الدقهلية تحتفل بالسراب
تقرير : عماد عبدالحميد
في مساء يوم الاحد القادم السابع من ابريل ستحتض محافظة الدقهلية إحدي أكبر محافظات جمهورية مصر العربية ندوة حول كتاب السراب والذي يرجع تأليفة الي علمًا من أعلام دولة الامارات الشقيقة ورائدًا من رواد الفكر المستنير في العالم العربي ووجها أعطى ولا زال يعطي دون كلل، على الرغم من الإرهاق والمسؤوليات وأحمال السنين وأحزان المشهد العربي المحبطة
ليلة سيتجمع فيها الادباء والمثقفين ومشاهير لاعبي الكره في محافظة الدقهلية مثل الغزال الاسمر ثروت فرج ومحمد رياض وغيرهم الكثير بالاضافة الي نجوم نادي غزل المحلة أمثال الكابتن محمود المشاقي والكابتن عصام محيسن والنجم المحمدي صالح بالاضافه الي كل المخلصين من ابناء الدقهلية كما يشهد الحفل الدكتور رضا طعمية المحاضر الدولي واللواء أركان حرب حاتم عبداللطيف والشاعر ابراهيم رضوان
في هذه المناسبة التي ستجمع لفيفًا من المثقفين والباحثين والأكاديميين ورجال الصحافة والمال والأعمال، ونواب مجلس الشعب عن ا الدقهلية مثمثلين في عميد نواب مجلس الشعب المهندس يسري المغازي والنائب وحيد قرقر
ويعد الاماراتي جمال السويدي من أبرز المفكرين في الوطن العرب في السنوات الاخيرة حيث يجمع الدكتور جمال مابين التمسك بالقيم والمباديء التي عاش عليها الاجداد وما بين الدعوة الي المعاصرة والاخذ بزمام التقدم والحداثه في كل مجالات الحياة لاسيما مجال التعليم
إن ما يدعونا للافتخار بالرجل ليس مؤهلاته العلمية والاكاديمية فقط، ولا المناصب الرسمية العديدة التي تقلدها منذ حصوله على درجة الماجستيرعام 1985 ثم درجة الدكتوراه عام 1990 من جامعة ويسكونسن الامريكية (وهي جامعة عريقة تأسست سنة 1848 وحصل 19 من خريجيها على جائزة نوبل)،
وإنما أيضا عمله الدؤوب في إثراء المكتبة العربية والخليجية بالعديد من الأعمال من تلك التي سدت فراغًا ولبت حاجات الباحثين وأغنت الفضاء المعرفي في الخليج والوطن العربي.
ورجل بشخصية الدكتور جمال ومقامه العلمي الرفيع وتجاربه المتراكمة لم يكن ليترك الحياة تمضي به دون أن يترك آثارًا تخلده في صورة مؤلفات ودراسات بقلمه. وأحسبه انطلق في هذا من مبدأ أنه لاخير في شخص وهبه الله قدرا من العلم فبخل به على وطنه ومواطنيه.
أو أحسبه إنطلق من فكرة أن من لا يجند علمه وطاقته في تزويد حركة البحث والتأليف لا يستحق اللقب العلمي الذي يسبق اسمه.
فكم من شخص يضع أمام اسمه حرف الدال أو لقب البروفسور ولم نسمع قط أنه اصدر مؤلفا أو أنجز بحثا يتيما يفيد به وطنه في مجال تخصصه
. وعليه نجد أن للدكتور السويدي عدد لا يستهان به من المؤلفات في مجالات الأمن، والديمقراطية، والتنمية، والمرأة، والتعليم، والتاريخ المعاصر، والتطرف الديني، وحركات الاسلام السياسي، والحرب والسلام، وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
إن من يطالع مؤلفات الدكتور السويدي يجد فيها فكرًا مستنيرًا رصينًا ورؤية عقلانية، ونهجًا أكاديميًا سلسًا، معطوفًا على قدرة فائقة على استشراف المستقبل وتحليل الحاضر بمشرط الجراح الماهر الذي لا يترك خلفه شيئًا إلا وقد أعطاه نصيبه من الاهتمام الكافي والعلاج الشافي، وبالتالي اتصف نتاجه المعرفي على الدوام بالمنطقية والابتعاد عن العواطف والأهواء الشخصية التي كثيرًا ما أفسدت أعمال أقرانه. وهذا تحديدًا ما يجعل لأعمال السويدي قيمة تتجاوز الزمن الذي أنجزت فيه بمعنى أنها تصلح للقراءة جيلاً بعد جيل، ويمكن الاسترشاد بمضامينها في أزمان قادمة