والمقصود بهذه التغريدة هو “شيخ البرلمانيين” المغاربة الذي لم يغادر مقعده النيابي منذ انتخابه في أول برلمان مغربي عام 1963.

وللولاية الحادية عشرة على التوالي، تم انتخاب الزعيم اليساري عبد الواحد الراضي عن دائرة سيدي سليمان (غرب المغرب)، التي تمنحه صوتها منذ أزيد من خمسة عقود ليصبح ممثلها “الدائم” في البرلمان.

وينحدر الراضي من عائلة قروية تعد من أعيان المنطقة، وقد انخرط في العمل السياسي في حقبة كان فيها هذا المجال مقتصرا على  أبناء المدن والحواضر.

تراث برلماني عالمي

ولا يشكل قيدوم البرلمانيين (87 سنة) ظاهرة سياسية فريدة، على صعيد المغرب فحسب، بل يعتبر أقدم برلماني في العالم. وقد صنفته منظمة اليونسكو عام 2019 تراثا برلمانيا عالميا لكونه الأكثر مكوثا في المنصب، في تاريخ البشرية.

ويمتد التاريخ السياسي لـ”المعمر” البرلماني لعقود طويلة، انطلقت منذ مغرب ما قبل الاستقلال، ضمن صفوف الحركة الوطنية التي ناضلت ضد المستعمر الفرنسي. قبل أن يسهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشبعية، الذي شكل التيار اليساري المنشق عن حزب الاستقلال.

وقد خاض الشاب باسم الحزب الوليد أول انتخابات تنظم في المغرب، وكان ذلك عام 1963، حيث نجح في الحصول على مقعد نيابي في أول برلمان منتخب في تاريخ البلاد. وكان الراضي حينها في سن السادسة والعشرين، حيث اعتبر أصغر نائب برلماني.

ومنذ ذلك الحين لم يغادر الراضي مقعده النيابي، حتى صار يلقب بشيخ البرلمانين.

سياسي مخضرم بقبعة النقابي والأستاذ

وقد تقلد الزعيم اليساري عدة مناصب في السنوات الـ58 التي قضاها تحت القبة، حيث ترأس مجلس النواب لمدة تزيد عن عشر سنوات.

كما تقلد مناصب وزارية بحيازته حقيبة التعاون في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وحقيبة العدل في عهد العاهل الحالي الملك محمد السادس وكان ذلك عام 2007.

وعلى المستوى الحزبي، تقلد الراضي مناصب عدة إلى أن تولى قيادة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عام 2008.

وإلى جانب المقعد البرلماني، شغل خريج جامعة السوربون، مقعدا في جامعة محمد الخامس بالرباط والتي درس بها شعبة علم النفس الاجتماعي، بعدما تتلمذ على يد نخبة من المتخصصين الفرنسيين في هذا المجال.

وقد داع صيته البرلماني خارج المؤسسة التشريعية المغربية، حيث انتخب الراضي رئيسا للاتحاد العالمي البرلماني قبل عشر سنوات. كما تولى رئاسة “مجموعة العمل حول السلم والأمن في الشرق الأوسط