نسائم الإيمان ومع ظبيه بنت البراء
إعداد محمـــد الدكـــرورى
ظبية بنت البراء بن معرور، وهى أم بشر بنت البراء الأنصارية، وهى امرأة أبي قتادة الأنصاري، وهو أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري، وهو صحابي من الأنصار من بني سلمة من الخزرج، وقد شهد مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها بعد غزوة بدر، ثم شارك في الفتح الإسلامي لفارس، وصحب علي بن أبي طالب في معاركه وقت الفتنة، وتوفي في المدينة المنورة في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهى من صحابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذكرها في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حين قال لها: ” ليس عليكن جمعة ولا جهاد ” .
فقالت: علمني يا رسول الله تسبيح الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم، : ” قولي: سبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد ” وقيل عنها أنها أم بشر، وهي أخت بشر بن البراء، وهو بشر بن البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي، وهو من بني سلمة، وقد شهد بشر العقبة وبدراً وأحداً، ومات بخيبر حين افتتاحها سنة سبعه من الهجره، من الأكلة التي أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الشاة المسمومة التي قدمتها له اليهودية زينب بنت الحارث بعد فتح خيبر، وقيل: إنه لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات، وقيل: بل لزمه وجعه ذلك سنة، ثم مات.
وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي، وهو الذي قال فيه رسول الله : ”من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ”وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم: الأبيض الجعد بشر بن البراء” وهذا ليس بشيء لأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كان يسود على كل قبيلة رجلاً منهم، ويجعله عليهم، وكذلك فعل في النقباء ليلة العقبة، لامتناع طباعهم أن يسودهم غيرهم، والجد من بني سلمة وليس من بني ساعدة، وإنما كان سيد بني ساعدة سعد بن عبادة، وهو لم يمت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما مات بعده
وقد أسلمت السيده أم بشر، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت من كبار الصحابة، وروى عنها جابر بن عبد الله، وروت أم بشر الأنصارية، أنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا في نخل لي، فقال: “من غرسه، مسلم، أو كافر؟” قلت: مسلم، قال: “ما من مسلم يغرس غرسا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه إنسان، أو طائر، أو سبع، إلا كان له صدقة” وروت أم بشير أيضا أنها سمعت النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، يقول عند حفصة: “لا يدخل إن شاء الله النار أحد من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها”، قالت: بلى، يا رسول الله، فانتهرها، فقالت حفصة: (وإن منكم إلا واردها ).
فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقد قال ( ثم ننجى الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) وقال عبد الله بن كعب بن مالك: لما حضرت كعبا الوفاة أتته أم بشر بنت البراء بن معرور، قالت: يا أبا عبد الرحمن إن لقيت أبي، فاقرأه مني السلام، فقال: لعَمر الله، يا أم بشر، لنحن أشغل من ذلك، فقالت: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” إن أرواح المؤمنين نسمه تسرح فى الجنه حيث تشاء وإن نسمة الفاجر فى سجين ” قال: بلى، قالت: هو ذاك .