تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يعزي الدكتور أحمد رشاد مدير مكتب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية في وفاة والده .
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن السنة مصدر من مصادر تفسير القراّن الكريم
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الإعلام
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن التجربة الشعرية بين الفن والمعتقد
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإعجاز العلمى فى القراّن الكريم
- “البرلمان العربي” يثمن جهود الملك عبدالله الثاني في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك والدفاع عن فلسطين
- جامعة الوادي الجديد تواصل تنظيم ندوات الدعم النفسى والاجتماعى لطلاب المدارس الثانوية
- جامعة الوادى الجديد تشارك فى برنامج ” هُوّية ” بمعهد إعداد القادة
- جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدفع بفرص التعاون مع نامبيا في مؤتمر افتراضي.
رئيس اتحاد الوطن العربى الدولى يتحدث عن منهج الإسلام فى بناء العقلية العلمية
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
لقد كان شاغِلَ المسْلِمين وهمَّهم منذ فجْر الإسلام فَهْمُ ما جاء به كتاب الله بَعد أن آمنوا به عن عِلْم وبصيرة، عن طريق البراهين التي تبدأ بالحسِّ، وتنتهي بالاقْتناع، وبيْن الحسِّ والاقتناع مجالات رحْبة تتَّسع لحظوظ المفكِّرين من العقل وأساليب التناول ومُعْطَيات المواهب.
والمعرفة الحقَّة يجب أن تبْدأ بالمَحْسوس، وقدْرة العقل على الاستكناه، وسلطانه المتَّزن هو الذي ييسِّر له الانتقال في هدوء وسكينة إلى غير المحسوس، وذلك ما اتَّخذه الإسلام منهجًا وسبيلاً للوصول إلى الغاية؛ فكان المرْفَأ الآمن الذي اطمأنَّ إليه ضمير المسلمين في فجر الإسلام.
فالقرآن قد جاء بمنهج رائع في استخدامه الأدلَّة العقلية والبرهانية في عَرْض مسائل العقيدة، “يستطيع من يتدبَّر آيَ القرآن الكريم أنْ يتبيَّن أنَّه قد تضمَّن منهجًا واضحًا للبرْهنة العقلية على أمَّهات مسائل العقيدة، تلك حقيقة يؤكِّدها جمهور علماء المسلمين”[1].
لقد اتَّسَمَت العقيدة الإسلامية بأنَّها ملائِمَة للفطرة والعقل معًا، فليس بها مُعَمّيات كغيرها من العقائد، بل هي واضحة وضوح الشمس، وباستحضارها وفَهْم مقاصدها يعيش المسلم في سعادة لا تُدَانيها سعادة؛ ولذلك نجد الأمراض النَّفْسية أبعد ما تكون عن أواسط المتديِّنين المتَّصلين بربِّهم، فما أحوجَنا إلى النظر والتدبُّر في آيات القرآن الكريم لمعرفة ذلك؛ “لأنَّه ما من قضيَّة عقَديَّة ساقها القرآنُ الكريم إلاَّ قرَنَها بدليل صِدْقها وبرهان يقينها القَطْعي في دلالته، فيجب على كلِّ باحث ألاَّ يغفل عن التَّنبيه إلى ما يحتويه النصُّ القرآني من برهان عقْلي يتَّصل بالموضوع الذي يتحدَّث عنه، ونخصُّ هنا ما يتَّصل بموضوع الإيمان بالغيبيَّات ودلائلها؛ لأنَّ هذا الجانب كان وما زال مَثارَ جدَلٍ بين الفكر الديني والفكر الفلسفي”[2].
ولذلك؛ خلق الله الإنسان وأودع فيه غريزة حبِّ الاسْتطلاع لكي يَسْتكنِه بعقله النيِّر العِبْرة الضخمة التي تنظِّم وتسيِّر هذا الكون العجيب والأفق الرَّحيب، وخُلِق الإنسان وفْقَ قواعد ونظُم، وليس بعشوائية وارتجال، ولا غرو إذًا أن يرتبط خَلْق الإنسان بالعلم، والعلم بخلق الإنسان، كما ورد في أوائل السورة المكِّية، وأول ما أنزل من القرآن قوله – تعالى -: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 – 5].
وكذلك في أوائل سورة الرحمن المدَنِية: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ البَيَانَ ﴾ [الرحمن: 1 – 4].
فلقد خَلَق الله -جلَّتْ قدرتُه- الكون والإنسان، وعلَّمه العلم وألهمه التفكير؛ لِيَبحث وليطمئنَّ قلْبُه؛ فإنَّ “مكان الإنسان في القرآن هو أشرف مكان له في ميزان العقيدة وفي ميزان الفِكْر، وفي ميزان الخليقة الذي تُوزَن به طبائع الكائن بين عامَّة الكائنات”[3]، وقد وضَع أمام بصَرِه وبصيرته وحسِّه ووجدانه آياتِ القدرة الإلهية؛ ليتفكَّر فيها ويتبصَّر، ويعتبر ويتدبَّر، وهذا كان من دواعي التطوُّرِ العلمي على مرِّ العصور وتعاقب الدهور، في حياة البشرية جمعاء.
إنَّ التطور بِرُمَّته -ومن خلال مراحل متعاقبة- يَجدر اعتباره عملية واحدة، إلاَّ أنَّها تتبدَّل على مدى الزَّمن، الأمْر الذي قاد إلى تطوُّر كبير ومُذْهِل في كافَّة ميادين العلوم؛ تبيانًا لما ورد في قوله – تعالى – من سورة العلق: ﴿ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 5].
“إنَّ الطريق إلى سيادة الحق -في مجال العقيدة- إنَّما يبدأ حسب التوجيه القرآني بالتأمُّل في الواقع المحسوس ضمن المخلوقات الإلهيَّة التي تتجلَّى فيها حكْمة الصَّانع الحكيم العليم، وهو ما أكَّدت عليه جملة كثيرة من الآيات، مثل قول الله -تعالى-: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآَخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة العنكبوت: 20].
أو بالتأمُّلِ في الواقع المحسوس من آثار الأمم السابقة ورسومها، تلك التي تدلُّ على سوء العاقبة بالنسبة لأولئك الذين رفضوا الحقَّ في عقيدتهم وأقاموها على باطل الشِّرك، وهو ما أكدت عليه جملة أخرى من الآيات، مثل قول الله -تعالى-: ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [آل عمران: 137]”[4].
فمنهج القرآن في غرْس العقيدة انْماز بأنَّه “يستخدم أساليبَ إقناعيةً متنوِّعة، يوظِّف التاريخ والواقع المحسوس والأدلَّة العقلية البسيطة، ويلجأ إلى مخاطبة الفِطْرة الإنسانية، ويستبدل بأسْلوب التَّلْقين والإدراك العقلي الرياضي البارد – أسلوبَ التربية واستثارة الوجدان والحماسة التي تحرِّك دواعي الإيمان وتثبت العقيدة واليقين، وذلك فضْلاً عن المعالجة العمَليَّة الواقعية التي لم يفوِّت القرآنُ الفُرَص السانحة لاستغلالها والحديث عن حقائق الإيمان من خلال تفاعله معها”[5].
إنَّ القرآن الكريم خاطب الإنسان كَكُل، الذي يتكوَّن من الرُّوح، والجسد، والعقل، فقد اهتمَّ القرآن بتنمية قدرة الإنسان في النَّظر والتأمُّل والتفكُّر والتدبُّر؛ لأنَّ ذلك هو الذي يؤهِّله لحمْل أعْباء رسالة الإسلام والدَّعْوة إلى الله، وهذا مطلب قرآني أصيل.
ولذلك وضع القرآن الكريم منهجًا للتربية العقلية، ومن أهم نقاط هذا المنهج:
1- تجريد العقل من المسلَّمات المبنيَّة على الظنِّ والتخمين، أو التبعية والتقليد.
2- إلزام العقل بالتحرِّي والتثبُّت.
3- دعوة العقل إلى التدبُّر والتأمُّل في نواميس الكون.
4- دعوة العقل إلى التأمل في حكْمة ما شرع الله.
5- دعوة العقل إلى النَّظر إلى سُنَّة الله في الناس عبْرَ التاريخ البشري؛ ليتَّعظ الناظر في تاريخ الآباء والأجداد والأسلاف، ويتأمَّل في سنن الله في الأمم والشعوب والدول.
الدعوة للتفكُّر والتدبُّر في الآفاق:
لقد دعا القرآن الكريم الإنسانَ إلى النظر في آفاق الكون من حوله، والتفكُّر في آلاء الله، وقراءة صفْحة الكون المفتوحة أمامَه، “في القرآن الكريم ما يزيد على ألْف آية تتحدَّث عن معالم هذا الكون، وتَذْكر مفرداته من: السماوات والأرض، والشمس والقمر، والكواكب والنجوم، والجبال والبحار والأنهار، والمطر والرعد والبرق.. إلى آخره، وإذا كانت هذه الآيات قد ذَكَرت تلك المفردات في سياقِ لفْتِ الأنظار إلى مظاهر قدرة الله -عزَّ وجلَّ في الخلق، دلالةً على وحْدانية الخالق – جل وعلا- وتُثْبِت قضية البعث الذي أنكره الكفَّار، فإنَّها مع ذلك قد جاءت في أسلوب وعبارة تفتح أمام العقل البشري آفاقًا واسعة للتفكير في دلالاتها عبْرَ عصوره المتعاقِبَة من بَعد نزول القرآن، فيقوم لدَيه من هذه الدلالات في كلِّ عصْر ما يشْهد بالحقِّ الذي جاءت به.
وفي عصرنا الذي نعيشه، وفي غضُون عشرات قليلة من السنين، وبالقياس إلى تاريخ البشرية الممتدِّ، وصلت المكْتَشَفات العلميَّة المتعلِّقة بالكون في آفاقه، وفي أنْفُس مخلوقاته ما لم تصل إليه من قبل[6].
الإسلام وتطوير العلوم والبحث العلمي:
تضمَّنتْ آياتٌ عديدة مكِّية ومدنيَّة، وكذلك أحاديثُ للرَّسول -صلى الله عليه وسلَّم- أهمِّيةَ العلْم والتفكُّر وفضْل العلماء في الدُّنيا والدِّين، وأنَّهم ورثة الأنبياء؛ تقديرًا لِدَورهم وإجلالاً لعطائهم لخير البشرية وتقدُّم الأمم، وتفقُّهِهم في أمور دينهم ودنياهم.
ولم يقتصر الإسلام على الاهتمام بتطوير العلوم الشرعية فحَسْب، بل كان للعلوم النافعة والساطعة أهميةٌ واهتمام بالغ في الإسلام؛ فالقرآن والسُّنة النبوية خطاب موجَّه إلى جميع الخلق؛ لِيُخرجهم من الظلمات إلى النور، فتعاليم الإسلام صالحة لجميع الأزمنة، محتويةٌ لجميع الأحكام التي تهمُّ البشرية قاطبة، شارحةٌ للقضايا الشرعية (الدِّينية) والسياسية، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، والعِلْمية، والأدَبيَّة، والطِّبيَّة، والكونية… إلخ.
لذَا؛ اهتم المسلمون الأوائل بالبحث العِلمي، وأَوْلَوه عناية فائقة؛ لكونه تحقيقًا لتوجيهات الله -عزَّ وجلَّ- للمؤمنين بالتفكُّر والتدبُّر في آيات الله المختَلِفة في الكون والنَّفْس والأُطُر الاجتماعية… إلخ، فكان جهدهم في هذا المجال مِفتاحًا لتقدُّم العلوم وتطورها في شتَّى مجالات العلم والمعرفة، وانطلقت أبحاثهم من منطلقات إسلامية عظيمة، أسُسُها مبنية على عظمة الله -عزَّ وجلَّ- وقدرته، وأنَّه خلَقَ الإنسان وسخَّر له كل شيء؛ ليكون عبْدًا لله يَسْعى لمرضاته، ثم لِخِدمة أمَّته الإسلامية.
يقول الدكتور موريس بوكاي: “وتناوَلْتُ القرآن كلَّه منتهيًا بشكل خاص إلى الوصْف الذي يعطيه عن حشْد كبير من الظواهر الطبيعية الواضحة في النصِّ العربي الأصيل للقرآن، ومطابقة هذا النصِّ غير المترجَم للمفاهيم العلمية التي نملكها اليوم عن نفس الظواهر الكونية التي لم يكن ممكِنًا لأيِّ إنْسان في عصر محمد -صلى الله عليه وسلَّم- أن يعرفها أو يمتلك منها أدْنَى فكرة، أوَّل ما يثير الدَّهشة في رُوح من يواجه القرآن أول مرة هو ثراءُ الموضوعات العلمية”[7].
ولْننظر ونتمعَّن في قوله -جلَّتْ قدرته-: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53].
إنَّه وعْد الله لعباده بَنِي الإنسان أن يُطْلِعهم على شيء من خفايا هذا الكون، ومن خفايا أنفُسِهم على السَّواء، وعَدَهم أن يريهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم، حتَّى يتبيَّن لهم أنَّه الحق، هذا الدِّين، وهذا الكتاب، وهذا المنهج، وهذا القول الذي يقوله لهم، ومن أصدق من الله حديثًا؟
ولقد صدَقَهم الله وعْدَه؛ فكشف لهم عن آياته في الآفاق في خلال القرون الأربعة عشر التي تلَتْ هذا الوعد؛ وكشف لهم عن آياته في أنفسهم وما يزال يكشف لهم في كلِّ يوم عن جديد.
منهج النبي في استنهاض العقل:
لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- يستنطق العقول؛ ففي الحديث: روى التِّرمذيُّ والإمام أحمد من حديث الحسن عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – لأبي: (يا حصين، كم تعبد اليوم إلهًا؟) قال أبي: سبعة؛ ستَّة في الأرض، وواحدًا في السَّماء، قال: (فأيَّهم تعدُّ لرغبتك ورهبتك؟) قال: الَّذي في السَّماء، قال: (يا حصين، أمَا إنَّك لو أسلمتَ علَّمْتُك كلمتين ينفعانك)، قال: فلمَّا أسلم حصينٌ قال: يا رسول الله علِّمْني الكلمتين اللَّتَين وعدتني، قال: (قل: اللَّهمَّ ألهمني رشدي، وأعذني من شرِّ نفسي)[8].
وعندما سَمِع العرب عن دين الإسلام وما دار من حديث حول النبي الذي بعث بمكة، بدأَتْ عقولهم تتفكَّر وتتدبر وتستنْكِر ما هي فيه من كفْر وضلال، فها هو أبو ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه-: “كان يعبد صنَمًا لا يفارقه حضَرًا ولا سفرًا، فخرج يومًا إلى السفر، فذهب لحاجته فقال: أيُّها الصنم، احْفظ متاعي، فلما ذهب جاء الثَّعلب وبال عليه، فلما رجع أبو ذر وجده مبلولاً، فقال: واعجبا، السَّماء لم تمطر، فوجدَ أثَر الثعلب، فرمق بطَرْفه نحو السماء، وقال:
أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبُانُ بِرَأْسِهِ
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
فَلَوْ كَانَ رَبًّا كَانَ يَمْنَعُ نَفْسَهُ
فَلاَ خَيْرَ فِي رَبٍّ نَأَتْهُ الْمَطَالِبُ
بَرِئْتُ مِنَ الأَصْنَامِ يَا رَبِّ كُلِّهَا
وَآمَنْتُ بِاللهِ الَّذِي هُوَ غَالِبُ”[9]
دلالة القرآن على صدق نبوة محمد -صلى الله عليه وسلَّم- وأنه من عند الله:
لقد دلَّ القرآن على أنَّه مِن عنْد الله -عزَّ وجلَّ- ودلَّ أيضًا على صدْق نبوَّة سيِّدنا محمد -صلى الله عليه وسلَّم- حيث احتوى القرآن: “معارِفَ وعلومًا وأخبارًا وهداية وأسلوبًا لم يتأتَّ للبشر أفرادًا وجماعاتٍ وأممًا وشعوبًا أن يأتوا بمِثله… قال – تعالى -: ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88]”[10].
فمِثل هذه الأشياء أنَّى لرسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- أن يعرفه، وهو النبي الأمِّي الذي لم يعرف القراءة والكتابة، ولم يكن شيءٌ منها موجودًا في بيئته؟!
“إنَّ مقارنة العديد من الرِّوايات الواردة في التوراة والإنجيل مع روايات نفْس الموضوع في القرآن تبْرِز الفروق الأساسية بين بعض نصوص التوراة والإنجيل غير المقبولة علميًّا وبين آيات القرآن التي تتَّفق تمامًا مع المعطيات العلميَّة الحديثة، وهذه الفروق بين القرآن والتوراة والإنجيل تَدْحَض كلَّ ما قيل – ادِّعاءً دون أدْنَى دليل – عن نقل محمَّد – صلى الله عليه وسلَّم – للتوراة أو الإنجيل حتى يعد نصَّ القرآن”[11].
________________________________________
[1]د. السيد رزق الحجر: “مسائل العقيدة ودلالتها بين البرهنة القرآنيَّة والاستدلال الكلامي” ص 73، دار الثقافة للتوزيع والنشر، القاهرة 1410هـ -1990م.
[2]د. محمد السيد الجليند: “تأمُّلات حول منهج القرآن في تأسيس اليقين”، دار قباء للطباعة والنشر، القاهرة 1999م.
[3]عباس محمود العقاد: “الإنسان في القرآن” ص20، الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة 1996م.
[4] د. عبدالمجيد النجار: “دور الفكر الواقعي في النهضة الإسلامية”، بحوث اللقاء الخامس لمنظَّمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي، نيروبي / كينيا، 1402هـ / 1982م.
[5]د. محمد سلامة أبو خليفة، “مقدِّمة في أصول العقيدة الإسلامية” ص 121 – 122، دار الهانئ للطباعة والنشر، القاهرة 2007م.
[6]د.محمد السيد راضي جبريل: “عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم” (1/99).
[7]د. موريس بوكاي: “التوراة والإنجيل والقرآن بمقاييس العلم الحديث” ص 144، ترجمة علي الجوهري، دار المعارف، القاهرة 1976م.
[8] “عون المعبود”، (10/ 243).
[9] الصفوري، “نزهة المجالس ومنتخب النفائس”، (1/20).
[10] د. محمد عبدالله الشرقاوي: “الإيمان، حقيقته وأثره في النفس والمجتمع” ص 226، مكتبة الزهراء، القاهرة 1409هـ.
[11] د. موريس بوكاي: “التوراة والإنجيل والقرآن بمقاييس العلم الحديث” ص 285 – 286، ترجمة علي الجوهري، دار المعارف، القاهرة 1976.
السابق بوست
القادم بوست