العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

قصة يحيى بن زكريا عليهما السلام

0

قصة يحيى بن زكريا عليهما السلام

لمَّا قامَ زكريا
بالإقامةِ على مَريَم
رأىَ وكيلَ السَّماءِ
يسبِقَهُ فى كفالةِ مَريَم
إذ يَجدُ عِندها ثِمارا
لم تُثمِرها أشجارا
فَكمْ ألِفىَ فاكِهةً أمامَها
لم تِكُن فى حينِها
فَتَلَمَّحَ بعينِ الفَهمِ فَهمَها
فرأىَ نَفَقةَ الجاريةِ جارية
وأسبابِ رِعايتِها سارية
فَصاحَ بِدَهشَةٍ مِنَ الحِقدِ عارية
يا مَريَمُ أنَّىَ لكِ هذا
فأحالتْ الحالِ بِإعزازا
إلى رازِقِ النَّملِ جُذاذا
فَأيقَظتْ رواقِدَ مَطَمعهُ
فى ذُرِّيَّةٍ تَتْبَعهُ
وقد بَلَغَ سِنَّهُ سَبعينَ سَنة
وَأوْجَعَتهُ الألسِنة
فأقبَلَ على من لا تأخُذهُ مِنَ النومِ سِنة
فقامَ الكَهلُ فى المِحرابِ
رَغمَ وَهَنهُ
مُتَّكِئاً على السَّرابِ
عَسىَ أن تَصلُبَ ظهرهُ
هُنالِكَ دعا زكريا ربَّهُ
فَسرىَ بِسِرِّهِ سِرَّاً
رَبِّ لا تَذرنىِ فرداً
وبِما حَلَّ بهِ لِلهِ شَكا
وَأنَّهُ على النِّهايةِ أوشكا
رَبِّ إنِّىِ وهنَ العظمُ مِنِّىِّ
فلا إلى غَيرِكَ تَكِلنى
فلمَّا أورَدَتْ شكواهُ
بِما حَمَلَهُ بَريدُ رجاهُ
إلى من عَاوَدَ العُودُ فسوَّاهُ
فكَشَفَ عن الجوابِ ولِلهِ دَرَّهُ
فإذا قَضىَ أمراً لا يُرَّدُ أمْرُه
فبَشَّرَهُ بيحيىَ واصطَفىَ لهُ نورا
مُصَدِّقاً بِكَلِمةٍ من اللهِ وسيداً وحَصورا
فطَلَبَ مِن رَبِّهِ آيةً لِتَصديقَ الأمر
وحملَ نَفسهِ على صلاةِ الشُّكر
فَمُنِعَ عن النَّاسِ بعقدِ اللِسان
إلَّا عن ذِكرِ الرَّحمان
ليكون نُطقهِ لِلهِ سُبحان
فلمَّا وُلِدَ له يحيىَ لِدافِع
ولم يبلُغْ سِنَّهُ مبلغَاً يافع
إلَّا وكان وَلَداٌ نافِع
ما كانت مِيولُ الصِّبيانُ تَهُزُّهُ
فقد أوْزَعَهُ اللهَ وَزَعَهُ
فإذا قالوا له نلعبْ فلا يَهتمْ
فَيَقولُ عِبادةَ اللهِ أَهَمْ
فقد قَدَّرَ له القدرَ قدرا
ومن العِصمةِ ليسَ لمِثلِهِ قدرا
فما خطىَ إلى خطئٍ ولا هَمْ
ورمىَ الدُّنيا وذَمَّها ذَمْ
فَغدا قَلبَهُ يضُخُ المواعِظَ معَ الدَّمْ
وتَداوىَ بدَواءِ الغَيمِ والغَّمْ
ورَضِىَّ مِنَ الدُّنيا بِأقلِ القَليل
فكان قَوتَهُ عُشبٌ بَليل
واكتَفى من ملبسهِ بالهلاهيل
وانقَلَبت عيناهُ بالدُّموعِ تَجرىِ
فَحَفَرتْ فى الخُدودِ مَجرىِ
ومِن كَثرةِ الدُّموعُ على خَدِّهِ
بَدتْ مِنْ فَيهِ أضراسِهِ
فلِما البُكاءُ لِمنْ لم يكُنْ بالعِصيانِ هَمْ
وقَذفَ الذنوبَ وكَأَنَّهُ ادْلَهَمْ
فلمَّا قاربَ الوفاة
وعَلِمَ أنَّ العَدوَّ لِمُبتَغاهِ فات
وتَناثرت أخبارَ الآفات
صاحَ فى النَّاسِ نَدِيَّا
أنا صوتٌ صارِخٌ فى البَرِّيَّا
فَتَبَرَّأَ من ذنبِ الباغىِ والبَغِيَّا
وسلامٌ عليهِ يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ
ويومَ يُبعَثُ حَيَّا
بقلم / ممدوح العيسوى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد