الأردن والعراق يوقّعان مذكرة تفاهم في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته

وقّعت هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الأردنية وهيئة النزاهة الاتحادية في الجمهورية العراقية مذكرةَ تفاهمٍ في بغداد بهدف التنسيق وتعزيز التَّعاون في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته وفقاً للمبادئ والأهداف المحدَّدة في كلٍّ من الاتفاقيَّتين الأمميَّـة والعربيَّة لمكافحة الفساد.

وركّزت المذكرة التي وقّعها عن هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الأردنية رئيس مجلسها الدكتور مهند حجازي، وعن هيئة النزاهة الاتحادية القاضي حيدر حنون، على ضرورة العمل المشترك للحد من جرائم الفساد العابر للحدود، وتضمّنت العديد من مجالات التعاون كتبادل الخبرات وتعزيز قدرات ومهارات العاملين لدى الجانبين، إلى جانب تفعيل مجالات التدريب من خلال الدورات التدريبيَّة المُتخصّصة، والدراسات والبحوث الأكاديميَّة ذات الصلة بممارسات الفساد والجرائم الماليَّة، والوقاية من الفساد ومكافحته، فضلاً عن تبادل الممارسات الفُضلى، والمناهج المعتمدة التي أثبتت فعاليتها في المجالين التشريعي والعملي.

رئيس مجلس الهيئة الدكتور مهند حجازي أكد خلال كلمته في حفل إبرام المذكرة الذي أقيم في مقر هيئة النزاهة الاتحادية ببغداد، أن توقيع هذه المذكرة يأتي في إطار التعاون والتنسيق الذي تنتهجه الهيئة وكافة مؤسسات الدولة الأردنية وبتوجيه من القيادة الهاشمية بالتأكيد على أهمية تضافر كافة الجهود بين الأشقاء بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ووصف العلاقة بين جمهوريَّة العراق والمملكة الأردنيَّة الهاشميَّة بأنها علاقة أخويَّة قويَّة، مُبيّناً أهميَّة التنسيق والتعاون المستمر في مجال مكافحة الفساد والوقاية منه، كما نوّه إلى ضرورة انتهاج الطرق التثقيفيَّة؛ لترسيخ قيم النزاهة ومكافحة الفساد وحرمة المال العام بين أوساط المجتمع ومحاربة الممارسات والعادات المجتمعيّة التي تندرج في خانة مُسسبِّبات الفساد.

من جانبه، دعا رئيس هيئة النزاهة الاتحادية القاضي حيدر حنون جميع دول العالم لا سيما الدول الأطراف في الاتفاقيَّتين الأمميَّة والعربيَّة لمكافحة الفساد للتكاتف والتعاون وتضافر جهودها؛ من أجل تحجيم خطر الفساد وتقليص مسالكه بعد أن أصبحت هذه الظاهرة عابرةً للحدود الوطنيَّة، مشيراً إلى مخاطر آفة الفساد على الإعمار والاستثمار والتنمية وقطاعات التعليم والصحَّة، مشدّدًاعلى ضرورة محاصرة آفة الفساد وملاحقة مرتكبيها وعدم التواني عن ملاحقتهم وملاحقة مُتحصّلات الفساد التي جنوها وقاموا بتهريبها للخارج، مُنوّهاً بمواكبة الأساليب الحديثة لمكافحة الفساد في العالم ومُحاولة الإفادة منها، مُنبّهاً إلى أهميَّة البرامج التوعويَّة والتثقيفيَّة في منع الفساد والوقاية منه جنباً إلى جنب مع الميدان التحقيقيّ الزجريّ.

وفي ذات السياق التقى رئيس مجلس الهيئة صباح اليوم القاضي فائق زيدان رئيس المجلس القضائي الأعلى في جمهورية العراق، مشيرًا إلى عمق العلاقات الأخويّة بين البلدين الشقيقين وإلى التعاون الدائم بفضل التوجيهات الملكيه والحكومه الأردنية، ومن جانبه أكد القاضي زيدان على أهمية التعاون وتبادل الخبرات بين الهيئتين، لافتًا إلى أن العلاقة بين جمهورية العراق والمملكة الأردنية علاقات مبنيّة على الأخوّه والتعاون في كافة المجالات.

يُشار إلى أنّ الوفد الأردني خلال زيارته لهيئة النزاهة الاتحادية العراقية والتي استمرت ثلاثة أيام، زارَ مقر الأكاديميَّة العراقيَّة لمكافحة الفساد، كما زار أعضاء الوفد الذي ضمّ إلى جانب رئيس مجلس الهيئة، عضو المجلس ناصر القاضي ومدير مديرية الشؤون القانونية، ومدير وحدة التعاون الدولي، دائرة التحقيقات ودائرة التعليم والعلاقات العامة، واستمعوا إلى شروحٍ تفصيليّة حول مهام كلٍّ منها وأهدافها وآليات عملها.