الثورات تطيح ب 7 حكام من العرب آخرهم البشير
الكاتب الصحفى / مدحت مكرم
مدير عام جريدة اليوم التامن
30 عامًا من حكم الرئيس السوداني عمر البشير، أسدل الستار عليها اليوم الخميس، عبر بيان أصدره الجيش هناك، مفاده اقتلاع رأس النظام والتحفظ على عليه بمكان آمن، فضلًا عن سلسلة من القرارات الأخرى.
لم يكن “البشير” الرئيس الأول الذي تطيحه الثورة عن مقعد الحكم، ولكن سبقه في تلك الخطوة 6 رؤوساء آخرين في بلدان عربية مختلفة على مدار 8 سنوات فقط.
المشهد الأول| تونس بداية الشرارة ورحيل “بن علي”:
اطاحت ثورة “الياسمين” بالرئيس التونسي “زين العابدين بن على”، من على رأس الحكم في 14 يناير 2011، حينما هرب من بلاده قاصدًا السعودية، بأولى تلك الثورات التي عرفت بـ “الربيع العربي”.
بدأت الثورة التونسية في 17 ديسمبر 2010؛ تضامنًا مع محمد البوعزيزي ذاك الشاب الذي أضرم النيران في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة “البلدية” لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه.
ومن بعدها اندلعت الثورة التونسية لتقتلع رأس النظام الذي حكمها على مدار 23 عامًا.
المشهد الثانى| ثورة 25 يناير وتنحي “مبارك”:
في غضون 18 يوم فقط تمكنت ثورة 25 يناير من الإطاحة بالرئيس المتنحي محمد حسني مبارك، بعد حكم دام لنحو 30 عامًا.
في السادسة من مساء الجمعة 11 فبراير 2011، أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي مبارك عن منصبه، وجاء نصه:
«بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون في ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية
وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. والله الموفق والمستعان».
المشهد الثالث| اليمن وعلى عبد الله صالح:
في 27 فبراير2012 ؛ تنحى رئيس اليمن على عبد الله صالح رسميًا عن السلطة لصالح نائبه عبد ربه منصور هادي بعد 33 عامًا من حكم البلاد، وعقب أسابيع من احتجاجات وثورة شعبية طالبت بتنحيه اندلعت في 11فبراير 2011، وتعرض لمحاولة اغتيال أسفرت عن إصابات نقل على إثرها للسعودية، ثم تم تدشين اتفاق خليجي بتنحيه مقابل توفير حصانة له وللمقربين منه، وأعلن عن اغتيال في 4 ديسمبر 2017.
المشهد الرابع| تنحي بوتفليقة وثورة النفس الطويل:
“يشرفني أن أنهي رسميًا إلى علمكم أنني قررت انهاء عهدتي بصفتي رئيس للجمهورية، وذلك اعتبارًا من تاريخ اليوم، الثلاثاء 26 رجب 1440 هجري الموافق 2 أبريل 2019″؛ كان هذا جانبًا من خطاب تنحي عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجزائر، إلى المجلس الدستوري في 2 إبريل الجاري، معلنًا من خلاله تنحيه عن السلطة بعد مسيرة 20 عاما في الحكم.
ففي 22 فبرايرالماضي ثار الشعب الجزائري، ضد بوتفليقة وحكومته، خاصة بعد علمها أنه ينوي الترشح لفترة رئاسية جديدة.
وقال بوتفليقة في خطاب تنحيه ايضًا: “إن قصدي من اتخاذي هذا القرار -التنحي- إيمانا واحتسابا، هو الإسهام في تهدئة نفوس مواطني وعقولهم لكي يتأتى لهم الانتقال جماعيا بالجزائر إلى المستقبل الافضل الذي يطمحون إليه طموحا مشروعا”.
وتابع: “لقد أقدمت على هذا القرار، حرصا مني على تفادي ودرء المهاترات اللفظية التي تشوب، ويا للأسف، الوضع الراهن، واجتناب أن تتحول إلى انزلاقات وخيمة المغبة على ضمان حماية الأشخاص والممتلكات، الذي يظل من الاختصاصات الجوهرية للدولة”.
وقال: “إن قراري هذا يأتي تعبيرا عن ايماني بجزائر عزيزة كريمة تتبوأ منزلتها وتضطلع بكل مسؤولياتها في حظيرة الأمم. لقد اتخذت، في هذا المنظور، الإجراءات المواتية، عملا بصلاحياتي الدستورية، وفق ما تقتضيه ديمومة الدولة وسلامة سير مؤسساتها أثناء الفترة الانتقالية التي ستفضي إلى انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية”.
واختتم: “يشهد الله جل جلاله على ما صدر مني من مبادرات وأعمال وجهود وتضحيات بذلتها لكي أكون في مستوى الثقة التي حباني بها أبناء وطني وبناته، إذ سعيت ما وسعني السعي من أجل تعزيز دعائم الوحدة الوطنية واستقلال وطننا المفدى وتنميته، وتحقيق المصالحة فيما بيننا ومع هويتنا وتاريخنا”.
“أتمنى الخير، كل الخير، للشعب الجزائري الأبي”.
المشهد الخامس| عزل محمد مرسي من رئاسة البلاد:
لم يقف الأمر في مصر خلال الـ 8 أعوام عند ثورة 25 يناير 2011 بتنحي “مبارك” بل بعزلمحمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية.
في 30 يونيو 2012 حلف اليمين الدستورية بعد فوزه في انتخابات رئاسة الجمهورية، وفي30 يونيو 2013 ايضًا خرجت تظاهرات تطالب برحيله، أما في 3 يوليو 2013 ألقى الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي بيانًا متلفزًا حينما كان وقتها وزيرًا للدفاع، أطلق من خلاله عدة قرارات على رأسها عزل الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي، وتعطيل العمل بالدستور وقطع بث عدة وسائل إعلامية، كما كلف رئيس المحكمة الدستورية عدلي منصور برئاسة البلاد.
المشهد السادس| اليوم في السودان تنحي عمر البشير:
قطعت الإذاعة السودانية الرسمية برنامجها المعتاد، صباح اليوم الخميس، وبدأت في بث مارشات عسكرية وأغنيات وطنية، منوهة بأن بيانًا هامًا من القوات المسلحة ستتم إذاعته بعد قليل، بحسب رويترز.
ظهر اليوم الخميس قطع وزير الدفاع السوداني الشك باليقين، بعد أسابيع من المظاهرات المناهضة للرئيس عمر البشير.
وجاءت قرارته على النحو التالي: اقتلاع رأس النظام والتحفظ عليه في مكان آمن، وتأمين المرافق والمنشآت الحيوية، تشكيل مجلس عسكري انتقالي، تعطيل العمل بدستور السودان، إعلان حالة الطوارئ 3 أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة 10 إلى 4، قفل الأجواء والمعابر لمدة 24 ساعة، حل مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء، حل المجلس الوطني ومجلس الولايات، حل حكومات الولايات، يستمر العمل الطبيعي للسلطة القضائية ومكوناتها والمحكمة الدستورية والنيابة العامة.
دعوة حاملي السلاح وجميع الحركات للانضمام لحضن الوطن، الفرض الصارم للنظام العام، ومحاربة الجريمة، إعلان وقف إطلاق النار الشامل، إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، بعد نهاية الفترة الانتقالية، إجراء الانتخابات، الالتزام بكل المعاهدات والمواثيق، استمرار عمل الهيئات والسفارات الدبلوماسية، حفظ كرامة الإنسان، والحفاظ على علاقات دولية متوازنة.
بدأت الثورة بالسودان في 10 ديسمبر احتجاجًا على سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وطالب المحتجون برحيل “عمر البشير الذي حكم البلاد على مدار 30 عامًا.