العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

الدكروري يكتب عن الإسلام مبني على العدل

0

الدكروري يكتب عن الإسلام مبني على العدل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 4 إبريل 2024
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد إن دين الإسلام مبني على العدل، فمهما أحببت النبي صلى الله عليه وسلم، ومهما أظهرت من حبك له، إن لم تكن مستقيما على أمر الله، إن لم تؤدى الحقوق لأصحابها، وإن لم تقم بواجباتك كاملة لا تنجو من عذاب الله، فلئلا يتوهم متوهم أن الاحتفال بذكرى المولد، ومديح النبي صلى الله عليه وسلم هذا ينجينا من عذاب الله، فإن حقوق العباد لا تسقط إلا بالأداء أو بالمسامحة، ولا سبيل آخر إلا سقوطها، لا تسقط إلا بالأداء أو المسامحة، أيضا لئلا يتوهم المسلمون أن جمع الناس، وإلقاء الكلمات، وإنشاد المنشدين، وتوزيع الطعام هذا يغطي انتهاكهم للحقوق.
يغطي تقصيرهم بالواجبات، لو أنك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكنت مع النبي عليه الصلاة والسلام وانتزعت من فمه الشريف حُكما لصالحك، ولم تكن على حق، لا تنجو من عذاب الله، كن على بصيرة من أمره، هذا دين الله لا يُلعب فيه، وهذا دين الله مبني على العدل، وحتى الحج الذي يتوهمه الناس أن الإنسان إذا حج بيت الله الحرام رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه، هذا لا ينطبق إلا على الذنوب التي بينك وبين الله، أما التي بينك وبين العباد فلا تسقط إلا بالأداء أو بالمسامحة، ومن اتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على الطريق الصحيح، فالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان خطيبا سيد الخطباء، وإن الخلق الحسن يرفع صاحبه عند الله عز وجل، وكان صلى الله عليه وسلم عالما سيد العلماء، وكان صلى الله عليه وسلم مجتهدا سيد المجتهدين.
وكان صلى الله عليه وسلم فقيها سيد الفقهاء، وكان صلى الله عليه وسلم قاضيا سيد القضاة، وكان صلى الله عليه وسلم زعيما سيد الزعماء، وكان صلى الله عليه وسلم قائدا حربيا سيد القواد، والله عز وجل حينما أراد أن يمدحُه، وأن يثني عليه، وهو خالق الكون بماذا مدحه؟ بماذا أثنى عليه؟ قال تعالى فى سورة القلم ” وإنك لعلى خلق عظيم” فما الذي يرفعك عند الله؟ الخُلق العظيم، وما الذي يعلي قدرك عند الله؟ حُسن الخُلق، وما الذي يدخلك الجنة؟ هو حسن الخلق، وما الذي تسمو به؟ هو حسن الخلق، لأن الله سبحانه وتعالى حينما مدح نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم لم يمدحه إلا بالشيء الذي يرفعه عنده، إنه الخُلق العظيم، قد يؤتى الإنسان قدرات علمية أو خطابية، أو قدرات في إقناع الناس، هذه القدرات إن لم يرافقها خُلق، وسمو، وعفة، وصدق، وأمانة، لا ترفع صاحبها عند الله.
وإن هناك شيء آخر يهمس به إلى الدعاة، بأن النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق، وحبيب الحق، سيد ولد آدم، أكرم الخلق على الله، أقربهم إلى الله، أشدّهم لله خشية، ومع كل ذلك يُوحى إليه، نزل عليه القرآن، أيده الله بالمعجزات ومع كل ذلك قال الله له تعالى فى سورة آل عمران “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” فإن الدعوة إلى الله تحتاج إلى خلق حسن كي تملك قلوب الناس، فهذا الذي يُوحى إليه، والمعصوم، وسيد الخلق، وحبيب الحق، المؤيد بالمعجزات، الذي نزل عليه القرآن، فهذا الداعية الذي لا يوحى إليه، وليس معه كرامة، وليس مؤيدا، وليس معصوما، لو كان فظا غليظ القلب لانفض الناس عنه من باب أولى، سيد الخلق ينفض الناس عنه لو كان فظا غليظ القلب فكيف برجل من عامة المؤمنين؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد