العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن تحويل القبلة من أهم الأحداث في حياة رسول الإسلام

0
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن تحويل القبلة من أهم الأحداث في حياة رسول الإسلام
بقلم/ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الفخري للمركز الدولي الفرنسي للعلماء والمخترعين
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
ما لاشك فيه أنَّ تحويلَ القبلةِ مِن أهمِّ الأحداثِ في حياةِ نبيِّنَا ﷺ، وحياةِ أصحابِهِ (رضي اللهُ عنهم)، وتاريخِ أمتِنَا الإسلاميةِ، وذلك أنَّ نبيَّنَا (ﷺ ظلَّ يُصلِّي تجاهَ المسجدِ الأقصَى ستةَ عشرَ شهرًا، وكان يؤملُ أنْ تكونَ قبلتُهُ أوَّلَ بيتٍ وضعَ للناسِ بيتَ اللهِ الحرامَ بمكةَ المكرمةِ، وكانَ ﷺ يقلبُ وجهَهُ في السماءِ راجيًا ذلك، وهنَا كانَ الكرمُ والعطاءُ الإلهيُّ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.وقد تضَمّنَ هذا الحدثُ دروسًا عظيمةً،
منها: إبرازُ مكانةِ الحبيبِ ﷺ، وبيانُ رفعةِ شأنهِ، وعظيمِ منزلتِهِ ﷺ عندَ ربِّهِ، فإنَّ الحقَّ سبحانَهُ وتعالَى أكرمَ نبيَّنَا ﷺ بتحقيقِ مرادِهِ وإجابةِ رجائِهِ، حيثُ يقولُ سبحانَهُ: {فلنُولِّيَنَّكَ قبلةً ترضاهَا} قد رأينا أيها النبي تحوُّل وجهك ونظرك إلى جهة السماء، ترقُّبًا وتحريًا لنزول الوحي بشأن القبلة وتحويلها إلى حيث تُحب فلنُوَجِّهنك إلى قبلة ترتضيها وتحبها وهي بيت الله الحرام بدل بيت المقدس الآن، فاصرف وجهك إلى جهة بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وأينما كنتم أيها المؤمنون فتوجهوا إلى جهته عند أداء الصلاة. ويقولُ تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. اى ولسوف يعطيك من الثواب الجزيل لك ولأمتك حتى ترضى بما أعطاك وأعطى أمتك
ومنها: بيانُ حالِ أهلِ النفاقِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، والتحذيرُ مِن شرِّهِم، حيثُ حكَى القرآنُ الكريمُ تشكيكَهُم في أمرِ تحويلِ القبلةِ، حينَ قالُوا: {مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا}، وهنا كان الردُّ مِن فوقِ سبعِ سماواتٍ: {قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.ويتجَلَّى درسُ حسنِ الاستجابةِ للهِ تعالى ولرسولِهِ ﷺ فيمَا كان مِن أهلِ مسجدِ قباءٍ، حينَ بلغَهُم أنَّ النبيَّ ﷺ قد أُمِرَ بالتحولِ في قبلتِهِ إلى الكعبةِ المشرفةِ وصلَّى تجاهَهَا، فاستدارُوا إليهَا وهُم في صلاتِهِم فجعلُوهَا قبلتَهُم، مِمَّا يشهدُ بقوةِ إيمانِهِم، ويدلُّ على ذلك ما رواه سيدُنَا عبدُ اللهِ بنُ عمرَ رضي اللهُ عنهمَا أنَّهُ قالَ: “بينَمَا النَّاسُ بقُباءَ في صلاةِ الصُّبحِ ، إذ جاءَهُم آتٍ فقالَ: إنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قد أُنزِلَ عليهِ اللَّيلةَ قرآنٌ، وقد أُمِرَ أنْ يستقبِلَ الكعبةَ فاستقبلُوهَا، وكانتْ وجوهُهُم إلى الشَّامِ ، فاستدارُوا إلى الكعبةِ .فكانَ المؤمنونَ الصادقونَ على يقينٍ جازمٍ بأنَّ كلَّ ما جاءَ بهِ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ) حقٌّ لا مريةَ فيهِ، حينَ قالُوا: سمعنَا وأطعنَا، وتحوَّلُوا في صلاتِهِم إلى الكعبةِ المشرفةِ دونَ ترددٍ، استجابةً لأمرِ اللهِ (عزَّ وجلَّ)، ولم ينتظرُوا حتى يُتمُّوا صلاتَهُم!! وإنَّمَا تحولُوا في الحالِ وهم في هيئةِ الركوعِ.ومِن دروسِ تحويلِ القبلةِ: إظهارُ مكانةِ المسجدِ الأقصَى في ضميرِ الأمةِ وكيانِهَا، فالمسجدُ الأقصَى هو ثانِي المساجدِ التي أُسستْ على وجهِ الأرضِ، وثالثُ الحرمينِ الشريفينِ، فعن أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وضعَ في الأرضِ أوَّلَ؟ قال: “المسجدُ الحرامُ، قلتُ: ثم أيُّ؟ قال: المسجدُ الأقصى”، وهو أرضُ المحشرِ والمنشرِ، فعن ميمونةَ (رضي اللهُ عنها) أنَّها قالتْ: يا رسولَ اللَّهِ! أفتِنَا في بيتِ المقدِسِ، قالَ: (أرضُ المحشَرِ والمنشَرِ ائتوهُ فصلُّوا فيهِ فإنَّ صلاةً فيهِ كألفِ صلاةٍ في غيرِهِ)، وهو منتهَى إسراءِ سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وبدايةُ المعراجِ إلى الملأِ الأعلَى. والواقع حين تؤمن بأن الله قادر على تحويل حالك من حال إلى حال ستعيش وأنت مستغنيا عن الدنيا وما فيها. انظر كيف حالك مع الله أما زلت تحب الدنيا أما زلت تحب الشهوات أما زلت ترتكب المنكرات أم أنك تحب الله وتحب كلامه تحرم حرامه وتحل حلاله وليكن هذا السؤال يتردد في داخلك دوما في كل وقت وحين كيـف حالك يا قلبي مع الله هل أنت مستعد للموت اليوم على حالك هذه بل الساعة بل هذه اللحظة الآن تلك همسات أوجهها لي قبل أن أكتبها لكم لنقف مع أنفسنا دوماً ولنحاسب أنفسنا قبل الحساب
يقول الحبيب المصطفى صل الله عليه تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله وسنتى
ومِن دروسِ تحويلِ القبلةِ: بيانُ خيريةِ أُمةِ سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ وشهادتِهَا على سائرِ الأممِ، وهذه الشهادةُ تتطلبُ مِنَّا أنْ نكونَ أهلًا لهذهِ الشهادةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (يُجاءُ بنُوحٍ يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ له: هلْ بَلَّغْتَ؟ فيَقولُ: نَعَمْ، يا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هلْ بَلَّغَكُمْ؟ فيَقولونَ: ما جاءَنا مِن نَذِيرٍ، فيَقولُ: مَن شُهُودُكَ؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ، فيُجاءُ بكُمْ، فَتَشْهَدُونَ، ثُمَّ قَرَأَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ: {وَكَذلكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وسَطًا لتَكُونُوا شُهَداءَ علَى النَّاسِ، ويَكونَ الرَّسُولُ علَيْكُم شَهِيدًا}.وما أجملَ أنْ نتعلمَ مِن تحويلِ القبلةِ درسَ التحولِ مِن سيءِ الأخلاقِ إلى مكارِمِهَا ومحاسِنِهَا، ومِن كلِّ ما يغضبُ اللهَ (عزَّ وجلَّ) إلى كلِّ ما يرضِيهِ سبحانَهُ ويحققُ لنَا السعادةَ في الدنيا والآخرةِ، فنتحولُ مِن الشرِّ إلى الخيرِ، ومِن الأنانيةِ إلى الإيثارِ، ومِن الشُّحِ والبخلِ إلى الكرمِ والسخاءِ، ومِن التعلقِ بالدنيَا إلى الاستعدادِ للآخرةِ، ومِن الجهلِ إلى العلمِ، ومِن السخطِ إلى الرضَا، ومِن الجزعِ إلى الصبرِ، ومِن اليأسِ إلى الأملِ.
ثُمَّ صَلُّوا وسَلِّمُوا عَلَى النِّعْمَةِ المُهْدَاةِ، والرَّحْمَةِ المُسْداةِ، مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ كَمَا أَمَرَكُمْ ربُّكمْ جَلَّ في عُلاهُ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا اللهمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وعلَى آلهِ وصحْبِهِ أَجْمَعِينَ اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم انا نسألك علماً نافعا وعملاً متقبلا اللهم أنا نعوذ بك شرور انفسنا وسيئات أعمالنا , اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَراتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وأَنْ تَغْفِرَ لَنَا وَتَرْحَمَنَا، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنَا إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونِينَ
 

 
 
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد