العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الحج إلي أمريكا الإله الغربي التغريب والعولمة الحلقة الأولي

0

الحج إلي أمريكا الإله الغربي التغريب والعولمة الحلقة الأولي

بقلم : محمد فتحي شعبان
إبرهة بني كعبة باليمن ليحج الناس إليها مخلفين وراء ظهورهم كعبة مكة ، وبني الغرب والأمريكان كعبة ليحج إليها المسلمون ،فلم يحج العرب في الجاهلية إلي كعبة اليمن ، لكن حج المسلمون إلي كعبة الغرب و ولوا وجوههم شطرها أمر عجاب ، وكما كان مستشرقين خلفوا مستغربين ومتأمركين ليكونوا لهم عونا علي بني جلدتهم .
اتجه الناس أعني المسلمين إلي الغرب يأخذون عنهم كل شىء إلا شىء حسن فكان التغريب ولم يكن التحديث ، قلدوا زيهم و حديثهم و تسمموا بزبالة أفكارهم ، و تخلقوا بسوء خلقهم وصار الغرب إله يأخذ الناس عنه دينهم ، فما قالوه حقا وما كتبوه حقا وصرنا نطوف حول كعبتهم …لبيك أمريكا لبيك أمريكا .
بإذن الله سيكون حديثنا عن التغريب والعولمة كما يدل عنوان المقال
* التغريب …..
تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية ، يرمي إلي صبغ حياة الناس بأسلوب الغرب ويرجع ذلك لأهداف أهمها التبعية الكاملة للحضارة الغربية ، وهو من ركائز الغزو الفكري علي الأمة الإسلامية ومن الخطط التي يقوم بها الغرب لتحويل المسلمين عن تعاليم دينهم .
وهو ايضا يعني ….
العمل علي إيجاد عقلية جديدة من الدول المراد تغريبها تعتمد علي تصورات الفكر الغربي ومقاييسه لتحاكم الأفكار غير الغربية وخاصة الفكر الإسلامي والمجتمع الإسلامي من خلالها ، بهدف سيادة الحضارة الغربية و تسييدها علي حضارات الأمم .
وهو يهدف إلي إلغاء شخصيات المغربين الفكرية وتكوينهم الثقافي وجعلهم أسري للحضارة الغربية ، وهذا يكون بالتفريغ الثقافي بحيث يتم إيجاد أناسا لا هوية لهم .
يقول الأستاذ محمود شاكر في كتابه ( رسالة في الطريق إلي ثقافتنا ) واصفا الثقافة : هي سر من الاسرار الملثمة في كل أمة من الأمم وفي كل جيل من البشر ، وهي في أصلها الراسخ البعيد الغور معارف كثير لا تحصي ، متنوعة ابلغ التنوع ، وهي مطلوبة في كل مجتمع إنساني ، للإيمان بها اولا عن طريق العقل والقلب ثم العمل بها حتي تذوب في بنيان الإنسان وتجري منه مجري الدم ، فينتمي لهذه الثقافة
بعقله وقلبه وخياله انتماء يحفظه ويحفظها من التفكك والانهيار فتنشئ في الإنسان قيما ومبادئ تحوطه ويحوطها حتي لا يفضي إلي مفاوز الضياع والهلاك .
ويقول أيضا …
وقد علم الغرب أن قوة المسلمين وحضارتهم العظيمة منبعها هو تعاليم الدين الإسلامي ، ولكنهم وجدوا أنه بعد التفريغ لا يستطاع السيطرة علي هذا الفرد المفرغ ثقافيا من أي قيمة ومبادئ ، ففي هذه الحالة سيكون عبئا عليهم ، ووجدوا أن هناك تصديا قويا لهذه المحاولات التغريبية ، فقاموا بطرح فكرة التغريب الثقافي ، يعني : نزع الثقافة الإسلامية وإحلال الثقافة الغربية محلها بأي طريقة كانت ، سواء باستقطاب أفراد من هذه البلاد إلي الغرب وإبهارهم بحضارتهم المزعومة بأنها من بنات أفكارهم وبنت أرضهم ، مع أنهم عالة علي الحضارة الإسلامية ،ولكن الغرض الأول والأخير من هذا كله هو السيطرة علي الدول المراد تغريبها ، يعني : إعادة استعمار ( استخراب ) هذه البلاد لكن بصورة ظاهرها الحب والرحمة وباطنها الحقيقي الذل والهوان .
إذن هدف التغريب واضحا : وهو محاولة قتل شخصيتنا ، ومحو مقوماتها ، وتدمير فكرها ، و تسميم ينابيع ثقافتنا ، وكانت كلمة ( حرية الفكر ) و( التقدمية ) و ( مقاومة الرجعية ) و ( التطور) من الكلمات البراقة التي لعبت دورا كبيرا في خداع الناس .
يتبع بإذن الله
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد