عدم اللعب مع الكبار وبدء عملية تقليم أظافر دويلة قطر
الكاتب الصحفى / مدحت مكرم
مدير عام جريدة اليوم التامن الإلكترونية
فى تصعيد جديدة للأزمة القطرية العربية، اتخذت بعض الدول المحيطة إجراءات من شأنها تضييق الخناق على الدوحة، جزاء دعمها للإرهاب فى المنطقة، وكونها ملاذًا آمنًا للعناصر التكفيرية، وبدأت الإمارات التصعيد بإغلاق مجالها الجوى فى وجه قطر، فيما دعا رئيس مجلس النواب الأمريكى، بول رايان، إلى الضغط على الدوحة من أجل تحسين سياستها الخارجية، ولجأت موريتانيا إلى قطع العلاقات معها، مؤكدة أن الدوحة كانت تمول تنظيمات إرهابية من شأنها زعزعة استقرارها.
فى السياق ذاته، كشف الجيش الوطنى الليبى عن بعض الأدلة التى تثبت تورط قطر وحماس فى دعم الإرهابيين، بينما حاولت تركيا اتخاذ موقف مختلف عن باقى الدول المقاطعة لقطر، وأعلن البرلمان التركى موافقته على مشروع قانون يسمح للقوات التركية ببناء قاعدة عسكرية لها فى الدوحة.
الإمارات تغلق مجالها الجوى فى وجه الدوحة:
قررت السلطات الإماراتية إغلاق المجال الجوى لجميع الرحلات الجوية المقبلة أو المتوجهة من قطر.
وقال مسئولون فى الهيئة العامة للطيران المدنى بالإمارات لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، أمس، إن الهيئة قررت إغلاق المجال الجوى لجميع الرحلات الجوية من وإلى الدوحة حتى إشعار آخر.
وكانت الهيئة أعلنت الأربعاء، إغلاق جميع مكاتب الخطوط الجوية القطرية العاملة فى الإمارات بشكل فورى.
من جانبه، دعا وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية أنور قرقاش، قطر إلى الالتزام بأمن واستقرار منطقة الخليج، مشيرًا إلى أن قطع العلاقات مع الدوحة حصيلة تراكمات سنوات عديدة من السياسات القطرية التخريبية ودعم المنظمات المتطرفة والإرهابية.
ليبيا تكشف تورط الإمارة فى دعم الإرهابيين:
قال العقيد أحمد المسمارى، المتحدث العسكرى باسم الجيش الوطنى الليبى، إن قطر أرسلت إرهابيين إلى ليبيا مؤكدًا: «لدينا وثائق على تورط حركة حماس فى قتال الجيش ببنغازى».
وأضاف «المسمارى»، خلال مؤتمر صحفى مساء أمس الأول الأربعاء، أن قطر «دعمت عناصر إرهابية مطلوبة منهم أنيس الحوتى الذى جاءت به قطر من الجزائر عام ٢٠١١ وقُتل على يد الجيش عام ٢٠١٤».
وتابع أن الجيش عثر على وثائق تثبت تورط كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس الفلسطينية فى تصنيع ألغام بمحور قنفودة غربى بنغازى، الذى كان يشهد قتالًا بين الجيش ومجلس شورى بنغازى المناهض لحفتر.
تركيا وإيران تحاولان مواجهة العزلة:
حاولت تركيا اتخاذ موقف مختلف عن باقى الدول المقاطعة لقطر، بعد أن التزمت بالصمت فى البداية، وأعلن البرلمان التركى عن موافقته على نشر قوات عسكرية فى قطر.
وجاء قرار البرلمان التركى، بعد زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف لأنقرة بحث خلالها الأوضاع فى المنطقة وملف الأزمة القطرية.
وأكد مسئول قطرى بارز أن بلاده تجرى مباحثات مكثفة مع كل من تركيا وإيران لتأمين وصول المواد الغذائية والماء، وسط مخاوف كبيرة من الحكومة من وقوع أزمة كبيرة من نقص الغذاء والماء.
رئيس «النواب الأمريكى» يدعو للضغط عليها:
قال رئيس مجلس النواب الأمريكى، بول رايان، إنه رغم وجود قاعدة عسكرية أمريكية فى قطر، فإنه يجب الضغط عليها من أجل تحسين سياستها الخارجية. وأضاف «رايان»، وفقا لقناة «سكاى نيوز عربية» الفضائية: «أعتقد أنه ينبغى لنا أن نمارس بعض الضغوط على قطر لأنه يمكن لقطر أن تحسن سياستها الخارجية – دعونا نضع الأمر على هذا النحو».
موريتانيا: موّلت تنظيمات لزعزعة الاستقرار:
غادر السفير القطرى لدى موريتانيا عبدالرحمن الكبيسى، نواكشوط، مساء أمس الأول الأربعاء، عائدًا إلى بلاده، وذلك عقب إعلان موريتانيا، الثلاثاء الماضى، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وإغلاق السفارة. ووفقًا لمصادر صحفية عن مصدر مقرب من السفير القطرى، أبدى انزعاجه من عدم إشعاره بقرار قطع العلاقات، مضيفا أن السفير لم يسمع بالقرار إلا من خلال وسائل الإعلام. وكشف مصدر رسمى موريتانى لصحيفة «البديل» الموريتانية أن قطر موّلت تنظيمات مشبوهة فى موريتانيا وحرضتها على زعزعة الأمن فى البلاد.
وزير خارجية البحرين: مساعى أمير الكويت لم تنجح:
قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحرينى، إن نجاح مساعى تطويق الأزمة التى يقودها الشيخ صباح الأحمد، أمير دولة الكويت، مع دولة قطر يتوقف على القيادة القطرية فقط، مشددًا على أن البحرين كانت أكثر الدول تضررًا من النهج القطرى.
وقال، فى تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته، أمس الخميس، إن البحرين عانت من التآمر القطرى عليها؛ من دعم للمخربين وللمنظمات التى تستهدفها، إلى حملات التشويه الإعلامية التى مارستها قطر عبر ذراعها الإعلامية تجاه مملكة البحرين.
وشدد على أن شروط عودة العلاقات، تصحيح السياسات القطرية والمسار الذى اتخذته دولة قطر، والابتعاد عن عدو الخليج الأول إيران التى تتآمر على دول الخليج للهيمنة عليها.
وعن الأخطاء التى ترى البحرين أن قطر ارتكبتها فى حقها، قال: «منذ ٢٠ أو ٢١ سنة كان هناك تحامل كبير على البحرين، حتى فى عام ٢٠١١ كان لهم موقف داعم للأحداث التى شهدتها البحرين، وكانوا يتحدثون باسم المخربين فى البحرين ويدافعون عنهم».