نقد ادبي لحكايات العارفين في سكك النصابين
كتب/ياسر عامر
الكاتبة والإعلامية سحر رياض معد ومقدم برامج قناة صحتي وعضو اتحاد الإعلاميين العرب ورئيس تحرير جريدة البداية الجديدة سابقا .أصدرت ثلاث مؤلفات أدبية وهم بالترتيب نسيج من ورق. وكتاب هموم الورد…وأخيرا كتاب رسائل الياسمين قامت بالنقد الادبي لكتابي ” حكايات العارفين في سكك النصابين” ومن دواعي سروري أن انشر لكم اليوم بكل حيادية أهم ما جاء في هذه الرسالة من تعليق علي أسلوبي الأدبي في الكتابة وكذلك تحليل ونقد ادبي لمجموعتي القصصية وما تحتويه من شخوص ورموز لإبطال القصص التي احتواها الكتاب فهي ترى أن أسلوب الكاتب شيق جدا جدا والحبكة القصصية الدرامية احترافيه جدا. كما ان لدى الكاتب قدر عالي وثرى من الخيال وهو اهم ادوات الكاتب القصصي بالإضافة للقدرة على الوصف الدقيق بشكل واقعى مما يمنح الكاتب الفرصة للجمع ما بين الواقع والخيال ويدمج بينهم دمج كله هرموني وسهل ممتنع. حية موسى…. فكرة اله الزمن التي يمكنها العودة للخلف للماضي أو القفز عبر السنوات إلى الحاضر وحلم رجل تمسك بالفقراء وقرر أن يكون في صفوفهم مفضلا الوقوف في صفوف المتفرجين دون أن يحاول التدخل لتغيير الأحداث أو المشاركة بها استخدم الكاتب فرعون رمزا للسلطة والجبروت علي مر العصور …وموسى وأخيه هارون رمزا للمقاومة المكبوتة في الصدور فهي لا تستطيع تغيير الواقع للأفضل مهما اوتي من سحر العصا وجعل الناس تثور علي الواقع وتحاول تغيره ويفضل الكاتب في النهاية الهروب من الماضي الي الحاضر علي المستقبل الذى قد يحمل غدا أفضل للجميع … ثدي متدلي …. وحلمات منتفخة…قصة حب من طرف واحد وهي بطلة القصة التي توهمت ان شاب عاشق لجمالها وانوثتها وان الظروف هي من حالت دون ارتباطهما فقد كانت نظرتها له شديدة الرومانسية عكس طبيعته فهو شخص عملي جدا وطموح حتي عندما رأى الحب عقبة ستحول دون تحقيق طموحة ضحي بكل شيء مقابل الوصول لهدفه دون أن يلتفت للخلف فهو شخص واقعي ومادي عاشق للعملة مغرم بتفاصيل الحيوانات التي أصبح وجودها جزء لا يتجزأ من تفاصيل حياته اليومية ويري فيها حلم النجاح والثراء فأصبح مغرم بعالم الحيوان أكثر من عالم البشر … قصة عنتر وهبله الجزء الاول والثاني .الكلمات التي عبر بها الكاتب بشكل كوميدي وأسلوب عامي كلها نقد لأحوال البلد والمعيشة الصعبة لكن في إطار كوميدي ساخر وممتع في نفس الوقت وكيف أن الجيل يفتقد الأشياء والجماليات ومعدوم الوعي والثقافة وكيف يعاني عنتر جمود زوجته الفكري ونظرتها السطحية للأمور رائع جدا .. سبع حسنات…هل كانوا في الطباع أم الجسد …عروس أم أنثى عاشت أسيرة فكرة اغتصاب الجسد حتى ممن سيصبح لها زوجا وضعته تحت الاختبار فنجح وظلت هي أسيرة أفكارها وخجلها حتى النهاية … تاجر سموم…الطبيب يعمل في المسافة ما بين قضاء الله و رحمته” وهكذا كانت شخصية هالة في تاجر سموم تتخيل أنها تفعل مع مريضها والتي اكتشفت في نهاية الأمر أنه سبب كل الأمراض التي انتشرت مؤخرا وأنه تاجر سموم …شخصية هالة رسمها الكتاب ياسر عامر في تلك القصة بأنها شخصية صارمة وصريحة لكن للأسف يعيبها عدم التأني والتسرع في تصرفاتها مع الآخرين لذلك انتهت قصتها بهذه المفارقة الهزلية والتي رفض أمامها كل رموز القصة من تاجر السموم ومن يقفون خلف أفعالة ويحمونها أن ينصتوا لها وحتى العلاج الذي وصفته لهم كان مزعجا ومصير عملها في النهاية صفر التأثير وتم القاؤه في الهواء الطلق وكأنها لم تكن . ..وفكرة الكاتب هنا والعبرة من القصة هي كيف تتصرف بحكمة لكي تحقق أهدافك علي أرض الواقع… وعاد الماضي عنيفا.. من أروع ما قرأت وخطه أيضا قلم
الكاتب المبدع ياسر عامر . قصة كان يمكن أن تكون رواية طويلة مكتملة الفصول تعكس روح رجل شرقي يعاني مثل كل عربي من ازدواج الشخصية والصراع القائم داخلة للابد بين الحرام والحلال بين الشخصية الملتزمة الصارمة والشخصية المنطلقة بحرية وبلا قيود والتي تصل أحيانا الي حد الانحلال والمجون …اصلة الريفي جعله يقف في منتصف الطريق غير قادر في النهاية على اتخاذ قرار مصيري في حق ابنه الذي عاد من الماضي ليخرجه من خلف الستار ليواجه مسرح الدنيا بلا هوادة ولا منتصف الحلول .. ويقصد الكاتب هنا في النهاية أن يكون له القرار بأن يكون او لا يكون …وهي نقطة الارتكاز الذي يبني عليها الكاتب رؤيته الفلسفية لإبطال قصصه في هذه المجموعة القصصية الفريدة … حلم تحت السكين …أو حلم لم يكتمل وحب من طرف واحد عشق كل تفاصيلها ورغب بها وعندما أصبحت بين يديه منعه المرض الكل يستطيع إلا هو . .. صور تعبيرية وشعرية رسمتها يد الكاتب بفن وابداع جعلنا نقترب معه من الحلم في لحظة فارقة اسمها المستحيل.. علي بابا … ولحم الحمير. علي طريقة الف ليلة وليلة عبر لنا الكاتب المميز ياسر عامر في قصة ضمن مجموعته سكة العارفين بعنوان على بابا ولحم الحمير….عبر فيها عن المواطن المصري المطحون في كل عصر وأوان ونموذج الأسرة والتعليم الحكومي الذي يدرس لهم الغباء في أجل صورة وطريقة والزوجة الغائبة عن مسرح الحياة والمعاناة الخارجية والغارقة داخل أواني المطبخ واصناف الطعام وانواع اللحوم وعلى رأسها لحم الحمير ولا أعلم من المقصود الأكل أو المأكول الاثنان وجهان لعملة واحدة يعيشون ويحملون الهم يعملون دون مقابل يوازي ما يفعلون والكل في النهاية ضائع يضطر الي مجراه واقع الحمير بكل أسراره حتى لو مع تجار الحمير …. التباس جسد.. وحديث عن قوة خارجية خارقة تسيطر عليه وهي فكرة يعتنقها أغلب الاشخاص عندما يريدون الهروب من الفشل أو التخفي وتعليق الأحداث السيئة من مرض أو حسد علي شماعة الجن أو السحر والشعوذة …يتحدث عن شخص أسير ظنونه وأوهامه يحاول أن ينسب المرض الذي أصيب به الي أحد الجن الذي توهم انه يسيطر عليه وفي الحقيقة من يسيطر عليه هو نفسه الضعيفة وثقافته المتوارثة علي مر العصور وعلي طريقة النعام من غرس رأسها وافكارها في الرمال ويبقى جسدها عار يواجه الحقيقة… دلق القهوة خير.. أعترف بأن أسلوب الكاتب هنا تميز بالحداثة والخروج عن المألوف في الكتابة ولم يكن توقع النهاية سهل بالنسبة لي في القراءة المسبقة بأفكاره أو التوقعات الذهنية المسبقة …شدني جدا الأسلوب الجديد في السرد والوصف ونلاحظ الأحداث خيوط منسوجة من أسلوب القصة القصيرة والكتابةالروائية المتعارف عليها …يحاول الكاتب في هذه القصة توصيل رسالة عميقة لنا أولها إلا نغتر بالشكل الخارجي الجميل لأى شخص نراه لأول مرة وثانيها أن المواقف هي من تظهر الأشخاص الحقيقيين وتأكيد للمقولة الفلسفية الشهيرة تكلم حتى ارك
بيوت لا تدخلها الشمس.. أم قلوب لا تدخلها شمس الرحمة والإنسانية استخدم الكاتب ضوء الشمس رمزا للحقيقة التي تكره السطوع والوضوح وبأسلوب رشيق استعرض الكاتب حياة أسرة فقيرة لا ترى الشمس حياتها وصولا طبيب تجارة الأعضاء البشرية مصاص الدماء وجميع شخوص الرواية بؤساء تكره قلوبهم الاعتراف بالحقيقة والعرق في الازدواجية في السلوك …
لقاء ملتهب….قصة بحث عن الذات والحب وافتقاد الأمان وجسد يشتاق الدفء حد الاحتراق وان كان الرمز الذي استخدمه الكاتب في النهاية كوب شاي وان كان رمزا لا يستهان به فكوب الشاي المصري هو فاكهة الفقير بعد تناول الطعام فأصبح رمزا للإشباع والأمان النفسي ورمز المزاج العالي عند الإنجليز الذين يقدسون شاي الساعة الخامسة بعد الظهر للإحساس بالراحة والاستجمام لذلك كان الكاتب موفق جدا في اختيار كوب الشاي كرمز لحالة الافتقاد التي وصفها بدقة وبراعة
حكايات العارفين في سكك النصابين ..المورث الشرقي والشرعي للرجل العربي والثالوث المقدس الزوج والزوجة والحبيبة أو العشيقة …كالعادة يهرب الرجل من حياته الأسرية الفاشلة بقصة حب جديدة وهو وحظه وضميره اذا كان رجل مفتري ومتمرد سوف يرزقه الله بمن ترد عليه ظلمه ويقع ضحية النصب مثل بطل القصة أما إذا كان حسن النوايا سيحاول تغيير حياته مع زوجته وإصلاح ما أفسده الزمن بينهما واذا لم تستجيب فمن حقه أن يبحث عن سعادته مع من تفهمه وتحبه أكثر…رغم نمطية موضوع القصة إلا أن الكاتب قام بوضعها في قلب حكايات الف ليله بأسلوب مشوق يأخذ بقلب وعقل القارئ من أول كلمة لآخر حدوته…..
عش الأشباح …قصة تضحية وكفاح وايثار الكل يريد التضحية من أجل إسعاد الآخر الأم والابن والولد وأمه ولكن أشباح الماضي تطارد الجميع ليكون حل المشكلة أكذوبة كبري عاشها الجميع ولم تدم طويلا وقرر الجميع مواجهة الواقع وتحطيم كل أثر للماضي علي عتبة المصارحة والحقيقة..
1-4 1-4 ..قصة قدر يعاند امرأة خانها جمالها وحظها معا اعماها الغرور عن أن ترى الحقيقة مرتين الاولي عندما تعرضت للخيانة من شخص حاقد وبكامل ارداتها منحته كل شيء رغم ان كل الشواهد كانت ضد استمرارها بالعلاقة معه .ولكنها ..والمرة الثانية كانت ضحية الثقة العمياء رغما عنها سرق منها الحاضر والماضي معا وستظل ضحية الغرور بالجمال والغباء المفرط في الثقة بالآخرين ….
الدلوعة ….وقصة عائلة تمكنت منها شهوة الطمع وحب المال ..وتنزلوا أمام الثري غير المسلم عن دينهم وعاداتهم وأخلاقهم ضحوا من أجل المال فكانوا اول ضحاياه بلا رحمة ولا هواده أسرة باعت أجمل ما فيها وأغلي ما فيها لتاجر رقيق ابيض وانطبق عليهم المثال القائل الطمع يقل ما جمع …
مقام سيدي الوفي….قصة مجتمع مر بمراحل وتغيرات اجتماعية واخلاقية بداية كانت رمزا المثالية كمدينة أفلاطون الفاضلة ثم بدأ هذا المجتمع يصاب لكل أمراض العصر من غدر وخيانة وطمع واستخدام الكاتب حسن وحسين كشخصية محورية مرت بكل تلك الفترات ومعهم رمز الوفاء لكليهما الذي وثق بينهم أواصر الصداقة حتى دخل الطمع وغير النفوس ومات رمز الوفاء في حياتهم بموته وولد المستحيل الرابع في الكون وهو عدم وجود الخل الوفي..
سابوه سندريلا.. وحكاية جديدة لسندريلا وأمير العصر الحديث والقاسم المشترك في الحكاية الحذاء والصدفة والحفلة التي لا تهنا بها السند ريلا دوما أما لضيق الوقت أو الانكسار فقد عانت سندريلا في القصة الاولي من انكسارها أمام جبروت زوجة الأب اما ابنته العصر الحديث فكانت ضحية نفسها وجاء انكسار تكبرها وغرورها أمام تواضع أمير الذي أعطاها درسا غير مجري حياتها وسلوكها …ابداع الكاتب ياسر عامر بأسلوبه المميز بالربط والمزج بين القديم والحديث بأسلوب المقارنة بين الماضي والحاضر بكل أحداثه وشخوصه
طبية اسنان…قصة طموح وصل الي حد الطمع والغدر وخيانة أقرب المقربين حتى لو كان الزوج سبب الثراء والشهرة .متمردة علي الواقع رغم أنها اختارت الزوج لماله بصرف النظر عن حالته الصحية وسنه ورغم هذا أعطت نفسها حق الحرية المطلقة في الخيانة بحبها الطبيب الشاب الذي لعب هو نفس الدور عليها مثلما فعلت مع زوجها من قبل فكانت النهاية البائسة لكل من اختار طريق يخالف قوانين الطموح والحرية المسئولية
فعل فاضح …قصه شاب تعود أن ينال كل ما يرغب ويشتهي يعشق الحرية أسير شهواته فقط عندما يريد ويصبح عبدا لها وعندما يريد الانتقام من شهواته ينصرف عنها بشده ويعطيها ظهرة وتصبح هي عبده له ….ورغم الثراء والقوة والجاه أظهر الكاتب لنا أن لكل إنسان نقطة ضعف مهما علا شأنه وتظاهر بالقوة والحزم شيء ما قد يكون أضعف مخلوق أو اكله يحبها أو ذكري أو حتى صورة وقد تكون ثمرة مانجو ….
بريستيج ..وقصة صراع طبقي بين الفقر والغنى والجاه رغم تكرار أحدث القصة وتشابها مع العديد من القصص التي كتبت من قبل إلا أن الكاتب أظهر لنا كيف يكون التحدي والكفاح وعدم الأغترار بكل النعم التي يمكن أن تنقلب علي صاحبها وتصبح نقمة وأنه لا شيء يدوم غير الحق .القصة كتبت بأسلوب رشيق وان كان يعيبه كثرة التأكيد والوصف في مظاهر الثراء وكان يمكن اختصارها في عبارات أقل حتى لا يمل منها القارئ وتضعف المعنى …وقد غلب علي أسلوب الكاتب هنا الجانب التعبير بأسلوب الرواية الطويلة التي تعتمد علي السرد والحكي أكثر من القصة القصيرة الموجزة التي تعتمد علي الرمز…..
اشتد ساعده رماني …من عنوان القصة عرف الداء هذه المرة الجحود والنكران ولمن ؟ للإنسان الذي أخذ بيد بطلة القصة وأعطاها الأمل في الحياة مرة أخرى وبدلا من رد الجميل كانت هي سبب في دماره ولكن ربك بالمرصاد ونالت عقابها وهو ظل ضحية سهم مسموم أعطاه الشيطان
من نافذة قطار…قصة مؤثرة جدا ارد بها الكاتب إظهار ذلك الصراع الدائم بين الشباب والعجز ..وكان الرمز فيها عبير زوجة الرجل العجوز وهو رمز الحكمة أن الإنسان لا يكشف الحقيقة وتتضح أمامه الا بعد ان يبلغ من الكبر عتيا أو يكون علي مشارف مفارقة الحياة .قصة أبدع فيها الكاتب في استخدام الشخوص والرموز التعبيرية بشكل جديد دون أن يخل ذلك بمضمون القصة والهدف منها
اللبؤة…..أعترف أن الكاتب ياسر عامر يجيد اختيار عناوين قصصه وقد يكون العنوان أحيانا هو حل شفرة القصة وخط البداية للأحداث بعد ذلك فالقصة لها مغزي سياسي وأعلامي خطير يكشف عن كواليس العمل الصحفي والاعلامي وكيف أن السلطات تستخدم معظم العاملين في الحقل الاعلامي كأدوات الدعاية أو نشر رأي عام تجاه قضايا معينة لجذب أو صرف الانتباه عن أحداث فارقه في حياة الشعوب وكيف أنها ظلت وللنهاية دمية أو لعبه في يد صانعوا القرار واضطرت الي التخفي هربا من المطاردة بعد أن قالت اول كلمة حق تخالف ما يريده الكبار .قصة رائعة وحبكة دامية عالية المقام لكاتب أجاد وبرع في استخدام أدواته
لقاء في سوبر ماركت …وقصة جديدة نسجها خيال كتابنا المبدع الذي لا يفضل النهايات المفتوحة لقصصه ويعشق اكتر النهايات المحددة الواضحة المصير ..ويحكى لنا هذه المرة قصة حب تحمل الكثير من الحكمة والعمق الدرامي للأحداث ….عندما يتحول الجمال من نعمة الي نقمة ولعنه علي بطلة القصة ويحكي كيف كانت مستهدفة ومستغله من الجميع بدأ من زوجها الذي تعامل معها كأنها تحفة جميلة يتباهى بها في كل مكان لحبه الشديد للظهور والتفاخر بينما علي الجانب الشخصي والخاص هي مهمله بلا قيمة يبخل عليها باهتمامه وعاطفته المزيفة فهو لا يرى إلا نفسه فيحكى لنا الكاتب معاناه الجميلة بعد أن فقدت كل طعم ومعنى للحياة فلا مال ولا جاه ونفور أصبح لا يشبع انوثتها أو يسعدها فندمت علي حبها القديم الذي ضاع وسط الزحام ثم ألقت به الأقدار فجأة ليكون اليد التي تنتشلها من التعاسة لتضعها علي اول طريق السعادة والخلاص …ما أجمل القدر حين يكافئ الصابرين …
معدية 13.. وقصة رجل خيالي يهوي بطبيعته الغريبة الأطوار العبور من الماضي الي الحاضر ومن الواقع الي الخيال فهو يشعر بعدم الأمان والخوف ضعيف جدا أمام الجمال طبيعته متشائم ويخاف من النحس والارقام الفردية لذلك فهو شخص منعزل نفسيا عن الواقع حتى حدث بالفعل وتحققت نبؤه تشاؤمه الداخلي ووقع وفقد هذه المرة ذاكراته للنهاية وبلا عودة…استخدم الكاتب الفتاة الصغيرة عنوان قصته معدية أو جسر ربط بينه وبين الطبيبة نفسيا للحظات دفع ثمنها احتقار زوجته وغضبها من تصرفاته لأنه جعل ابنته معدية عبر بها الي قلب الطبيبة الشابة حتى يتقرب منها ولو لحظات ….
الجثة…قصة نور وعلى حكاية حب أراد بطلها أن يكتب لها الخلود بدء قصته بحب افلاطوني عذري لذلك عاش سنوات طويلة بعيدا عن أعين الحاسدين وعندما تحول الي واقع استمر خمس سنوات سعادة فقط .وبخل الزمان بأكثر من ذلك ولكن البطل أصر علي تخليد قصة حبه للنهاية وعاد الي أصوله الفرعونية وقام بتحنيط جثة حبيبته لتبقى معه حتى يموت ورفض العاشق ان يعيش فوق الأرض بدونها فقرر أن يرافقها الي مثواها الأخير. تماما كما فعلت الأميرة الحبشية عايدة ودفنت نفسها حيه مع القائد الفرعوني رادميس فكتب لقصة حبهما الخلود
كشفت عن سافيها …وهي آخر قصة في هذه الباقة العطرة من القصص الذي كتبها ياسر عامر بقلمه المبدع …يتحدث فيها عن شاب يملك جمال يوسف وليس بأخلاقه عاش الحياة بكل ما فيها من متع يهوي جمال السياقان ويعتبرها أهم مقايس الجمال في أي امرأة …حتي شاء القدر وقابل صاحبة الوجه الملائكي التي تمتلك سيقان صناعية والمفارقة أن مقياس الحب تغير في عينة ووقع اسير براءة الروح ورد يوسف الي سيرته الاولي وعاد الي فطرته النقية وقرر أن تكون زوجته وحبيبته صاحبه أجمل روح ووجهه ملائكي وليست من تمتلك أجمل سيقان . وارد أن يوصل لنا الكاتب رسالة هامة أن جمال الروح خالد وباقي وان جمال الجسد فاني والي زوال وان الحب قد يغير نظرتنا للأمور عندما نعشق بصدق ويمكن أن يجعلنا نعود الي فطرتنا الطيبة ونصبح كالملائكة التي تمشي علي الأرض ….
وفي النهاية يسعدني أن أتوجه بالشكر للكاتبة ولكل القراء الأعزاء الذين أسعد بكل رأي لهم وأرحب بكل نقد أيضا لكم مني كل الود التحية . … المؤلف الكاتب ياسر عامر