الذكرى 64 لوضع حجر الأساس.. السد العالي “حكاية شعب”.. والبناؤون المصريون: حققنا المعجزة
كتبت:وفـاءالبسيوني
السد العالي أعظم مشروعات القرن العشرين تكاد أن ترى الحجر ينطق ليحكي كيف سطر المصريون هذه الملحمة العظيمة وكيف صنعوا هذا الإعجاز المذهل الذي في وقته كان مبهرًا للعالم وصادمًا للبعض منه
السد العالي أساس التنمية الحديثة في مصر خاصة في مجالات الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والسياحة والآثار، وتطوير الحياة الاجتماعية
وتتذكر،عن بناة السد بكلمات عبد الحليم حافظ “حكاية شعب” الشعب الذي ثار وكافح وحقق الانتصار.. وقولنا هانبني وأدينا بنينا السد العالي، من أموالنا بإيد عمالنا، هی دي كلمة وأدي إحنا بنينا.
واليوم يحل موعد يحمل لنا ذكرى عزيزة على قلوب جميع المصريين، وهى الذكرى الـ 63 لوضع حجر الأساس لمشروع القرن العشرين، هذه الذكرى التي تجسد إرادة وعزيمة المصريين الذين رفعوا راية التحدي لبناء السد بمعجزة لا تضاهيها معجزة أخرى، وصدق أو لا تصدق
أن تكلفة بناء هذا الصرح الكبير قد بلغت وقتها 415 مليون جنيه فقط وقد شارك في تشييده 35 ألف مهندس وفني وعامل من المصريين و400 خبير روسي من الاتحاد السوفيتي
ويبلغ طول السد 3600 متر، عرض القاعدة 980 مترا، عرض القمة 40 مترا، والارتفاع 111 مترا. حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من إسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلال السد تدفق مائي يصل إلى 11,000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة.
بدأ بناء السد في عام 1960 وقد قدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار شطب ثلثها من قبل الاتحاد السوفييتي. عمل في بناء السد 400 خبير سوفييتي وأكمل بناؤه في 1968، وثبّت آخر 12 مولد كهربائي في 1970 وافتتح السد رسمياً في عام 1971.
اعترافات”بعض بناة السد العالي الذين لا يزالون على قيد الحياة ليحكوا قصص الكفاح والنجاح التي عاصروها حتی خرج هذا المشروع العظيم للنور.
عمال السد وقت البناء كانوا يعيشون معا ليل نهار من خلال ورديات العمل، لذا والكلام لـ”ضوى” كنا نقضي وقتا أطول مما كنا نقضيه مع عائلاتنا بلا ملل، ورغم ضعف المقابل وقتها إلا أن هذا لم يجنبنا بذل أقصى الجهد من أجل أن يكون لنا شرف العمل والمشاركة في بناء السد ولكم أن تتخيلوا أن وجبات الطعام كان أغلبها من الفول والعدس والبصل وكنا نفخر بذلك”.
قال”عزت حمادة ” حضرت إلی أسوان منذ صغري مع بداية إنشاء السد العالي وكان والدي يصطحبني معه للعمل في ذلك الوقت، ورأيت أول توربينة من توربينات السد العالي جاءت من الاتحاد السوفيتي عبر ميناء الإسكندرية
وصولاً إلى أسوان عن طريق نهر النيل، ثم تم تعييني في السد في عام 1971 في آخر مراحل بناء السد وهي مرحلة التكاسي.
والمواقف التي لا يستطيع أن ينساها ومازال يتذكرها إلى الآن هی صناديق الموتى التي كانت تحمل العمال الذين توفتهم المنية خلال العمل في السد، ومنهم عمه الذي توفي من بين هؤلاء العمال بعد أن انهارت الرمال على 80 عاملا استشهدوا دفعة واحدة.
فخري أحمد حماد عاما فني تربة زلطية- ذكرياته عن السد العالي قائلا: إن المصريين قد حققوا معجزة غير مسبوقة في هذا العمل العظيم الذي أفخر بأنني كنت واحدا ممن شاركوا فيه
العمالة المصرية كانت متنوعة في كافلة التخصصات، ورغم الظروف الصعبة وحرارة الطقس الشديدة في المنطقة الجبلية، إلا أن الروح المعنوية للسواعد المصرية كانت مرتفعة للغابة في ظل إيمانهم الشديد
مراحل بناء السد العالي من بدايته وحتى نهايته، مشيرا إلى عمله فترة في معدات الحفر بمقابل مادي ضعيف ولكن ذلك لم يلن عزيمته في استكمال المشروع القومى لمصر والمصريين، وأخيرا قال: إنه سيظل فخورا بالعمل في بناء السد العالي معجزة القرن
كان الرئيس يصطحب معه قادة العالم وقتها الزعيم خرشوف والرئيس اليوغسلافي تيتو، وقتها كنا في سن الشباب وقام الرئيس بتكريم بناة السد بمنحهم أوسمة وميداليات وشهادات تقدير، وأضاف بأن الزعيم الراحل كان دائم الزيارة لهذا المشروع وكان يحرص على لقاء العمال ويسألهم عن أحوالهم ويشجعهم على مواصلة واستكمال هذا المشروع القومى
حصل السد العالى على المركز الثامن كأحد أعظم 10 مشروعات فى العالم من ناحية استخدام أعلى التكنولوجيا، وفائدة للبشرية فى القرن العشرين.
حمى السد العالى مصر من أشد الفترات جفافًا فى العصر الحديث من 1981 حتى 1987، كما أصبح حائط صد أمام فيضانات النيل التى اعتادت أن تدمر الأخضر واليابس، وحمى مصر من فيضان 1988، 1998، 2000، 2001، والسنوات الأربع الأخيرة (2019-2022)