تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
عاجل
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي وجه اليوم كلمة في مؤتمر اتحاد المجالس الشعبية المحلية
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الثقافة الإسلامية وقضايا المرأة
- اختيار الدكتورة / سميره سليمان أخصائية صحة نفسية عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار المهندس / سمير أبو السعود عطيه السيد عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن قول الله تعالى ( اليوم اكملت لكم دينكم )
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء رئيس الحكومة اللبنانية بذكرى إستقلال بلاده
- السفير المصري لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية يقدم أوراق إعتماده
- اختيار الناشطة الإجتماعية / هناء عز الدين علي الشابوري عضوة باتحاد الوطن العربي الدولي
- اختيار رجل الأعمال / عماد محمود عبد الحسن الحياصات عضوا باتحاد الوطن العربي الدولي
- رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يهنىء اللاعب محمد صلاح فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه المناعة الفكرية
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لا شك فيه أنه عندما يصاب أحدنا بأي نوع من المرض أو الوباء – لا سمح الله – يسارع ويحث الخطى إلى الطبيب ويتعهد نفسه بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مكامن الوباء والالتزام بالإجراءات والوصايا الطبية التي يقدمها له أصحاب الاختصاص ولا ينفك يتناول العقاقير الطبية والتطعيمات الضرورية اللازمة لمثل حالته… ولا عجب ولا غرابة في هذا الفعل فإن الصحة من المهمات لدى الإنسان ولها شأن كبير عنده ويبذل من أجلها كل غال ونفيس.
ولكن هل فعلا أن الصحة الجسدية أو العضوية تأتي في أول الأولويات وفي مقدمة الإهتمامات لدى الإنسان؟؟ وهل نضارة البشرة وامتلاء الجسد هو المراد الأسمى لكل فرد؟؟ وهل يعني هذا أن الصحة البدنية لدى الفرد هي أقصى تطلعاته وهي الجديرة بالاهتمام، فإذا صلحت صلح سائر حياته، وإذا قويت تمكن من معايشة مجريات زمانه؟؟
طرحت على نفسي هذه الأسئلة، وقلت:
إنه لا عجب أن يهتم الإنسان بحياته وهذه من الضروريات القصوى و الاهتمامات العظمى وقد أمرنا بها, ودللنا عليها فطرة وشرعا عقلا, ولكن خطر في بالي خاطرة مؤداها( إذا كان البدن في أوج نظارته وصحته ولكن سيد الأعضاء _قلبه_ ومدير الجسد _عقله_ يغطان في نوم عميق وقد ناهشتهما الأمراض، واحتوشتهما الأسقام، وعلاهما الغبش، وقد عميا عن إدراك ما يراد منهما وأثرا على فكر صاحبيهما؛ فهل نقول إن هذا الفرد في أتم صحته وأقصى درجات نشاطه؟؟؟) لاشك أن صحة العقل والفكر هي الغاية النهائية التي لابد للإنسان أن يسعى إليها ويبذل من أجلها كل شي، ويبتعد كل البعد عن ما يعكر صفو العقل وما يكدر نقاءه الذهني، وما يشوب مرآته من أوساخ الأفكار ورديء المعتقدات وسيء الخواطر.
ولهذا كانت غالب آيات القران الكريم تخاطب وتنادي ذلك العضو الأهم في الجسد، وتحث وظائفه المتعددة على إدراك الفهم الصحيح وتأمل الحياة من منظور آخر، والبعد عن سفليات الأمور وعن التفكير السطحي المجرد الغارق في أوحال الماديات، فكانت كثيرا من آيات القران تختم بـ (أفلا يتفكرون – يتدبرون – يعقلون – يتذكرون … الخ، بل إن الله – عز وجل – أمرنا أن ننظر ونتأمل في حال الأرض ومن عليها، فقال: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [النمل: 69]، وقال: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17]، فهل يتصور أن الآيات تقصد فقط النظر الحسي المجرد؟؟ إن كان المقصود هذا فالمخاطبون ينظرون دائما إلى هذه الأشياء إما بإرادتهم وطوعهم أو يقع بصرهم عليها مرورا في سائر يومهم !!! ولكن المقصود هنا هو النظر بعين العقل وهو التدبر والتأمل والتفكر في مخلوقات الله وإلى الأمم الماضية وما فعل الله بها.
فما فائدة الصحة حينئذ وحدها إذا كان العقل مريضا، وما جدوى العافية إذا كانت الروح شقية، وماذا يغني تكنز الجسم باللحم وامتلاءه إذا كان نحيلا ونحيفا من القيم والأخلاق، ويعيش خواء روحي، قد انتشرت في أجزائه الأورام الأخلاقية، وسالت على جلده صديد المخازي وعششت على عقله تراكمات خطرة فد تعصف بحياته وتحيلها إلى قاعا صفصفا لا مكان فيها للإصلاح والرقي.
أعتقد أننا مقصرون كثيرا في الاهتمام بصحة عقولنا وإثراء الجوانب المعرفية والعقلية السليمة التي تقودنا إلى العيش بسلام وطمأنينة، وتبعدنا عن الخوف والاضطراب في زمن غلبت فيه الإمراض النفسية وطغت عليه العاهات الخلقية، ولابد من مواجهتها بالاهتمام بتقوية الإيمان ومعالجة الخلل وتنمية عقولنا وتطويرها والمسارعة إلى صد أي هجوم فيروسي قد يطيح بحصون قيمنا، والوقف ضد أي رياح عاتية من الداخل أو الخارج قد تنتشل جذور الفضيلة من أعماق أرواحنا، ومواجهة الأعاصير التي تحمل في طياتها الشبهات والشهوات التي نتلقفها كل حين وكل يوم من خلال العديد من الوسائل الإعلامية التي مازالت ولن تزال – ما لم تواجه بمقاومة إعلامية واعية – تغذي عقولنا وعقول أبنائنا بالسيئ من الأفكار والمنحط من الوجبات العفنة التي تمجها الأفهام السليمة.
إنها دعوة لأن نجري فحوصات دورية على عقولنا، لماذا نحن نهتم كثيرا بإجراء الفحوصات الطبية – وأكرر أنها مهمة – لأجسادنا، بينما في الجانب المقابل عقولنا وأرواحنا تراكمت عليها أتربة التخلف وعلاها رين الشبهات، وتحجرت أوردتها بالتفاهات، وغارت عيونها من جريان الأفكار الصحيحة السليمة، وأصبحت قيعان آسنة تحمل الخبيث والكدر.
إن مراجعتنا الدائمة لعقولنا ولكل ما قد يطرأ عليها وتجديد الإيمان في دواخلنا، وعرض ما يرد إلى خواطرنا على ميزان الشريعة، ووزنه بميزان الخطأ والصواب، والتأمل الدائم المثمر لمجريات الحياة من حولنا، وتفهم وإدراك القواعد التي جاء بها الإسلام، ومعرفة الغاية التي من أجلها خلق البشر، تحول – بإذن الله – دون تفاقم وتردي الحالة، ومن ثم قد لا ينفع علاج ولا يجدي نصح ولا تنفع موعظة، فيتحجر العقل وتيبس الروح ويضطرب الفؤاد.
اهتموا أولا وآخرًا بأجسادكم، وقبلها عقولكم وأرواحكم؛ لتحيوا حياة السعداء، لا يكدر صفوكم مكدر، ولا ينغص أرواحكم منغص