العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه ( لا إله إلا الله )

0
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه ( لا إله إلا الله )
بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
معنى (لا إله إلا الله)
هي كلمة التوحيد وكلمة التقوى والعروة الوثقى، وقد اشتملت على نفي وإثبات، فالنفي: قول (لا إله) وهذا نفي وإبطال لجميع الآلهة التي تعبد من دون الله، وهو نفي للإله الحق وليس نفيا لوجود آلهة باطلة، وأهل السنة والجماعة يرون أن الإله المنفي في جملة النفي هو: الإله الحق أي: لا إله حق يستحق أن يعبد إلا الله، فهو الإله الحق وحده لا شريك له، وأهل الابتداع ينكرون هذا ويقولون إن الإله المنفي هو وجود إله، أي لا إله موجود، مع أن الآلهة الموجودة الباطلة كثيرة، أثبت الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه وعلى لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم -: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية، 23] واتخاذ الهوى إلهاً ومعبوداً يوقع صاحبه في الشرك الأكبر إذا كان ذلك في الأمور المكفرة، فمن اتبع هواه على علم وبصيرة في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله أو في محاربة أولياء الله أو دين الله أو في موالاة أعداء الله فهذا تأليه كامل للهوى يخرج من ملة الإسلام، ومن اتبع هواه فيما دون ذلك من المعاصي مع عدم استحلاله لما حرم الله إلى آخر ما هو معلوم عند أهل السنة والجماعة فهو عاصٍ على قدر هذا الأمر الذي وقع فيه، وطاعة المخلوق باختيار المطيع مهما كانت منزلة المطاع في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله تأليه لهذا المخلوق، قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} [التوبة، 31].
هذا الوصف يعني التأليه الأكبر أي إنهم اتخذوهم آلهة من دون الله يعبدونهم بهذا الاتخاذ، ولهذا لما قال عدي بن حاتم رضي الله عنه وكان نصرانيا في الجاهلية ثم أسلم: «لسنا نعبدهم يا رسول الله، قال: أليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما حرم الله فتحرمونه؟ قال: بلى، قال: تلك عبادتكم إياهم» أو «تلك عبادتكم» وهكذا وَصَفَ النبي – صلى الله عليه وسلم – تأليه المال بقوله: «تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم..» إلى آخر الحديث، هذه العبودية للدينار والدرهم، ومثل ذلك العبودية للمنصب وللأشخاص إذا بلغ بصاحبه إلى حد التأليه الأكبر وهو أن يبيع دينه بعرض من الدنيا ولا يبالي، فيؤدي به هذا الأمر من حب الدنيا إلى رفض شرع الله أو إلى محاربة أولياء الله أو إلى غير ذلك من الأمور المكفرة فهذا تعبيد للدينار والدرهم والمنصب والجاه يخرج من ملة الإسلام، أما إذا وقف هذا التعبيد أو هذه العبادة للدينار والدرهم عند أمر يعتبر من كبائر الذنوب أو من صغائرها ولا يصل حد الكفر فإنه يكون -أي صاحبه- عاصيا لله عز وجل على قدر هذا الأمر.
والجملة الثانية (إلا الله) إثبات لألوهية الإله الحق وهو الله عز وجل وخبر (لا) النافية للجنس محذوف تقديره: (حق)، والمبتدعة يقولون بأن تقديره: (موجود) وهذا قول باطل بنص الكتاب والسنة كما تقدم؛ إذ أن المعنى الصحيح لكلمة التوحيد: لا إله حق يستحق أن يعبد إلا الله، و(إلا) أداة استثناء مفرغة لا عمل لها، لكنها للتأكيد، واسم الجلالة (الله) بدل من الخبر المحذوف (حق)، وهو أعظم أسماء الله، وأصله (الإله) حذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام فصارت (الله) وهو أعرف المعارف كما قال سيبويه، وهو أعظم أسماء الله، وهو الاسم الأعظم بلا شك ولا ريب، ولهذا نرى في الأحاديث التي قال فيها – صلى الله عليه وسلم -: «لقد دعا الله باسمه الأعظم» أن اسم الله هو الذي يتصدرها، ثم إن اسم (الله) جامع شامل لجميع أسماء الله الحسنى، فهو يعنيها جميعها لأن الإله الحق لابد أن يكون الخالق والرحمن ولا بد أن يكون الرحيم، ولا بد أن يكون العزيز، ولا بد أن يكون القهار، ولا بد أن يكون اللطيف ولابد أن يكون الخبير ولا بد أن يكون العليم ولابد أن يكون السميع.. إلى آخره، والإله الحق لابد أن يتصف بجميع صفات الله التي دلت عليها أسماؤه الحسنى، فهو إذاً أعظم أسماء الله على الإطلاق، وقد جاء في الحديث الصحيح: «أفضل الأسماء عبدالله وعبدالرحمن» وهذان الاسمان لا يسمى بهما إلا الله، بينما الأسماء الأخرى قد تطلق لفظاً ولشيء من المعنى على الإنسان، فيقال فلان رحيم، فلان كريم، وهذا سميع وهذا بصير.. إلى آخره.
ويقول المشركون المنتسبون إلى الإسلام الذين يؤلهون غير الله ويعبدون غيره من الأنبياء والأولياء والأئمة ومشايخ الطرق الضالين.. يقولون إن استغاثتنا ونذرنا لهؤلاء الصالحين أو للنبي – صلى الله عليه وسلم – أو لمشايخنا ليس تأليها وليس عبادة وإنما هو توسلا بهم إلى الله إلى غير ذلك من الحجج الباطلة التي أوحى بها الشيطان، فإذا قصدوهم بالدعاء وهو: طلب ما لا يقدر عليه إلا الله كإنزال المطر وشفاء المريض وتفريج الكربات والرزق والولد والنصر على الأعداء.. إلى غير ذلك. فقد ألَّهوهم -شاؤا أم أبوا- لأنهم صرفوا لهم حق الله، وهذه عبادات والدعاء هو أعظم العبادة كما جاء في الحديث عنه – صلى الله عليه وسلم -: «الدعاء هو العبادة» وفي السنن: «الدعاء مخ العبادة» وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي – أي عن دعائي- سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر، 60] والذبح من أعظم أنواع العبادة: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي} [الأنعام، 162]، صلاتي أي دعائي، ونسكي أي ذبحي وتقريبي القربان فإذا سفك الإنسان دم حيوان أو طير أو غير ذلك من أي شئ تعظيما لمخلوق فقد عبده بذبحه له وفي الحديث: «لعن الله من ذبح لغير الله» وقال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر، 2].
فالذي يذبح مثلا للقبر، ولو بعيدا عن صاحبه أو يذبح للجن كما يفعل بعض السحرة والكهنة ومن يُدْعَى إلى ذلك فيستجيب -نعوذ بالله- يعرف أن صاحب القبر وأن الجن لا يأكلون اللحم، ولا ينالهم اللحم ولا الدم، ولكن ينالهم تقوى ذلك الذابح: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج، 37] فإذا كان المضحي أو المهدي يتقرب إلى الله عز وجل بأضحيته أو بهديه أو بذبيحته التي يذبحها للفقراء أو لأهله وعياله أو لضيفة أو نحو ذلك ويقول: (باسم الله والله أكبر) ويتوجه بها إلى الله عز وجل لا يعظم بذلك إلا الله، إذا كان هذا عابداً لله عز وجل بهذا التوجه، فإن الذي يذبح للقبر أو للجني قد عبده وتوجه إليه بتقريب هذا القربان وبتعظيمه بهذه الذبيحة -نسأل الله العافية- وهكذا النذر إذا نذر الإنسان للولي (فلان) ذبيحة أو سمناً أو دراهم أو غير ذلك إن شفى الله مريضة أو يرد غائبة أو نجح في الامتحان إلى غير ذلك فهذا قربان لغير الله وفاعله مشرك شركا أكبر -نسأل الله العافية- بخلاف ما لو نذر لله فقال: لله علي ذبيحة أو نذر أو صدقة للفقراء إن حصل لي كذا؛ فإنه يجب عليه الوفاء إذا حصل المنذور عليه.
وأما كون الإنسان لا يعترف بأن هذا شرك، أو لا يعترف بأن هذا تأليه لهذا المخلوق، فهذا شئ جاء به من عند نفسه لا يوافق عليه لأنه مشرك -شاء أم أبا- وهو مؤله لهذا المخلوق لَمِّا دعاه من دون الله أو نذر له أو ذبح له شاء أم أبا.. أما قوله بأن هذا توسل إلى الله وأن الله أمرنا بابتغاء الوسيلة إليه.. فنقول كذبت، والله يكذبك بنص القرآن والسنة، فالله عز وجل ما أرسل الرسل وأنزل الكتب إلا ليخرجوا الناس من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق، قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدا} [الجـن، 18] وأما الوسيلة التي تقرب إلى الله وأمر الله بابتغائها فليست الشرك، وإنما هي ما جعله الله وسيلة إليه وهو أمران:
الأمر الأول: التوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا سبحانه وتعالى، فحينما تدعو الله عز وجل (اللهم اغفر لي وارحمني) تتوسل إليه بالاسمين المناسبين لهذا الدعاء فتقول إنك أنت الغفور الرحيم، وقولك: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث) توسلت إليه برحمته وهذه صفة من صفاته، وقولك: (اللهم أسألك بعزتك وقدرتك) هذا توسل إلى الله بصفاته.
والنوع الثاني من التوسل الذي أمر الله بالتوسل إليه به: بالأعمال الصالحة التي جعلها سبباً لمرضاته ودخول الجنة، وفي مقدمة ذلك التوحيد والإخلاص لله عز وجل -اللهم إني أسألك وأتوجه يا ربي إليك بهذا السؤال في هذا المكان المبارك لي وللسامعين ولوالدينا ووالديهم وذرياتنا وأقاربنا وإخواننا المسلمين أجمعين بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك – صلى الله عليه وسلم – أن لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلا إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته، ولا ضالا إلا هديته، ولا عدوا من أعدائك أعداء الإسلام إلا خذلته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها يا أرحم الراحمين- كذلك التوسل إلى الله بحبك له وبحبك لرسوله – صلى الله عليه وسلم – إذا عرفت هذا من نفسك صدقا فإنك تقول: اللهم إني أسألك بحبي لك وحبي لرسولك وحبي لدينك وحبي لعبادك الصالحين أن تغفر لي.. كذلك التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، قال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل، 32] أي بسبب أعمالكم الصالحة، وكما توسل الثلاثة الذين آووا إلى الغار فانطبقت عليهم صخرة سدت باب الغار ولا يجدون منفذا، فتشاوروا وقالوا إنه لن ينجينا مما نحن فيه إلا أن ينظر كل واحد منا إلى أفضل عمل عمله لله فيدعو الله به، فتوسل أحدهم ببره لوالديه، والآخر بأمانته، والثالث توسل بعفته عن الزنا، وقصتهم معروفة في رياض الصالحين وغيره، وكان كل ما توسل واحد منهم بعمله انفرج جزء من الصخرة حتى إذا انتهى الثالث انفرجت وخرجوا يمشون، فهذا هو التوسل المشروع، أما التوسل إلى الله عز وجل بدعاء الأموات والاعتقاد فيهم بأنهم يعلمون الغيب ويدبرون الأمور فهو كفر مخرج من ملة الإسلام.
ومن التوسل ما هو بدعه ومعصية لكن لا يخرج من الإسلام وهو أن يقول الإنسان: أسألك بجاه فلان لأنه من الصالحين أو أسألك بفلان.. لأن صلاح فلان لنفسه، قال تعالى: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء، 89]، فكم من نبي له أب كافر أو ابن كافر ولم ينفعه، ولهذا لما نزل على النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشعراء، 214] صعد الصفا ونادى أقاربه الأقرب فالأقرب، وعشيرته.. يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنقذي نفسك من النار لا أغني عنك من الله شئ، يا آل فلان.. يا آل فلان.. إلى آخر ندائه لهم.
فالتوسل بالأشخاص بدعة، حتى بالنبي – صلى الله عليه وسلم – لم يشرع ولم يفعله أصحابه رضي الله عنهم الذين هم أحب الناس إليه، أما أن تعرف من نفسك أنك تحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وتحقق هذه المحبة بصدق الإتباع له وتسأله سبحانه وتعالى بذلك فلا بأس، وأما حديث: «أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي» فإنه غير صحيح كما بين ذلك أهل الحديث، وإن صح فإن حق السائلين إجابة الله لهم وحق الممشى إلى الصلاة ثواب الله تعالى فهو توسل إلى الله بصفاته سبحانه وليس بالذوات، قال تعال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران، 31].
أيها الأخوة في الله:
هذه الشهادة العظيمة (شهادة أن لا إله إلا الله) لها الأهمية العظمى ولكن كثيراً من الناس يغفل عن هذه الأهمية، بل إن بعضا من الدعاة وخطباء الجوامع وكتاب أعمدة الصحف والمتحدثين في الإذاعة والتلفزيون يغفلون عن بيان هذا الأمر العظيم بيانا مفصلا رغم علمهم أن الله سبحانه خلق الجن والإنس وأرسل الرسل وأنزل الكتب من أجله، وكذا حال بعض المؤلفين الإسلاميين وبعض الجماعات الإسلامية -وفقهم الله جميعا إلى ما يحبه ويرضى- ولا نقول هذا نتهمهم بالانصراف عن التوحيد وحبه والعمل به.. حاشى وكلا، ولكننا نلومهم عندما نرى كتبهم خاوية من التنديد بالشرك والتحذير منه رغم أن بلدانهم تعج به وفيها الأضرحة التي بنيت عليها المساجد ويُطاف بها ويدعى أهلها من دون الله سبحانه، فالمعرفة لمعنى الشهادتين وحبه والعمل به هو الفقه الأكبر، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
والفرق بين المحبة الشرعية والشركية أن الحب في الله عبادة لله وتوحيد، والحب مع الله شرك، قال تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله} [البقرة، 165] وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله والموالاة فيه والمعاداة فيه والبراءة مما سواه، والحب مع الله هو الذي يحصل فيه التسوية بين المحبوب المخلوق وبين الله كحب المشركين لآلهتهم، والمشركين المنتسبين للإسلام لمن يعبدون من الأولياء والأئمة ومشايخ الطرق، ذلك الحب الذي جعلهم يرفعونهم فوق منزلتهم إلى منزلة الله عز وجل، وجعلهم يواسونهم بالله فيدعونهم ويستغيثون بهم وينذرون لهم.. إلى غير ذلك مما هو من حق الله عز و جل فهذه المحبة محبة شركية والنبي – صلى الله عليه وسلم – برئ منها ومن أصحابها.
والأولياء لله حقا، والأنبياء قبلهم والملائكة، وكل عبد صالح بريئون كل البراءة، ويعادون كل العداوة من يدعوهم من دون الله أو يستغيث بهم أو يذبح لهم أو ينذر لهم أو يعتقد فيهم أنهم يعلمون الغيب ويدبرون الكون.
أما من يجيز ذلك ويرى أنه ليس بشرك ويدعو الناس إليه، ويقول هذا دليل حب الصالحين وهذا هو معنى حب الصالحين فهذا ملحد مشرك طاغوت خارج من ملة الإسلام ولو صلى وصام وحج وقال: (لا إله إلا الله) ليل نهار، لأنه يقولها بلسانه وقلبه كافر بها لا يعرف معناها، ولا إله إلا الله وشهادة أن محمدا رسول الله لا تنفعان قائلهما إلا إذا عرف معناهما وعمل به، أما من يقولها بلسانه وهو يعبد غير الله بدعائه وبنذره وبذبحه وباعتقاده فيه أنه يعلم الغيب ويدبر الكون كما هي حال الذين يعبدون الأئمة وكما هي حال غلاة الصوفية في مشايخهم، هؤلاء ليسوا بمسلمين وليسو من الإسلام في شئ وأعمالهم التي يعملونها لله حابطة، قال تعالى: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} [الأنعام، 88] فأهل الجاهلية الذين قاتلهم النبي – صلى الله عليه وسلم – واستحل دماءهم وأموالهم كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وهو أن الله هو الخالق الرازق المدبر مالك الملك المحيي المميت.. ولكنهم كفروا لما اتخذوا بعض الصالحين وسائط بينهم وبين الله يؤلهونهم بدعائهم وتوكلهم عليهم، قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف، 87] وقال سبحانه: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فسيقولون الله}الآية [المؤمنون، 88-89] وهذه الوساطة بحجة أنهم وسيلتهم عند الله، وأنهم يشفعون لهم، كما أخبر بذلك الله سبحانه في القرآن: {أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر، 3] إلى آخر الآيات.
لكن الفرق بين مشركي الجاهلية ومشركي هذه الأزمان من المدعين للإسلام، أن أهل الجاهلية عرب فصحاء يعرفون معنى (إله) بأنه المعبود ويعرفون معنى العبادة بأنها الدعاء والذبح والنذر والتوكل والرغبة والرهبة ولذلك اعترفوا بأنهم ألَّهوا هذه الأصنام وأنهم يعبدون من ترمز إليهم من الأنبياء والصالحين مثل عيسى ومريم وود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا.. الخ، أما مشركوا أزمنتنا فإنهم لا يعرفون معنى إله ولا يعرفون معنى العبادة، فالعبادة عندهم هي السجود للصنم، هذا هو الشرك، أو يقول الإنسان لشيء سوى الله هذا إلهي كما يقول النصارى أصحاب عقيدة التثليث أن الآلهة ثلاثة (الله وعيسى ومريم) أو نحو ذلك، أما ادِّعاء بعض هؤلاء المشركين المنتسبين إلى الإسلام بأن الله سبحانه جعل للأئمة والأولياء إجابة من استغاث بهم وقضاء حاجته وأنهم يعلمون الغيب ويدبرون الأمور، فهذا تلاعب وتكذيب لله ورسوله، والقرآن يرد عليهم ويبطل ذلك الاعتقاد الفاسد ويخبر أن العبادة لله وحده وأن التأليه له وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، ويخبر أنه لا يعلم الغيب إلا هو: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إلا اللَّهُ} [النمل، 65] وأمر الله النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يقول: {قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} [الأعراف، 188] ويحسن أن نقرأ آيات تتعلق بهذا الموضوع العظيم تدل على كذب هؤلاء فيما يحتجون به من أن الله سبحانه وتعالى جعل للأولياء والأنبياء ومشايخ الطرق ونحوهم ممن يغلون في حبهم غلوا خارجا عن ملة الإسلام، ويَدَّعُون زوراً أن الله جعل لهم بعض صفاته وبعض حقه.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَيَاةً وَلا نُشُوراً} [الفرقان، 3] وقال سبحانه لرسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو أفضل الخلق وأكرمهم على الله: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف، 188] وقال سبحانه له: {قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً * إِلا بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً} [الجن، 21-23] وقال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر، 13].
فأبطل الله سبحانه وتعالى أن الموتى -أنبياء أو أولياء أو غير ذلك- يسمعون دعاء المشركين: {إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر، 14]، فالله سبحانه هو الخبير وهو الذي يخبر بهذا سبحانه وتعالى، فكيف يَدَّعُون أن الله جعل لهم ذلك؟ وجعل لهم أنهم يُدْعَون ويُرْجَون.. و.. إلى آخره، نسأل الله العافية، وقال عز من قائل: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف، 5-6] هذه حال الأنبياء والملائكة والأولياء لله حقا والأئمة من آل البيت رضي الله عنهم وغيرهم من المؤمنين الصادقين في إيمانهم الذين يُدعَون من دون الله ويُشرَكُون مع الله يتبرؤون ممن يدعونهم يوم القيامة، ويكونون لهم أعداء لأنهم ما يرضون بذلك ويحاربونه في حياتهم، أما بعد الموت فإنهم لا يعلمون من ذلك شيئا، بل يتبرؤون من عابديهم حينما يخبرهم الله سبحانه، كما يتبرأ عيسى عليه الصلاة والسلام من النصارى الذين اتخذوه وأمه إلهين من دون الله، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة، 116-117].
فالأنبياء والملائكة وأئمة آل البيت علي وأبناؤه وأحفاده رضي الله عنهم وأمهات المؤمنين وبنات المصطفى – صلى الله عليه وسلم – والأولياء لله حقا بريئون ممن يدعونهم ويستغيثون بهم وينذرون لهم ويذبحون لهم ويدعونهم، ويَدَّعُون لهم حق الله عز وجل من علم الغيب وتدبير الكون، وشفاعة هؤلاء الأخيار حرام على هؤلاء الذين يدعونهم من دون الله، لا يشفعون لهم وليس لهم في شفاعتهم حق، والشيعة لآل البيت حقا.. هم أهل السنة والجماعة الذين على طريقة آل البيت في توحيد الله والإخلاص لله عز وجل، لأن شيعة الإنسان هم أقاربه وأعوانه وأحبابه، أما الذين يجيزون هذه الأعمال الشركية القبيحة في الدنيا ويقولون أن هذا ليس بشرك!! فهؤلاء طواغيت مشركون كفار؛ وإن ادعوا العلم والولاية وألفوا الكتب في هذا الشأن وملؤها بالأحاديث الموضوعة والأكاذيب والتأويل الفاسد لكلام الله عز وجل، فهم طواغيت وإن ظنهم الجهال علماء وأولياء وبنوا على قبورهم الأضرحة وبنو عليها المساجد وطافوا بها ودعوهم وسموهم الأولياء.. لا بل إنهم وإياهم في جهنم نسأل العافية، إذا مات الأحياء بدون أن يتوبوا، وعمل المشرك حابط مهما عمل، قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان،23].
ومن تحقيق (لا إله إلا الله) أن تعرف معناها بأنه لا إله حق يستحق أن يعبد إلا الله وحده لا شريك له وأن تخلص له العبادة في دعائك وذبحك ونذرك وتوكلك ورغبتك ورهبتك وخوفك ورجائك.. إلى غير ذلك مع التمييز بين بعض المسائل مثل الذبح للضيف فإنه من أجل إكرامه باللحم فإذا كان هذا مقصد الذابح والضيف يستحق الإكرام فهو ذبح لله مشروع، أما إذا قصد الذابح تعظيم الضيف بإراقة الدم بين يديه لا من أجل إكرامه باللحم فهذا شرك لأنه ذبح لغير الله والذبيحة حرام أكلها ولو ذكر عليها اسم الله، أما لو أتى برأس الذبيحة بعد ذبحها كما يفعل بعض الناس حتى يرى الضيف أنها ذُبحت وانتهى الأمر لكيلا يمنع مضيفه ذبحها فهذا لا مانع منه.
أيها الأحبة.. عُرف باستقراء النصوص أن التوحيد ثلاثة أنواع:
1- توحيد الربوبية.
2- توحيد الألوهية.
3- توحيد الأسماء والصفات.
النوع الأول: توحيد الربوبية:
هو توحيد الله بأفعاله مثل الخلْق والرَّزْق والإحْيَاء والإماتة وتدبير الكون, وهذا النوع أقر به كفار قريش ولكنهم كفروا لإنكارهم توحيد الألوهية، والمشركون المنتسبون إلى الإسلام يرون أن توحيد الربوبية هو التوحيد وأن من أقر بأن الله هو الإله الخالق الرازق المدبر مُوَحِّداً وليس مشركاً ولو استغاث بالأموات والغائبين ونذر لهم واعتقد فيهم النفع والضر وهذا عين الشرك بالله الذي وقع فيه مشركوا الجاهلية.
النوع الثاني: توحيد الألوهية:
هو توحيد الله بأفعال العباد التي خلقهم من أجلها وهي العبادات التي أمر الله بها في كتابه أو على لسان رسوله – صلى الله عليه وسلم – مثل: الدعاء والذكر والصلاة والصوم الحج وغير ذلك من الفرائض والنوافل، أما العبادات المخترعة من قبل المبتدعين ولو كانوا يتقربون بها إلى الله مثل صيام يوم النصف من شعبان ومثل إقامة عيد مولد الرسول – صلى الله عليه وسلم – أو يصلي صلاة ليست مشروعة أو على هيئة غير مشروعة أو نحو ذلك، فهذه كلها بدع وضلالات، وكذا الزيادة في الآذان كما يفعله الجهال في كثير من البلدان، فقبل أن يؤذن يبدأ ينادي بصلوات وتسابيح وأذكار بصوت مرتفع، وربما يأتي فيها بشرك مثل ما يحصل من بعضهم من الترنم ببيتين أو ثلاثة من البردة وهي:
يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العَمِمِ
فمن جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
هذا كله كذب وتأليهٌ للرسول، والرسول – صلى الله عليه وسلم – بريء من ذلك فهو لا يعلم من علم الله إلا ما أوحى الله به إليه، وعلم الله لا حد له: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً} [الكهف، 109] والمعجزات التي تخرج على أيدي الرسل في حياتهم ما هي إلا دليل على أن الله لم يجعل لهم علم الغيب وتدبير الكون، ولكن الله أيدهم بها ليتبين صدقهم في الرسالة، وكذلك الكرامات التي تخرج على يد بعض الأولياء إما نتيجة تضرع إلى الله عز وجل في حال الاضطرار، وإما في حال تحدي الخصوم كأن يتحداه خصم فيبتهل إلى الله ويدعوه فيفرج كربته بأمر خارق للعادة ماكان في الحسبان ولا في التصور، كما روي أن أحد الأنصار رضي الله عنهم جاء على راحلته وعليها متاعه فلما صار في مكان خال من البر وهو مقبل على المدينة اعترضه لص خبيث مجرم وعزم على قتله، فقال: (خذ الراحلة واتركني أذهب إلى عيالي)، فقال: (لابد من قتلك وأَخْذِ الراحلة)، فقال: (دعني أصلي ركعتين قبل الموت)، فقال له: (صل ركعتين) مستهتراً ما يبالي، فصلى الركعة الأولى ولما سجد دعا بالدعاء العظيم دعاء الكرب: (يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعّال لما تريد، أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص) ثلاث مرات، وفي الأخيرة سمع صوت اللص يصرخ، فقام من سجوده وإذ به يتشحط في دمه، وإذا بفارس على جواد قد وضع حربته تقطر دما بين أذني الجواد، فقال من أنت يا هذا جزاك الله عني خيرا؟ قال: أنا ملك من السماء الرابعة أرسلني الله مددا لك سمعت الملائكة دعوتك الأولى فضجت وقالت يا ربي هذا مظلوم فأنصره، ثم دعوتك الثانية فَفُتِّحت لها أبواب السماء وسمعنا لها قعقعة، ودعوت الثالثة فأذن الله بنصرك، فكنت أَسْبَقَ الملائكة إليك، وهذا الشخص ليس أفضلَ الناس، لكنه مظلوم دعا صادقا فأنقذه الله بهذه الكرامة.
والمضطر والمظلوم يستجيب الله دعوته ولو كان كافرا، أما الدليل على استجابة دعوة المضطر ولو كان كافرا فقوله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت، 65] أما مشركوا زماننا من المدعين للإسلام فإن شركهم دائم في الرخاء والشدة -نعوذ بالله- فهو أشد من شرك أهل الجاهلية؛ بل أنهم في الشدة أشد فالمرأة إذا جاءتها الولادة تنسى الله وتنادي يا علي.. يا حسين.. يا بدوي، وهكذا الرجل في حال الشده كلٌ يدعو معبوده من دون الله وينسى الله.
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات:
وهو إثبات ما أثبته الله سبحانه وتعالى لنفسه في كتابه أو في سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم – من الأسماء الحسنى وصفات الكمال العليا على الوجه الذي يليق به: {وَلِلَّهِ الأسماء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف، 180] وقال – صلى الله عليه وسلم -: «إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة» هذا الإحصاء -أيها الأحبة- لأسماء الله ليس في مجرد حفظها وقراءتها في الصباح والمساء، ولكن في معرفة معناها والعمل به، فإذا عرفت أن أعظم أسماء الله هو (الله) أي الإله الحق، أخلصت عبادتك له ولم تشرك به شيئا، وإذا عرفت أن من أسماء الله (الرحمن) و(الرحيم) ومن صفاته المأخوذة من هذين الاسمين ومن غيرهما الرحمة فاتصف بأمرين، الأول: ترجو رحمة الله فإنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ثم بسبب عمله الصالح، قال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل، 32] أي بسبب أعمالكم الصالحة، وليست الجنة عوضا عنها لأن أعمال العبد مهما بلغت ما تقابل نعمة من نعم الله عليه، أما الذي لا يعمل ويريد الجنة فإنه يطلب الشيء بضده.
وهكذا بقية أسماء الله عز وجل فإن إحصاءها هو معرفة معناها والعمل به.. فإذا حدثتني نفسي بالمعصية في مكان ما يراني أحد تذكرت أن من أسماء الله العليم والخبير والسميع والبصير وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أما الذي يقرأ أسماء الله ويعصي الله إذا غاب عن أعين الناس فإنه ما أحصى هذه الأسماء ولا عرفها ولا عمل بها.
والأسماء الحسنى مشتقة وليست جامدة، وصفات الله عز وجل تؤخذ منها ومن الأحاديث والآيات الأخرى التي تدل على الصفات الفعلية والذاتية التي لم ترد في الأسماء، ولكن بعض المبتدعين يقول أنها أسماء جامدة مثل: كلمة شجرة وحجر وجدار أي ليس لها معاني وهذا ما يقوله إلا أهل البدع والضلال، بل أنها أسماء مشتقة فاسم الرحمن والرحيم من الرحمة، رحم يرحم رحمة ورحمانا سبحانه وتعالى، وهكذا العلم علم يعلم علماً فهو عالم، وهكذا الخبير وهكذا السميع وهكذا البصير، فهي أسماء حسنى ولها معاني، وصفات الله عز وجل مأخوذةٌ منها، فالعليم يدل على صفة العلم، والخبير على صفة أن الله خبير لا يخفى عليه شئ، والكريم على صفة الكرم المطلق، والسميع على صفة السمع، والبصير على صفة البصر، والحي على صفة الحياة.. وهكذا في بقية أسماء الله الحسنى.
ومن كمال تعريف توحيد الأسماء والصفات أن الله عز وجل -كما قلنا- لا يسمى باسم ولا يوصف بصفة إلا بدليل من الكتاب أو من سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم -، وصفات الله عز وجل منها الذاتي الذي لا ينفك عن ذات الله عز وجل كالسمع والبصر والقدرة والإرادة والحياة والعزة والعلم.. الخ، ومنها الفعلي الذي يفعله متى شاء سبحانه وتعالى مثل: الكلام والنزول والاستواء على العرش والرضاء والغضب، وهذه الصفات جميعها لها أدلة من كتاب الله ومن سنة نبيه – صلى الله عليه وسلم -.
وقد جاءت الأدلة المنطقية العقلية في القرآن الكريم إلى جانب الأدلة الإخبارية تثبت وجود الله وأنه وحده الإله الخالق المدبر، قال الله تعالى رداً على الملحدين الذين ينكرون وجود الله عز وجل: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ} [الطور، 36] فهذا سؤال منطقي معجز: أم خلقوا من غير شئ؟ فجواب الملحد لابد أن يقول: أنه مخلوق من شئ، لأنه لا شئ وجد صدفة، ثم يُسْأَل: هل أنت الخالق لنفسك؟ الجواب: لا، ولو كان خالقا لنفسه أو الذي خلقه أبوه أو أمه لجعله على أكمل صفه غير قابل للموت وغير قابل للمرض وليس فيه خصلة ذميمة، ووجود العيوب فيه تدل على أنه مخلوق لخالق عظيم الكمال له وحده، وقد جعل مخلوقه هذا على حال من النقص ليعلم أنه مملوك لخالقه وهو الإله الذي له الكمال وحده، ثم سأله الله بعد ذلك عما هو أكبر من الإنسان وهو ما يحيط به مما يجب أن يتفكر فيه ليستدل به على وجوده وعظمته وهو السماوات والأرض وأَمَرَه الله أن يقول: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران، 191] وقد أمر الله بالتفكر في خلقه ليعرف العاقل ربه بآياته ومخلوقاته، ونهاه أن يتفكر في ذاته لأن التفكر في ذات الله مهلكة {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} [الأنعام، 103] وكل ما تتصور عن الله فالله بخلافه في العظمة والجلال سبحانه وتعالى وصفات الله نثبتها له سبحانه على الوجه اللائق به دون تشبيه ودون تمثيل ودون تأويل ودون تعطيل ودون تكييف على حد قوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى، 11].
وهو سبحانه مستو على عرشه، عال على جميع خلقه، وهذا الذي يليق بالله، لا نقول إن الله في جهة تحده وحيز يحوزه، لا.. بل نقول أن الله في جهة العلو، هو أعلى وفوق كل شئ، كما جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه، وفي الآيات في سبعة مواضع من القرآن: أن الله مستو على عرشه، والعرش مخلوق عظيم هو أوسع وأكبر المخلوقات، وهو أعلاها ويحيط بها والله فوق العرش لا يخفى عليه شئ من أعمالنا، وفوقيته فوق العرش لا تعني أنه جالس عليه.. لا.. ولكنه فوقه عالٍ عليه وعلى جميع الخلق، ولا يحتاج إلى العرش ولا يحمله العرش بل هو الذي يحمل العرش ويمسك السماوات والأرض أن تزولا سبحانه وتعالى، وهو قريب في علوه سبحانه وتعالى، وعال في دنوه {وهو معكم أينما كنتم} [الحديد، 4] بسمعه وبصره وتدبيره وقدرته وإرادته.. إلى غير ذلك، والمعية معيتان: معية مع المؤمنين والأنبياء قبلهم بنصره وتأييده ومحبته، ومعية مع الجميع بعلمه وقدرته وتدبيره وإرادته وإحاطته سبحانه وتعالى.
و(لا إله إلا الله) من لامها إلى هائها سياسة وتنظيم أسرة ومجتمع واقتصاد وسعادة حياة دنيا وأخرى.. إلى غير ذلك، فلا يجوز لكائن من كان أن يفصل الدين عن الدولة، هذا ما يقول به ولا قال به إلا اليهود والنصارى لما قامت الثورة الفرنسية ضد أصحاب الكنيسة الذين طغوا وبغوا وتألهوا وصاروا يصدرون صكوك الغفران ويفعلون بالناس الأفاعيل من هتك أعراضهم وأخذ أموالهم.. إلى غير ذلك، والإسلام ليس كذلك، وأهل الإسلام وعلماء الإسلام يُكَرَّمون ويُنَزَّهُون عن ذلك؛ يَدْعُون بدعوة الله إلى توحيد الله، وإلى طاعة الله، وإلى طاعة ولاة أمور المسلمين في غير معصية الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء، 59].
والإسلام عبادة وسياسة وتنظيم للمجتمع وتشريع، فلا يجوز أن يُشَرَّع نظام أو سِلْمُ قبيلة أو عادة اجتماعية تخالف شرع الله، ولا يجوز أن يحكم بها: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء، 65] وتنظيم الأسرة يكون على أساس الدين، والدين كله بما فيه من أوامر وإن كان بعضها جزئي يتعلق بشئ دون شئ فهي جميعا تلتقي وتجتمع في (لا إله إلا الله) كل ذلك طاعة لله، كل ذلك تشريع لله، وهو ولاء وبراء، فمن قال (لا إله إلا الله) يجب أن يحقق ذلك بكفره بالطاغوت.. وهو كل ما يعبد من دون الله من إنسان أو حيوان أو جماد أو مال أو غير ذلك، فيحب الله ورسوله ودينه ويحب عباد الله الصالحين ويبغض أعداء الله؛ إذ أن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله والموالاة فيه والمعادة فيه والبراءة مما سواه.
و(لا إله إلا الله) أيضا عقود وعهود {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة، 1] فهي عهد بين العبد وربه في كل ركعة من صلاته {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة، 5] هذا أعظم العهود فهو عهد بين العبد وربه بأن لا يعبد إلا الله ولا يستعين إلا به، فإذا عاهد المسلمون كفارا وجب الوفاء بالعهد، وإذا عقد المسلم مع أخيه المسلم أو مع الكافر ذمي أو معاهد وجب عليه أن يفي بهذا العقد {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة، 1] كذلك من أعظم ما يوفي به الإنسان أيضا من العقود ما استحل به الفرج ما بينه وبين الزوجة من الشروط.
و(لا إله إلا الله) سلم وحرب.. سلم لأولياء الله، وحرب على أعداء الله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال، 60].
و(لا إله إلا الله) سعادة للمؤمنين، لأن المؤمن حينما يحقق (لا إله إلا الله) بطاعته وإتباع أوامره واجتناب نواهيه يسعد في هذه الحياة، ويسعد بعد الممات: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [فصلت، 30-32].
من أسباب الشرك:
أول أسباب الشرك أعاذنا الله وإياكم منه: هو الجهل الذي نتج عنه الغلو في حب الصالحين، فجاء الشيطان واستغل هذا الجهل فزين لقوم نوح -قبل إرسال نوح- أن يصوروا صور ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، ناس صالحين، أتقياء، أولياء، ولم يقل لهم: اعبدوهم لأنهم أهل علم، لكنهم صوروهم واستجابوا له لما جاءهم في صورة إنسان ناصح، وزين لهم هذا، وصوروهم ونحتو صورهم على حجارة وعلى أخشاب وقال: انصبوها حتى إذا رأيتم صورهم تذكرتموهم واقتديتم بهم في الصلاح ولم يعبدوهم، ولكن لما جاءت الأجيال الأخرى وعم الجهل وانتشر جاءهم الشيطان وقال إن أباءكم ما صوروا هؤلاء ونصبوهم في معابدهم ومجالسهم إلا لأنهم يقربون إلى الله زلفى، يطلبون منهم وهم الواسطة عند الله، فصدقوا فحدث الشرك بالله، والعالم العاقل يعرف انه ما بين الله وعبده واسطة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة، 186]؛ لأن الواسطة ما تُتَّخذ إلا عند المخلوق أما الخالق عز وجل فليس بينه وبين الخلق واسطة إلا الرسل في تبليغ الرسالة فقط، لأن الواسطة تتخذ عند رئيس أو كبير من المخلوقين من أجل جهله بحال الشخص لكي تُعَرِّفه هذه الواسطة به، أو من أجل بخله من أجل أن تستدر الواسطة منه العطاء، أو من أجل ظلمه وجوره من أجل أن تدفع الواسطة ظلمه، والله ليس بجاهل؛ بل هو أعلم بنفسك من نفسك, وليس سبحانه وتعالى ببخيل, بل هو أكرم الأكرمين وليس بظالم بل هو الحكم العدل, وكيف تتخذ عنده الواسطة؟ وهو يقول: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة، 186] فاتخاذ الواسطة عند الله قياساً على المخلوق قياس باطل، وقول جهال المشركين: إننا أهل ذنوب ومعاصي، وأولئك الصالحون أهل طاعة وقرب عند الله فنحن نتوسل بهم.. هذا هو القياس الباطل فالله سبحانه وتعالى بابه مفتوح ليل نهار، قريب مجيب {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} [البقرة، 255] وليس بينه وبين الداعين والتائبين حجاب.
ومن أسباب الشرك وتفرق المسلمين وجود الزنادقة في أول الإسلام، لما غاضهم إنتصار المسلمين وظهور الإسلام وسقوط دولهم وسقوط دياناتهم الباطلة وفي مقدمة هؤلاء الخبيث اليهودي (عبدالله بن سبأ) تظاهر بالإسلام نفاقا وهو عالم خبيث، كاد للمسلمين بطريقةٍ تفرقهم فابتدع طريقة التشيع وأن الخلفاء الراشدين الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم ظلموا علياً وأخذوا الخلافة وهو الموصى إليه بالخلافة وهو الأحق بها.. إلى آخره، وادعى عليهم وعلى الصحابة أنهم ارتدوا عن الإسلام وصار يلفق الأحاديث ويكذبها ويضعها على الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويشبه بالشبه إلى أن اتبعه فريق من أهل الأهواء ومن أهل الجهل والضلال، بينما أن علياً رضي الله عنه وأبناءه وأحفاده قد بايعوا الخلفاء الراشدين وأطاعوهم وساروا على نهجهم فهم وإياهم إخوة في الله، ومَحَبَّةُ صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فريضة وبغضهم نفاق؛ وعلى الأخص أكمل الناس وأفضل الناس بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أبو بكر وعمر.. ولكن أتباع ابن سبأ كفروهم وسمو أبا بكر بالجبت وعمر بالطاغوت وقذفوا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولعنوها فتضمن قذفهم لها تكذيب القرآن، ووصف الرسول – صلى الله عليه وسلم – بأقبح الأوصاف وهذا من الكفر الصريح والعياذ بالله، وأدعوا إخواني الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى إلى التركيز على مسألة (الإله) ومعرفتها حتى يبينوها للناس الذين يقعون في الشرك، ومسألة (التوسل) الحرام منه والحلال والواجب، كذلك معنى (العبادة) وأنها ما أمر الله به من صلاة وصوم وحج وأعظمها الدعاء والذبح والنذر.. الخ، كذلك مسألة (زيارة القبور) وأنها شرعية وكفرية وبدعية، فالذي يزور القبور من أجل أن يتذكر الآخرة ومن أجل أن يدعو للأموات ومن أجل أن ينفع نفسه بالأجر فهذه الزيارة شرعية، والذي يزور من أجل أن يدعو الأموات ويستغيث بهم ويطوف بقبورهم فهذا مشرك كافر والذي يزور من أجل أن يتبرك بتراب القبور أو أن يدعو الله عند القبور فهذا مبتدع.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد