العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

# قصة مولد الرسول # عليه الصلاة والسلام

0

# قصة مولد الرسول #

عليه الصلاة والسلام

وُلِدَ مُحَمَّدٌ فى أَرْضَىَ الأرضِ أَرْضا
وصُفِّىَّ بأَصْفىَ الأوَصْافِ وَصْفا
وَصِينَ آباؤهُ من زُلَلِ الزِنا
إلى أن وَضَعتْه بِنت وَهبٍ آمِنا
فَوَثَبت لِرَضَاعتهِ لِأيَّامٍ ثُوَيبةً
وأتَمَّت رَضاعَتهُ حلَيمة
فَنَبَتَ مُستَوياً على سوقِهِ
مُستَعجِلاً لِلنَّاسِ قيامَ سوقِهِ
فَنَشأَ فى حِجرِ الكَمالِ كما نَشأَ
وشَاءَ اللهُ منشأهُ كما يشأَ
فَأتت حَليمةُ والجَدبُ
عَااامٌ فى العَامِ
فَعُرِضَ على المُرضِعاتِ
فَأَبينَّ لليَتيمِ إطعامِ
فَأخَذَتهُ حليمةَ إلى مَحَلَّتِها
فَثابَ لَبَنُها ولَبنُ رَحْلَتَها
فارتَووا مِنَ البَركةِ حقَّ ارتِواء
إذ هَبَّ عليهِم مُبَاركٌ مِنَ السَّماء
فلمَّا ظَعَنَ الظاعِنينَ بالرَّكبِ
أتت إتانها تَؤمُ أمامَ الرَّكبِ
وتَعَقَّب الرِعاءُ غَنَمَهُم عَقبِ
فأصابَهُم الهُذالَ مِن الجَدبِ
ورَاعىِ حَليمةَ يحصُدُ مغانِمَ الغَنَمِ
فتَتَعَجَّبُ حَليمة من تِلكُمْ النِّعَمِ
فبينما الصَّبىُّ مع الصِّبيان
يُراقِبُ لَهوَ الغِلمان
أرسَلَ جابِرُ الجَبرِ بِجبريل
فَشقَ قلبَهُ وما هو بعَليل
فَشَقَّهُ وما شَقَّ عليهِ
فَعَلَّقَ عَلَقَةً من باطِنهِ بيَديهِ
وقالَ الشيطانُ لا يعلُقُ بِكَ
إذ نُزِعت العَلَقَةَ مِن قَلبِكَ
فقطعَها ثُمَّ أعادَ قلبَهُ
بعدَ أن قَلَبَهُ دونَ إقلابَهُ
فَبقىِ أثرَ المَخيطُ فى صَدرهِ
فلازَمَهُ طوالَ عُمرهِ
أَلمْ نَشرحْ لَكَ صَدرك
تِبياناً لِشَقِّ صَدرك
فلمَّا بلغَ مِن العُمرِ سِتَّ سِنين
وهوَ فى أشَدِّ الحاجة للحنين
أَلْوَىَ الموتُ بالوالِدة
فانتابته مِن الشُرودِ شارِدة
فَجَدَّ فى كفالَتهِ الجَدَّ بالطَّلب
ثُمَّ طَلَبَ الموتُ عبدَ المُطَّلِب
فما أبىَ المطلوبُ لِلطالِب
فَتَلَقَّاهُ عَمَّهُ أبوطالِب
فَخَرجَ بهِ لِلتجِارةِ طالِب
فَنَزلَ باليتيمِ مَنْزِلاً بِتَيماء
فرآهُ بِبَحرَتهِ الرَّاهِبُ بَحيِراء
فَقَرَأ فيهِ سِماتَ النبوَّةِ من شمائِل
فَهُمْ يعرفونَهُ فى الأناجيلِ الأوائِل
فَاشتَمَّ فى رِقِ فضلِهِ
فلاحٌ من شِيمةِ شِيَمِهِ
فقال الرَّاهِبُ لِعَمِّهِ
إحفظ عن النَّاسِ هذه الشامةَ
فهىَ لِلنُّبوَّةِ علامة
فلا يُصيبَنَّهُ مَكروهٌ مِن عينِ حاسد
أو يتَتَبَّعهُ منْ بِالأذىَ قاصِد
وصارَ نشرَهُ بينَ النَّاسِ يَذيع
بالصادِقِ الأمينِ فى وقتٍ سَريع
إلى أن تَمَخَّضت حامِلَ النُّبوَّةِ
بينما هوَ فى الخُلوَة
وذَلِكَ لِتبيان التَّمام
بميلادِ رِسالة الإسلام
وقَبلَ الميلادِ أُطلِقَ الطَّلّقِ
لإطلاقِ طَلاقَ الخَلقِ
فَتَحرَّىَ غارَ حِراءَ لِلفراغ
فآتاهُ جِبريلُ وراغَ
فَبِحبلِ الوِصالِ عليهِ أغار
وهو يَتَعَبدُ فى ذلكَ الغار
فأفاضَ عليهِ بِحُلَّةِ إقرأ
وما كانَ بِيدِهِ كِتابٌ لِيَقرأ
وما كان مُحَمَّدٌ بِقارئٍ فَيَقرأ
فأفاضَ إلى حُلَّةِ زَمِّلُونى
فَزُمِّلَتهُ خَديجة بقُرَّةِ العُيونِ
ثُمَّ انطَلقت إلى بنِ نَوفلِ وَرَقة
فقرأَ فضائلَ سيماهُ من وَرَقة
فقال هذا ناموسا
وهذا الَّذى نَزَلَ على موسىَ
ولقد عُرِفَ فى المعابِدِ والكنائس
وصارَ حَديثَ كُلَّ المَجالس
فأُلبِسَ أَهَابَ المَهَابه
وتُوِّجَ بتاجِ السِّياده
وصُبِغَ بِأزكىَ أخلاقِ عِبادِه
وأُجْلِسَ على صَفحةِ الصَّفحِ
ولُقِّمَ لُقَمَ لُقْمانَ بالنُّصحِ
وَوضِعت له أكوابَ التواضُع
فكانَ مِن أطيابِها راضِع
وأُديرت عليهِ كؤوسُ الكَيسِ والحُلمِ
مختومةٌ بِخاتَمَ الحَقِّ وإزهاقَ الظُلمِ
وقَطَعَ مفازةَ الدُّنيا بجوادِ الجُودِ والجَد
وبِقَلمِ العِزِّ خَطَّ أَحاديثَ الجَد
فَوَقَّعَ على صَفائِحِ الكَد
كُلُّ عملٍ ليسَ عليهِ أمرُنا فهوَ رَد
كان يَعودُ المريض
ويُجيبُ دعوةَ المُريد
ويجلسُ على الأرضِ مِنَ الفقرِ
ويقولُ لا تأمَنوا عَواقِبَ الدَّهرِ
ولسانُ الحالِ فى أُذُنَيّهِ يَطِن
يا مُحَمَّد بِكَ عن الدَّنيا نَضُن
وما بالدُّنيا عَليكَ نَضُن
وجاءت فضائلَهُ مِثلَ الأنبياءِ وزاد
وما زالت أُمَّتَهُ فى ازدياد
أينَ مِن نوحٍ ، رَبِّى لا تَذر
مِن رَبِّى إهدِ قومىِ فعَليهِم أصطَبِر
وأين مِن موسىَ فى أنشِقاقِ البحر
وقد شِقَّ اللهُ لهُ فى السَّما القمر
وأين مِن انفجارِ الحَجَرِ لِبنى إسرائيل
من نبعِ الماءِ مِن أصابِعَهُ إذ تَميل
أين مِن تكليمِ موسىَ عِندَ الطور
من التَكليمِ فى السِّدرةِ بعدَ العُبور
أين من داودَ فى تَسبيحِ الجِبالِ ولا تَكُف
من تقديس الحَصىَ فى الكَفِّ
أين مِن عُلوِّ سُليمانَ بالريح
من المِعراجِ فوقَ الفَضاءِ الفَسيح
أين مِن عيسىَ لِلمَوتىَ بِالإحياء
مِن تَكليمِ شاةٍ دُسَّ السُّمُ فيها بعد الشِواء
كُلَّ الأنبياءِ ذَهَبت مُعجِزاتِهِم
ولم تبقْ بعدَ مَوتِهِم
ومُعجِزةُ نَبيُّنا باقِيةٌ فَهىَ الأكبر
قائمةٌ فى مَنارِ القُرآنِ مِنْبر
لإُنذَرَكُم بهِ ومن بلغ
فأتوا بسورةِ من مِثلهِ
من كان مِنكُم حَدَّ البلاغةِ قد بَلغ
ولقد أعْرَبَ عن تَقَدُّمِهِ من تَقَدُّمِه
إذ كُلَّ الأنبياءِ تَحتَ لِوائهِ ولا تَتَقَدِّمُه
لو كان موسىَ وعيسىَ حَيَّينِ
ما وسِعهُما إلَّا اتِّباعىِ فى الحَينِ
فإذا نَزلَ عيسىَ صَلَّىَ خَلفَهُ مأموماً
فلا نَبِىَّ بَعدهُ فى الكتابِ مَعلوماً
فَهوَ أوَّلُ النَّاسِ خُروجاً إذا بُعِثوا
وخَطيبُ الخَلائِقِ إذا وُفِدوا
ومُبَشِرَ القَومِ إذا يَأِسوا
فالأنبياءُ سَكَتوا لِنُطْقِهِ
والملائكةُ أقَرّوا بِحَقّْهِ
والجَنَّةُ لِمن يشفعُ له
والخُّزَّانِ فى دائرةِ حُكمهِ
وكلامٌ قبلَ قَولهِ لا يَنفَعُ
إذ قِيلَ له ، قُلْ تُسْمَعُ
فسُبحانَ منْ فضَّ لهُ
مِنَ الفضائلِ ما فضَّلهُ
وأكْسَبهُ مِنْ حُللِ الفَخرِ ما جَمَّلهُ
جمعَ الله بيننا وبينهُ فى جَنَّتِهِ
وأحيانا على كِتابهِ وسُنَّتهِ
بقلم / ممدوح العيسوى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد