نسائم الإيمان ومع أم كلثوم بنت أبى بكر
إعداد / محمـــد الدكـــــرورى
هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق القرشية التيمية، وأم كلثوم بنت أبي بكر، هى بنت خليفة المسلمين أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التيمي القرشي، وتلتقي مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في الجد السادس مرة بن كعب ، وهي الابنة الثالثة لأبي بكر الصديق، وقد ولدت بعد وفاته، وكانت أمها هى الصحابية حبيبة بنت خارجة أخت زيد بن خارجة، وقد وضعتها بعد موت أبي بكر، وكانت هى الزوجة الرابعة للخليفة، أبو بكر الصديق.
وهي التي قال فيها أبو بكر لعائشة في مرضه الذي توفي فيه: إني أرى ذات بطن بنت خارجة بنتا فولدت أم كلثوم بعد موته، وكان هذا يعد من كراماته رضي الله عنه، والسيده حبيبة بنت خارجة الخزرجية الأنصارية قيل ان اسمها مليكة وهى الزوجة الرابعة للخليفة أبو بكر وقد تزوجها أبو بكر في المدينة بعد الهجرة، وقد ذكرها أبو بكر الصديق للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله : أصبحت بحمد الله باريًا، واليوم يوم بنت خارجة، وهى حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الخزرجية الأنصارية، وكانت أمها هى هزيلة بنت عتبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج.
وكان أخوها لأمها هو سعد بن الربيع بن أبي زهير، والسيده أم كلثوم بنت أبي بكر ليست لها صحبة، لأنها ولدت بعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك فهي تابعية، والسيده أم كلثوم بنت أبو بكر، قد تزوجها طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم فولدت له زكريا ويوسف ومات صغيرا وعائشة بني طلحة فقتل عنها طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، وكان طلحه بن عبيد الله، هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده، وقال عنه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه شهيد يمشي على الأرض.
فقال صلى الله عليه وسلم : ” من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله ” وقد أسلم مبكرًا، فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وهاجر إلى يثرب التي سُميت فيما بعد بالمدينة المنورة، وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: هم الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وبعد مقتل عثمان بن عفان خرج إلى البصرة مطالبًا بالقصاص من قتلة عثمان فقُتِل في موقعة الجمل.
فكان قتله في رجبٍ سنة ست وثلاثين من الهجرة، وله أربع وستون سنة، وقيل اثنان وستون سنة، وقد كان لطلحة أحد عشر ولدا وأربع بنات، وكان يُسمّي أبناءه بأسماء الأنبياء، فمنهم محمد بن طلحة السجاد وعمران بن طلحة وموسى بن طلحة وعيسى بن طلحة، وغيرهم، وقد روى نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أنه أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به وهو يرضع إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فقالت أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل علي، قال سالم فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات ثم مرضت فلم ترضعني غير ثلاث رضعات فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تتم لي عشر رضعات.
ويروى أن طلحة بن عبيد الله أتاه مال من حضرموت سبع مائة الف قال فبات ليلته يتململ فقالت له زوجته يا أبا محمد ما لي أراك منذ الليلة تململ أرابك منا أمر فنعتبك قال لا لنعم زوجة المرء أنت ولكن تفكرت منذ الليلة فقلت ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال عنده في بيته قالت فأين أنت عن بعض أخلاقك قال وما هو قالت إذا أصبحت دعوت بجفان وقصاع فقسمتها على بيوت المهاجرين والأنصار على قدر منازلهم قال فقال لها يرحمك الله إنك ما علمت موفقة ابنة موفق وهي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فلما أصبح دعا بجفان وقصاع فقسمها بين المهاجرين والأنصار، ويقول موسى بن طلحة: بينما السيده عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك
فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما إن أبا بكر دخل على النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم فقال: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار قلت: فمن يومئذ سمي عتيقا ودخل طلحة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم فقال: أنت يا طلحة ممن قضى نحبه، وقد روي أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قد خطب أم كلثوم بنت أبي بكر إلى عائشة وهي جارية فقالت: أين المذهب بها عنك؟ فبلغها ذلك فأتت عائشة فقالت: تنكحيني عمر يطعمني الخشب من الطعام إنما أريد فتى يصب من الدنيا صبا والله لئن فعلت لأذهبن أصيحن عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فقال: أنا أكفيك فدخل على عمر بن الخطاب رضى الله عنهما.
فتحدث عنده ثم قال: يا أمير المؤمنين رأيتك تذكر التزويج؟ قال: نعم قال: من؟ قال: أم كلثوم بنت أبي بكر فقال: يا أمير المؤمنين ما أريك إلا جارية تنعى عليك أباها كل يوم فقال عمر: عائشة أمرتك بهذا فتزوجها طلحة بن عبيد الله فقال له علي: أتأذن لي أن أدنو من الخدر؟ قال: نعم فدنا منه ثم قال: أما على ذلك لقد تزوجت فتى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وفى ذلك قال المدائني: وخطب عمر بن الحطاب رضى الله عنه، السيده أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة، وأرسل فيها إلى عائشة، فقالت: الأمر إليك، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه، فقالت لها عائشة: ترغبين عن أمير المؤمنين؟!قالت: نعم، إنه خشن العيش، شديد على النساء، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته.
فقال: أكفيكِ، فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: وما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر، قال: نعم، أفرغبت بي عنها، أم رغبت بها عني؟
قال: لا واحدة، ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك، وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك، فكيف بها إن خالفتك في شيء، فسطوت بها، كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك، قال: فكيف بعائشة وقد كلمتها؟ قال: أنا لك بها، وأدلك على خير منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وقيل أن هذا إسناد ضعيف منقطع لا يثبت، والمدائني هو علي بن محمد أبو الحسن المدائني، وهو صدوق ثقة وثقه ابن معين
وقد ذكره ابن عدي في الكامل وقال: ليس بالقوي في الحديث، وهو صاحب الأخبار، وقل ما له من الروايات المسندة، وعن أم كلثوم بنت أبي بكر أنها أخبرته عن عائشة قالت أعتم النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ثم خرج فصلى فقال إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي، وعن أم كلثوم بنت أبي بكر عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء ” اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك.
وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إن أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا ” وروي عن أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنه أنها قالت: كان الرجال نهوا عن ضرب النساء ثم شكوهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلى بينهم و بين ضربهن، وبعد مقتل الصحابى طلحه بن عبيد الله قد تزوجت السيده أم كلثوم بعد مقتل زوجها في موقعة الجمل من عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة وأنجبت له أربعة أولاد هم: إبراهيم، وموسى، أم حميد ، وأم عثمان عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى ربيعه.