الفساد والنظام الطبقي والعرقي …. تبريرات ودوافع
.
ان ابواب المعرفة وتفاصيلها تفتح لنا أفق جديد يكشف لنا الأحداث والتطورات المترابطة والمتشابهة بين الماضي السحيق والحاضر و ذلك حسب المصاديق التي تركز و تكرر لنا الصور المتقاربه بينهما هذا بالرغم من اعترافنا بما قد يختلف معنا ادعياء “التجديد” بما يحلوا لهم لكونهم يظنون انهم الاسياد والناس ولدوا عبيدا يجهلون كونهم ولدوا في ظروفا افضل حالا من حال الفقراء الذين يعيشون في زوايا مظلمة من الجهل والتشرذم والفقر المدقع في بيئة غير صالحة للعيش البشري وهذا ليس ببعيد عنا اذ نجد تلك القراءات التي كتبها المفكرين والفلاسفة نبحث فيها ان استطعنا الكشف والتفكيك تلك الإشارات التي قد نجد ان حالنا يشابه حالهم والصور والازمنه رغم اختلافها لكن نجد الشبه القريب جدا بالرغم من الاختلاف في حال المجتمعات البشرية متقارب مع حالها الا انها لا زالت تشهد تلك القراءات و تتكلم وتوضح حال الازمنة الغابرة .
يقول فلاسفة الاغريق “ارسطو وافلاطون” في نظرية ((ان العبد يولد عبدا وان السيد يولد سيدا وان الاسر السامية “الشريفة” التي تتبوء واجهة المجتمعات هي تتمتع بالعرق السامي وانها محصورة في الأسر المعينة فقط.
طبعا قد نلاحظ ان العصر الذي عاشوا فيه الفلاسفة والمفكرين الاغريق اذ اننا نجد كيف كان التوزيع الطبقي في المجتمعات الانسانيه البدائيه وهي التي تسمح لنا في الخوض قد نختلف معهم او نتفق بما ذهبوا اليه و عليه ان الفلسفة القديمة وبالرغم اننا نقترب من الاتفاق معهم رغم الفرق الكبير بالزمان والمكان .
لهذا نقول اننا لا نختلف معهم اطلاقا بما توصلوا اليه من افكار وأراء بيد ان اننا نراها صائبه بلا شك وهي المشكلة الاساس التي نعاني منها اليوم اذ كيف وصلت تلك الاسر التي تتحكم اليوم بمصيرنا وقوتنا وحريتنا فهي بلا شك نفس تلك الاسر التي اشاروا بما ذهبوا اليه؟
تلك التي لا تمتلك شيء ألا انها تمتلك ذلك العنوان والواجهة الكبيرة من الاسماء الرنانه و اطلق عليها (الاسياد) و التي مكنتها واعطتها اسماء “عائلتها” حق التصرف و الفرص بأن تكون وتصبح لها المكانة في العصور والمجتمعات ذات الطبقات التي تؤمن وتقدس (العرق السامي) او الشريف او “المقدس” فهي اذن النظام الطبقي الذي أنشأ و وزع المجتمع وصنف الناس حسب الشكل واللون الذي يرغبون بما خطط له على شكل الطبقات والفئات والاعراق والقبائل.
العائلة المالكة ورجال الدين: وهولاء هم راس الهرم لقيام النظام الطبقي احدهما يسيطر على الاخر وتارة يكون العكس بينهما ، فهم من يتحكمون بكل شيء وعلى هذا الاساس اذ نجد كلاهما من (الطبقة الأسرية) يقف بجانبهم المترفون وهولاء هم اوسع استغلال للناس وتسيرهم حسب توجهاتهم ورغباتهم .
العائلة المالكة: هي التي تقوم بنهب اموال الناس بالقوة والقانون الذي هو دائما بجانب العائلة المالكةو ضد الفقراء ومع القوي الذي لديه القوة والمال .
اما الطبقة الثانيه وهم “رجال الدين” فهولاء هم لصوص الله الذين يستغلون الفقراء وينهبون اموالهم وما ملكت ايمانهم بالتبرير والتشريعات التي يفرضونها كونهم ظل الله على ارضه فلا يستطع احد ان يعترض على تلك التشريعات التي تعد مقدسه.
هنا لا اعيب على المجتمع الذي اختار الدنيا لتصبح لديه الحياة عبارة عن ( قطعة خبز ) وهذا الاخير لا يفرق بين الانسان والبهيمة ليعمل بالطريقة الحيوانية هي الغاء العقل وهنا خرج من الانسانية ليدخل الى الحيوانية البهيميه وهكذا نجد الكثير من العبيد على هذا الحال .
المترفون : هم من يساندون الظلم والفساد والاستبداد ويشايعوا الظالمين والدجالين ويبرروا افعالهم اذ ان هولاء هم العبيد الذين يحافظوا على دنياهم وفتاتها ومفرداتهم الزائلة الفانية فهم لا يرغبون بالحياة الحرة السعيدة والتحرر من العبودية والجهل والفساد هولاء يحافظون على حياتهم وراحتهم الجسديه هي لعق القصاع والتملق لاسيادهم من اجل وظيفته و منصبه او واجهته الاجتماعية التي يتمتع بها بأي شكلا من الاشكال ومصاديقها كثير اذ يصرحون بكفر وفساد رؤوس احزابهم وتياراتهم ومؤسساتهم وبنفس الوقت نجد هولاء العبيد يبررون ويخضعون ويقرون ويساندون منكرات ورذائل وفساد من يتبعون ، لانهم عبيداً قروا ان اسيادهم وهم تحت رعاية المترفين الذين يوفروا لهم ذلك الحال وماهم عليه فهم سبيل للحصول على المال والطعام والشراب وهولاء الذين يشملهم تصنيف العبيد.
والسلام
بقلم… غالب الحبكي / العراق