العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الفلسطينيون يترقبون الهجوم على رفح وإسرائيل تعد بخطة إجلاء

0

الفلسطينيون يترقبون الهجوم على رفح وإسرائيل تعد بخطة إجلاء

من نضال المغربي وهنريت شقر

الدوحة/القدس (رويترز) – قال مسعفون يوم السبت إن غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح بقطاع غزة قتلت 17 شخصا خلال الليل، وذلك فيما يتكدس أكثر من مليون فلسطيني في المدينة الحدودية حيث يترقبون هجوما إسرائيليا شاملا دون مكان يفرون إليه بعد تحول بقية مناطق القطاع إلى أنقاض.

وبعد أربعة أشهر من اندلاع الحرب في غزة، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش بوضع خطة لإجلاء سكان رفح وتدمير أربع كتائب لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يقول المكتب إنها منتشرة هناك.

نازحون فلسطينيون فروا من منازلهم بسبب الضربات الإسرائيلية يلجؤون إلى أحد المخيمات المؤقتة في رفح على الحدود بين قطاع غزة ومصر في صورة التقطت يوم الخميس.

وعلى عكس الهجمات الإسرائيلية السابقة على المدن خلال الحرب، التي أمر الجيش خلالها المدنيين بالتوجه إلى جنوب القطاع، لا توجد أي منطقة أخرى سالمة نسبيا في القطاع الفلسطيني الصغير وتحذر وكالات الإغاثة من أن المدنيين قد يُقتلون بأعداد كبيرة.

وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع في القاهرة بصورة من

وقال رزق صالح (35 عاما)، الذي فر من منزله في مدينة غزة مع أسرته وطفليه إلى رفح في أوائل الحرب، “اجتياح إسرائيلي في رفح يعني مجازر، يعني دمار، الناس منتشرة في كل إنش في المدينة وما مكان تاني نروح عليه”.

وبدأ الصراع في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول حينما هاجم مسلحون من حماس بلدات في إسرائيل التي تقول إنهم قتلوا 1200 شخص أغلبهم من المدنيين واقتادوا معهم نحو 250 رهينة إلى غزة.

وردت إسرائيل بقصف وهجوم بري هائلين قُتل خلالهما حوالي 28 ألف فلسطيني أغلبهم من المدنيين، بحسب السلطات الطبية في قطاع غزة.

ويهدد الصراع بالامتداد في أنحاء الشرق الأوسط في ظل تبادل إسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي مع جماعة حزب الله اللبنانية والتصعيد في سوريا والعراق واليمن.

وقالت مصادر أمنية إن غارة إسرائيلية يوم السبت في لبنان استهدفت شخصية فلسطينية مقربة من حماس، إلا أن الشخصية المستهدفة نجت من الهجوم وقتل ثلاثة أشخاص آخرين.

وفي زيارة إلى بيروت، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم السبت إن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء صراع غزة وإن طهران تجري محادثات مع الرياض حول المسألة.

وحذر أيضا من اتخاذ إسرائيل أي خطوات نحو حرب شاملة على لبنان، قائلا إن ذلك سيكون “اليوم الأخير” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وتحولت مناطق واسعة من غزة إلى أنقاض، إذ دمرت القوات الإسرائيلية أجزاء كبيرة من البلدات بغارات جوية ونيران المدفعية وتفجيرات، ما أدى إلى تشريد أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

ولجأ أغلب النازحين إلى رفح المتاخمة لمصر في أقصى جنوب القطاع، لكن بعد فشل محادثات وقف إطلاق النار، قال نتنياهو قبل أيام إن القوات الإسرائيلية ستقاتل حتى تحقيق “النصر التام”، بما في ذلك في رفح.

وقال مسعفون إن إسرائيل نفذت غارة جوية مساء يوم الجمعة على منزل في رفح، مما أدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة عشرات آخرين، بينما أسفرت غارة أخرى عن مقتل ستة في منزل آخر.

وفي خان يونس، وهي مدينة جنوبية رئيسية أخرى فر إليها كثير من النازحين قبل هجوم إسرائيل عليها الشهر الماضي، عبرت وزارة الصحة الفلسطينية عن قلقها إزاء العمليات الإسرائيلية حول مستشفى ناصر الرئيسي هناك.

وذكرت الوزارة أن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى وتطلق النار في محيطه وأنها قلقة على مصير 300 من العاملين بالمجال الطبي و450 مريضا وعشرة آلاف شخص لاذوا بالمستشفى.

وأظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي دبابات عند بوابات المستشفى. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة المقطع.

وقال الجيش الإسرائيلي في تحديث حول القتال يوم السبت إنه يواصل أنشطة “مكثفة” في خان يونس وفي شمال ووسط قطاع غزة أيضا وإنها تقتل مسلحين وتصادر أسلحتهم وتدمر البنية التحتية.

ولم يرد الجيش بعد على طلب للتعليق على الوضع في مستشفى ناصر.

* مخاوف من نزوح جماعي

في مدينة غزة، أول مركز مأهول رئيسي تستهدفه العملية الإسرائيلية بعد اجتياح قواتها البرية قطاع غزة في أواخر أكتوبر تشرين الأول، أفاد سكان بوقوع قتال عنيف يوم السبت.

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه إن إسرائيل ستحاول تنظيم انتقال النازحين في رفح إلى الشمال الذي فروا منه سابقا قبل أي عملية عسكرية هناك.

وتقول مصر إنها لن تسمح بأي تهجير جماعي للفلسطينيين إلى داخل أراضيها. ويخشى الفلسطينيون تعمد إسرائيل إخراجهم من ديارهم لتحظر عودتهم فيما بعد.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم السبت “الأعمال التي بدأت والنشاط العسكري في جنوب قطاع غزة في منطقة رفح تنبئ بمزيد من الضحايا المدنيين ووضع إنساني كارثي لوجود مليون و400 ألف مواطن فلسطيني متكدسين الآن في رقعة ضيقة جدا ولا يمكن لهم حماية أنفسهم أمام هذه الأعمال العسكرية”.

وحذر من أن أي تصعيد ستكون له “آثار وخيمة”.

ويظهر استمرار الحرب في مدينة غزة، حتى بعد وقت طويل من قول إسرائيل إنها ستعيد توزيع بعض القوات إلى مناطق أخرى، القيود الماثلة أمام أي مقترح لإجلاء النازحين من رفح إلى أجزاء أخرى من القطاع.

وقال منقذون فلسطينيون في مدينة غزة إنهم عثروا على جثث طفلة عمرها ستة أعوام وأفراد أسرتها بالإضافة إلى فريق الإسعاف الذي أُرسل لإنقاذهم، وذلك بعد أيام من نشر مقطع صوتي من اتصالها بالهلال الأحمر تتوسل فيه من أجل المساعدة.

ويواجه الأطباء وموظفو الإغاثة صعوبات بالغة من أجل توفير المساعدات الأساسية للفلسطينيين الذين يحتمون في أنحاء رفح. والكثيرون محاصرون عند السياج الحدودي مع مصر ويعيشون في خيام مؤقتة.

وقالت الأمم المتحدة إنه يتعين حماية المدنيين في رفح، لكن يجب ألا يكون هناك أي تهجير قسري جماعي وهو ما وصفته بأنه مخالف للقانون الدولي.

وذكر مكتب نتنياهو أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حماس ما دامت لها وحدات باقية في رفح.

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن خطط نتنياهو للتصعيد العسكري في رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وقال مكتب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وإن ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد