول الشتاء
وفي ليلة باردة حين هدات ضربات الاحذية على جليز الطرقات واحتمى كل ببيته وتدفأ بعائلته اتخذت لنفسها مكان ناحية الضوء تسترق احلام واهيه تساتنس بصخب الاطفال في البيوت يصرخون يفرضون وينهون الآباء والامهات عما يشتهون ورائحة الاطعمة تدغدغ انفها المتيبس من البرد اسدلت جفونها واسندت ضهرها الى الجدار وتاهت في تلك الفوضى الجميله اين كانت امها تداعبها تلثمها بين الفينة والاخرى… وتدفعها برفق لتلقفها الاب برفق لتقبل راسه ويده وتزيح عنه تعب يومه ويحكي لها قصص يكون الخير بطلها ويزين لها لوحة الحياة بما لذ وطاب لتسكن اخر الليل لحضن الام وهي تمرر يدها بسحر على راسها تهدهدها وتختم لها القصص بانتصار الملكة الجميله .
لكن البرد قارص
اجتاح العروق جمدها والروح طردها
يقال انها كانت في امة ما كان الطير بها يجوع…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد