العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

# قصة أهلِ الكهف #

0

# قصة أهلِ الكهف #

أستحالَ لِأصحابِ الكَهفِ أن يَستَقيم
عيشَهُم فى قريةِ الرَّقيم
إذ عَلِمَ دِقْلِديانوس العَظيم
بِما صاروا يعبُدون
مِن دونِ جوبيتورِ ويُعَظِّمون
فقد نَمىَ فى قلوبِهِمُ الإيمان
واستَحَبُّوا عبادةَ الرَّحمان
فنَصَبَ لَهُم دِقْلِديانوس الشَّرَك
فَتَفَرَّسوا الفَخِّ فَفروا مِنَ المُعتَرك
وخرجوا من الحَصرِ إلى الفَضَاء
فأَضَاءَ لَهُمْ الله طَّريقاً وضَّاء
فَرعَاهُمْ فى الطريقِ راعٍ فوَافَقَهُم
وتَتَبَّعَهُمْ وكلبه فرافقهُم
فأَخَذوا فى ضَربهِ
لِكَونِ دَربَهُم غيرَ دَربهِ
فصاح بِسَلاطةِ لِسان
ما أرَدتُ مِنكُم شَفَقَةً ولا إحسان
فلا تطردونى لِمُبايَنتىِ جِنسَكُم
فإنَّ معبودَكُمْ ليس مِن جِنسَكُم
أنا فى قَبضةِ إثارَكُمْ أسير
فإن سِرتُم فعلىَ دربِكُمْ أسير
وأحرُسُ إنْ نِمتُمْ كالخَفير
واللهُ خيرُ حارسٌ ومُجير
فلمَّا دَخلوا دارَ العُزلَة والإستِراحة
أضْطَجعوا على راحةِ الراحة
فَناموا مِنَ الزَّمَنِ مُتَّسَعاً
ثلاثَمائةٍ سِنينَ وتِسعاً
وكانت الشَّمسُ تحولُ عن حِلَّتَهُم
فَتَحميهِم مِنْ بلاءِ حِلَّتَهُم
وأعيُنَهُم مُفَتَّحةُ الأحداق
لِئلا تَذوبَ بإطباقِ الأطباق
ويدِ اللُّطفِ تُقَلِّبُ أجسادَهُم
لِتُسلِمَهُم من قٌرحِةِ فَراشَهُم
وجرىَ الحال فى كَلبِهِم
على ما جرىَ بِهِم
فكَأَنهُ فى شَرَكِ نَومِهِم قدْ صِيدْ
وكَلبُهُم باسِطٌ ذِراعيهِ بالوصيدْ
فخرجَ الملك بِجَمْعهِ فى طَلَبِهِم
فإذا بِهِمْ قدْ سُدَّ بابِهِم
وما عَلِمنا بأنَّ ماءٍ مُسِك
إلَّا وضاعَ مِن يَدِّ مَن مَسَك
فانسابَ راعٍ إلىَ سَبْسَبَهُم
ففتحَ بابَ كَهفِ سَبسَبَهُم
لِيَحوزَ غنمةً إنسَرَبتْ لِسَبسَبَهُم
فَهَبَّ الهواءُ على الراقِدونَ فأيقَظَهُم
فَتَرنَّمَ أحدَهُم .. كمْ لَبِثتُم
فأُجيبَ بِضعةُ أيَّامِ مَكَثتُم
فَلَمَّا شَعروا بالجوعِ طَلبوا الزَّاد
فخَرجَ أحَدَهُمْ مُتَنَكِراً لِيزداد
فَضَلَّ بِمَعرِفَتِهِ لِما اعتاد
فمَدَّ إلى بائعِ الطعامِ باعَه
فَنَظَرَ إليهِ باستِغرابٍ وما باعَه
وظَنَّهُ وجدَ كِنزاً مِنْ شِدَّةِ لَمَاعه
فحَمَلهُ القومُ إلى الوالى
فقالَ إنَّهُ لَمالى
فما لَكُمْ ومالى
كُنَّا فِتيَتةٌ أُكرِهنا على فِتنَةٍ بالعُنفِ
فَهَربنا عَشيَّةَ أمسٍ مِنَ الخَوفِ
فَنِمنا فى باطِنِ الكَهفِ
فلمَّا أنتَبهنا خَرَجتُ لِأبتاع
قوتاً وزاداً لِلأتباع
فصارَ القومُ مِنهُ تَتَعَجب
فأخبَروه بإنقِضاءِ أزمِنةِ التَّعَصُّب
فسار مَعهُ الوالى والجُندُ فى الذَّيلِ
فَسَمِعَ إخوانهُ جَلَبةَ الخيلِ
فظَنوا أنْ حانَ وقتُ الصَّلبِ والتَقطيع
فتَجاوبوا بِأصواتِ التَّرويع
وقاموا إلى صلاةِ التَّوديع
فدَخلَ عَليهِم تمليخا صَديقَهُم
فَقَصَّ عليهِم نَبَأَهُم
فعادوا إلى مضاجِعِ نَومَهُم
فَوافتهُم مَنِيَّةِ الوفاة
وأُسدِلَ سِتار لِقاءَهُم وفات
فليس العَجَبُ مِن نائمٍ
لا يعلَم قدرَ ما مرَّ من يومهِ
وإنَّما العَجبُ من ياقظٍ
لا يَعرِف كيفَ يَقَضى يَومَهُ
بقلم / ممدوح العيسوى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد