العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن الطاعون يتكلم

0

الدكروري يكتب عن الطاعون يتكلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 3 إبريل 2024
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، وبعد فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله في أنفسكم، وفي صلواتكم لتفلحوا في دنياكم، ثم أما بعد لقد ذكر أن الطاعون توجه مرة إلى بلد فسأله رجل في الطريق قال من أنت؟ قال أنا الطاعون سأذهب إلى هذا البلد قال كم ستقتل؟ قال سأقتل منهم عشرة ألاف ثم لما مضت أيام مات في ذلك البلد خمسين ألفا فرأى هذا الرجل الطاعون مرة أخرى وسأله.
قال له ذكرت لي أنك ستقتل عشرة ألاف وقد مات فيها خمسين ألفا قال نعم أنا إنما قتلت عشرة ألاف لكن الأربعين ألفا قتلهم الوهم فتصوروا المرض وأخذ العلاجات للمرض حتى ماتوا بسبب الوهم فإن هذه قصة تدل فعلا على أن الإنسان لا ينبغي أن يبالغ قي الوهم والإنسان لأجل أن يتقي هذا الوباء ينبغي أن يعتني بأمور مهمه ومن ذلك أن يحرص المرء أن يغسل يديه دائما إما بالماء والصابون أو بالمعقمات وعدم التواجد في الاماكن المزدحمة واتباع الارشادات الصحية، وأن يلجأ إلي الله عز وجل بالتضرع والدعاء، وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اللهم إنى أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك ” رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ” اللهم إنى أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيء الأسقام ” رواه أحمد وأبو داود والنسائي، فاللهم من أحييته منا فاحيه على الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام وأحسن خاتمته يا رحيم يا رحمن، فإن الإبتلاء سنة من سنن الأنبياء وديدين من ديدن الأصفياء، وهي خلة تبعث في القلب الامتلاء وهي تكفير للخطايا وتبعث القلب منها للاستيلاء، وما أدراك ما الابتلاء هو صحة ودواء ومرض وشفاء ورحمة من الله وارتقاء هو سليل شرف المؤمنين الأقوياء، وعزاء كل مريض وصاحب بلاء هو مرض ولكنها اصطفاء وهو داء ولكنه دواء نسير بكم ومعكم في صنوف الابتلاء وفوائد الاجتباء لنعرف أن نعم الله تترا لا تنتهي بلا ابتداء والا انتهاء، فإن الابتلاء بأنواع البلايا والمحن في هذه الدنيا الفانية.
مما كتبه العزيز العلام على الأنام خاصة من هم من أهل الإسلام، فيقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما “نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة” إذن فالابتلاء هو داء، بل هو رحمة وفضل من الله تعالى وارتقاء، لكن لعدل أرحم الراحمين ورحمته بعباده المسلمين أنه يبتليهم على حسب إيمانهم، وقوة يقينهم وصبرهم، وقال الأبشيهي فلو لم يكن الصبر من أعلى المراتب وأمنى المواهب، لما أمر الله تعالى به رسله ذوي الحزم وسماهم بسبب صبرهم، أولى العزم وفتح لهم بصبرهم أبواب مرادهم، وسؤالهم، ومنحهم من لدنه غاية أمرهم ومأمولهم ومرامهم، فما أسعد من اهتدى بهداهم، واقتدى بهم، وإن قصر عن مداهم، وقيل العسر يعقبه اليسر، والشدة يعقبها الرخاء، والتعب يعقبه الراحة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد