البطالة
إيمان العادلى
هى ظاهرة اقتصادية بدأ ظهورها مع انتشار الصناعة إذ لم يكن للبطالة وجود فى المجتمع الريفى.
فالبطالة بمفهومها البسيط هى كل شخص سليم وقوى ومعافى وقادر على العمل ويبحث عنه ولكن دون أن يجده.
وهى أيضا أحدى المؤشرات الاقتصادية التى تدل على ضعف مؤشر الاستثمار والتنمية وهى كقضية تعتبر من أخطر القضايا التى تهدد أمن واستقرار الوطن من كافة النواحى.
فهى كمشكلة فى المجتمع المصرى تعتبر من أبرز وأصعب التحديات التى تهدد مستقبل وأمن هذا الوطن الذى يعانى من كثرة الأيدى العاملة وزيادة معدل السكان فى مقابل ندرة شديدة فى رؤس الأموال والاستثمارات والمشاريع الاقتصادية.
فى مقابل اقتصاد متأثر بالاضطرابات الداخلية والثورات التى عانت منها البلاد حيث أدت إلى مشاكل فى الموازنة العامة للبلاد وكذلك فجوة بين الادخار والاستثمار مما يؤثر بصورة سلبية على عملية الاستهلاك.
وتنقسم البطالة فى مصر إلى ثلاثة أنواع :
1- بطالة مستمرة.
نتيجة تحكم رؤوس الأموال فى الاقتصاد والذى ينتج عنه تراجع معدلات الاستثمار والادخار وبالتالى تراجع توظيف العمالة.
2- بطالة مرتبطة بالاقتصاد المصرى.
وهى مرتبطة بمعدلات النمو فى الاقتصاد ومرتبطة بالتغيرات التى تطرأ عليه ومرتبطة أيضا بانتقال الصناعات وخطوط الإنتاج إلى أماكن أخرى بحثا عن الربح وحسن استغلال الموارد لها.
3- بطالة إجبارية.
وهى نتيجة عجز الحكومة عن توفير فرص عمل لهذا العدد الهائل من الخريجين والمهنيين الذين يمئلون سوق العمل كل عام وعدم توفر أماكن للعمل لهم.
ونجد إن السبب الأكبر للبطالة فى مصر بعيدا عن كل ما سبق قوله هو عدم تعامل الدولة التعامل الصحيح مع الموارد البشرية والطبيعية للدولة وارتفاع معدلات النمو السكانى مع بقاء معدلات التنمية منخفضة وعدم تعامل الدولة التعامل الصحيح فى الحد من ظاهرة تزايد السكان بصورة رهيبة حيث وصل عدد السكان إلى أكثر من 90 مليون نسمة.
مما يؤدى إلى زيادة عدد الخريجين كل عام وعدم وفاء الحكومة بألتزماتها المادية والتنموية لإقامة مشاريع تحارب البطالة وتستوعب هذا العدد الهائل من الخريجين وأيضا نتيجة التطور التكنولوجى وظهور كثير من المعدات والآلات التى توفر عدد كبير من الأيدى العاملة مما يؤدى عدم توفر الوظائف إلى انحراف الشباب عن الطريق الصحيح وذلك لتوفر وقت فراغ كبير لديهم يضيعوه فى غير فائدة.
وفى عام 2006 م أعلن المركز المصرى للحد من البطالة والدفاع عن حقوق الإنسان وحقه فى العيش بكرامة عن تأسيس أول رابطة للعاطلين فى مصر فى محاولة لتغيير ظروف حياتهم إلى الأفضل ومحاولة توفير فرص عمل لهم.
فهل يوجد حل أو تصور علمى لمواجهة البطالة والآثار المترتبة عليها والتخفيف من حدتها ومساعدة الشباب والوطن أيضا ؟
حفظ الله وطننا من كل شر.