المهر كوثيقة الضمان للزواج
المهر كوثيقة الضمان الزواج
بقلم / ولاء عاطف ابو حسوب
يقع نظر الشاب على الفتاة ويبدأ بالتركيز على مميزاتها أو صفاتها هل جميلة أم ذكية أم ضحوكة ؟ هل قصيرة أم طويلة ؟ هل تتناسب معى من حيث مظهرها وجسمها وهل تصلح ليتكمل بها برستيجى ؟ هل متدينة أم متحررة ؟ هذا تفكير العقل وهكذا فى مفاضلة بينها وبين أخريات من الفتيات حتى يستقر وجدانه على واحدة منهن ويبدأ بأخذ خطوات للتكلم معها والتعرف عليها ثم التقرب منها وإذا كان هناك قبول من جانبها يبدأ بالتقدم الفعلى للزواج بها من أهلها ، لا نخفى القول أن هناك بعض الشباب يتقرب من الفتاة ذات المواصفات الجيدة ليس لغرض الزواج وإنما لغرض دنئ فى نفسه وعندما يصل له يختفى من حياتها بأى حجة كانت وذلك حتى لو اضطر للخوض فى الخطوبة حتى يثبت لنفسه أنه هيرو أو دوجوان ولكنه فى حقيقة الأمر لا يستحق لفظ رجل .
يتقدم الرجل الجاد لأهل الفتاة ويبدأ الأهل فى فرض طلباتهم عليه وكإنه الفانوس السحرى بغض النظر عن أحوال هذا الرجل سواء ثرى أو فقير أو ميسور الحال وأكثر ما يركزوا عليه هو مؤخر الصداق أو المهر وتكون المغالاة فيه بشكل غير طبيعى وبالتالى يتفاجأ العريس أنه يلزم دفع مهر غالى جداً فيضطر أن يطلب طلبات مقابلة لها من أهل العروسة كتحديد نوع ثلاجة معين او نوع غسالة معين وغيره وتبدأ المشاكل من هذه النقطة ونحن نغفل عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( أعظم النساء بركة أيسرهن صداقاً) وكذلك قال ( إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه )، تبدأ الأم بقول أختها كان مهرها كذا وبنت خالتها كذا وبنت عم أبوها كذا وتبدأ المزايدة فى أرقام المبالغ او ما يسمى قائمة المصوغات والمنقولات (او باللفظ الدارج بيننا وهو القايمة ) كإنها سلعة للشراء والبيع كإن القايمة هى الضمان الوحيد للحفاظ على ابنتهم من الإهانة والذل ولكن هيهات هيهات ليس الأموال هى الضمان وإنما أخلاق ودين الرجل هو الضمان، ولكن بفرض أنه قد ارتضى بطلبات أهلها وغلو مهرها ولكن بعد الزواج يبدأ ان يستنزفها نفسياًومعنوياً وكإنه تار بات عليه بأن يآخذه منها حتى وإن كان له أطفال منها ، وبفرض أنه لم يرتضى لشرط الأهل فإنه يبدأ بالبحث عن فتاة أخرى ترتضى بحاله ،ولكن نتوقف هنا للحظة ؟!!! ونقول أيها الأهل هل فكرتم فى نفسية ابنتكم وفى رغباتها وميولها تجاه هذا الشخص وكذلك فى نفسية هذا العريس التى تدمرت وأصابه الإحباط والحزن ،. نعم كلاً منهم سوف يتزوج بشخص آخر ولكن من يضمن أن كلاً منهم مازال يُفكر فى الآخر حتى بعد زواجه
قد تتزوج ابنتكم شخص آخر تكون بجوارحها فقط دون رغبتها فيه وعقلها وقلبها مع الشخص القديم وبالتالى يبدأ زوجها بإتهامها بالبرود وعدم الاحساس به وبمشاعره والنفور منه وكإنه أجرب تمتنع الإقتراب منه ولا تطلب منه العلاقة الحميمية مما يجعله يتشكك فى نفسه ويبدأ بخيانتها مع نساء أَخريات ويكون سبب فى خراب بيوت أخرى.،. ومن الجهة الأخرى يكون العريس قد تزوج من فتاة أخرى بمنتهى السرعة وذلك لإظهار أنه مرغوب به وبعد الزواج يتعامل بنفس البرود وعدم الإحساس بزوجته لأن قلبه وعقله مع هذه الفتاة ولأن طبيعة الرجل وغريزته مختلفة فيبدأ بالتقرب من زوجته فى حال الرغبة منها والعلاقة الحميمة فقط ولكن كل تفكيره فى إتجاه أخر ، ومن الإحتمال أن يتعرف على أُخريات وُيقيم معهن علاقات سرية كنوع لإثبات لنفسه أنه مرغوب ولكن فى الحقيقة هو مكسور داخلياً.
أفيقوا أيها الأباء والأمهات بناتكم ليس مصدراً للتجارة والمهر ليس سوى هدية من الرجل لزوجته لحفظ كرامتها وعزة نفسها وإذا كان فى عقل الرجل ان يذل ويُهين زوجته فالمهر او القايمة أو مؤخر الصداق ليس حماية لها ولا طوق نجاة وفى أغلب الأحوال قد يكون حبل مشنقة للزوجة قبل الزوج والذى عن طريقه قد يدخل السجن او تعيش الزوجة وكإنها خادمة مذلولة .
أيها الأباء ماذا لو كان هذا العريس هو ابنكم ماذا كنتم فاعلون ؟!؟ وأيهت الحموات ماذا لو هذه العروسة هى ابنتكم ماذا كنتم فاعلون ؟!!!
حتى لا تزداد نسب الطلاق وتشريد الأطفال التى ليس لها ذنب يرحمكم الله .
القاكم ع خير فى المقالة القادمة