العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

نسائم الإيمان ومع الصحابى خالد بن الوليد ( الجزء الثانى )

0

إعداد وتقديم / محمــــد الدكـــــرورى

إن الله عز وجل ، نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، وإن من نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله به عليهم من الفضائل علم يقينا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم صفوة قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله تعالى.

وكان خالد بن الوليد كغيره من أبناء قريش، معاديا للإسلام ناقما على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمين الذين آمنوا به وناصروه، بل كان شديد العداوة لهم شديد التحامل عليهم، ومن ثم فقد كان حريصا على محاربة الإسلام والمسلمين، وكان في طليعة المحاربين لهم في كل المعارك التي خاضها الكفار والمشركون ضد المسلمين.

وكان له دور بارز في إحراز النصر للمشركين على المسلمين في غزوة أحد، حينما وجد غِرَة من المسلمين بعد أن خالف الرماة أوامر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتركوا مواقعهم في أعلى الجبل، ونزلوا ليشاركوا إخوانهم جمع غنائم وأسلاب المشركين المنهزمين، فدار خالد بن الوليد بفلول المشركين وباغت المسلمين من خلفهم، فسادت الفوضى والاضطراب في صفوفهم، واستطاع أن يحقق النصر للمشركين بعد أن كانت هزيمتهم محققة.

كذلك فإن خالد بن الوليد كان أحد صناديد قريش يوم الخندق الذين كانوا يتناوبون الطواف حول الخندق علهم يجدون ثغرة منه، فيأخذوا المسلمين على غرة، ولما فشلت الأحزاب في اقتحام الخندق، وولوا منهزمين، كان خالد بن الوليد، أحد الذين يحمون ظهورهم حتى لا يباغتهم المسلمون.

وفي الحديبية خرج خالد بن الوليد، على رأس مائتي فارس دفعت بهم قريش لملاقاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومنعهم من دخول مكة، وقد أسفر الأمر عن عقد معاهدة بين المسلمين والمشركين عرفت باسم صلح الحديبية، وقد تجلت كراهية خالد بن الوليد، للإسلام والمسلمين حينما أراد المسلمون دخول مكة في عمرة القضاء، فلم يطِق خالد أن يراهم يدخلون مكة ، رغم ما بينهم من صلح ومعاهدة، وقرر الخروج من مكة حتى لا يبصر أحدا منهم فيها.

وقد أسلم خالد في صفر للسنة الثامنة الهجرية، قبل فتح مكة بستة أشهر، وقبل غزوة مؤتة بنحو شهرين، وذهب ليعلن إسلامه بين يدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم برفقة صاحبه عمرو بن العاص، وبدأ منذ ذلك الحين جهده وعمله الحثيث الكبير في نصرة الإسلام و المسلمين ونشر دين الله في الارض.

وتعود قصة اسلام خالد الى ما بعد معاهدة الحديبية حيث أسلم أخوه الوليد بن الوليد، ودخل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مكة في عمرة القضاء فسأل الوليد عن أخيه خالد، فقال: ” أين خالد؟ ” فقال الوليد: يأتي به الله، فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما مثله يجهل الاسلام، ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيرا له، ولقدمناه على غيره” فخرج الوليد يبحث عن أخيه فلم يجده.

فترك له رسالة قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد، فأني لم أرى أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك عقلك، ومثل الاسلام يجهله أحد؟ وقد سألني عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أين خالد وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيه، ثم قال له: فاستدرك يا أخي ما فاتك فيه، فقد فاتتك مواطن صالحة .

وقد كان خالد بن الوليد رضى الله عنه، يفكر في الاسلام، فلما قرأ رسالة أخيه سر بها سرورا كبيرا، وأعجبه مقالة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيه، فتشجع وأسلم ورأى خالد في منامه كأنه في بلاد ضيقة جديبة، فخرج إلى بلد أخضر واسع، فقال في نفسه: إن هذه لرؤيا، فلما قدم المدينة ذكرها لأبي بكر الصديق فقال له: هو مخرجُك الذي هداك الله للإسلام، والضيقُ الذي كنتَ فيه من الشرك.

وبعد دخول خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه في دين الإسلام بدأ يعمل ويجتهد لنصرة الإسلام والمسلمين ونشر الدين الإسلامي في أنحاء الأرض، وكان قائدا عسكريا في عهد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين وكان له إنجازات عظيمة في ذلك

وقيل أن خالد بن الوليد قال : يا رسول الله ، إن كائدا من الجن يكيدني ، قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض ، وما يخرج منها ، ومن شر ما يعرج في السماء وما ينزل منها ، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن . ففعلت ، فأذهبه الله عني .

وقد شارك خالد في أول غزواته في غزوة مؤته ضد الغساسنة والروم وظهر نبوغه العسكري في هذه الغزوة وانقذ جيش المسلمين وقام بخداع جيش الروم وانسحب بجيش المسلمين في أروع خطة انسحاب في التاريخ و عاد بهم إلى المدينة المنورة وفي هذه الغزوة سماه الرسول صلى الله عليه وسلم سيف الله.

ولقد امره الرسول صلى الله عليه وسلم على أحد الكتائب الاسلامية التي تحركت لفتح مكة واستعمله الرسول أيضا في سرية للقبض على اكيدر ملك دومة الجندل أثناء غزوة تبوك، وشارك في غزوة مؤتة، وهي أول غزوة له بعد دخول الإسلام وحمل بها الراية بعدما قُتل قادتها الثلاثة وأنقذ جيش المسلمين حيث قام بخداع جيش الروم وانسحب بالجيش عائدا إلى المدينة.

وكان خالد بن الوليد رضي الله عنه سيفا على أعداء الله ، فقد ظل خالد بن الوليد يحظى بثقة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، لذا فقد ولاه إمارة عدد كبير من السرايا، وجعله على مقدمة جيش المسلمين في العديد من جولاتهم ضد الكفار والمشركين، ففي غزوة حنين كان خالد بن الوليد على مقدمة خيل بني سليم في نحو مائة فارس، خرجوا لقتال قبيلة هوازن

وقد أبلى فيها خالد بن الوليد بلاء حسنا، وقاتل بشجاعة، وثبت في المعركة بعد أن فرَ من كان معه من بني سليم، وظل يقاتل ببسالة وبطولة حتى أثخنته الجراح البليغة فلما علم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ،بما أصابه، سأل عن رَحْله ليعوده، ولكن هذه الجراح البليغة لم تمنع خالدا أن يكون على رأس جيش المسلمين حينما خرج إلى الطائف لحرب ثقيف وهوازن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد