ظلمات الغربه وانين المغتربين
ظلمات الغربه وانين المغتربين
كتب /أحمد متولى السيد
المغتربون عن الوطن يحملون الوطن بين الضلوع، يقتلهم الأنين والشوق والذكريات على حدود وطنهم مصر الحبيبه
. كلمة مغترب لم تعد تعكس في زمننا هذا سوى صورة خيالية في ذهن كل مواطن بقي داخل ربوع وطنه ولكن الحقيقة مختلفة تماماً عن الواقع المرّ الذي يعيشه كل مغترب فهو محسود على كل شيء حتى على الدمعة الغافية في عيونه
كل مغترب ترك روحه قبل السفر تجول بين الحارات الشعبية القديمة وجدران المنازل ولملم ذكرياته وحملها في حقيبته ورحل بجسده عن وطن ما يزال يعيش فيه.
وبعدرحيله
يتألم ولا يتكلم ينام على سرير من الشوك ولا يشكو يبتسم وقلبه يبكي يشقى ويتعب من أجل لقمة العيش الكريم ولا يقبل الذل على نفسه لأنه وإن حمل جنسية البلد التي يعيش فيها سيبقى إنتماؤه الأول والأخير لوطنه الأم الذي يخطف نبض قلبه.
لا شيء يشبه الموت كالبعد عن الوطن لأنه هو الحياة بكل معانيها. فنموذج الحياة في الخارج يختلف تماماً عن نموذج الحياة في حضن الوطن. فالحياة الإجتماعية التي نعيشها في وطننا نفتقدها في الخارج لأنها حياة عملية شبه خالية من العلاقات الإجتماعية مقارنة مع الحياة في الداخل، لأن نظام الحياة و العمل في الخارج يفرض على كل مغترب أن يعتمد على نفسه في بناء مستقبله فنصفه الأول ملك للدولة و نصفه الآخر ملك للعمل وما تبقى منه ملك له ولعائلته والمحيطين به من حوله.
ويدخل المغترب في دوامة الغربة اللامتناهية لأن أبواب المستقبل مفتوحة أمامه على مصراعيها ولكنها في الحقيقة ليست أبواب الجنة بل أبواب غربة مميتة بلون الحياة و أكبر من غربته تسرق منه أيامه وتتركه عالقاً في عالم الأحلام لا يطال أرضاً و لا سماء .
،ً هنا نستنتج بالمختصر المفيد أن المغترب لا يجد المال في الشوارع ولا يحصل عليه بسهولة وإن امتلك مئة دولار في جيبه فهو سيدفع منها ضرائب. لأن الضرائب مفروضة على
اى مواطن في الخارج حتى على الأكل والشرب. وفوق هذه الضغوط النفسية يأتي الحنين للوطن ليسرق كل ابتساماته و لا يترك له إلا غصة تختنق في حنجرته و دمعة تسكن قلبه. و بين الحين و الآخر يفتح حقيبة الذكريات ليتنشق منها رائحة الوطن ويشحن قلبه بنبضة تنعشه ليعود للحياة مجدداً بعد أن يكون قد تحول لمجرد آلة كهربائية مبرمجة تعمل بانتظام دون توقف .
الوطن هو نقطة ضعف كل مغترب و نقطة قوته في الوقت ذاته لأن الحنين يذيب شمعات عمره و الأنين يخطف فرحة قلبه ولا يوجد سوى الوطن ليعيده للحياة كلما فقد نبضة قلبه .
حال المغترب يشبه إلى حد كبير الطير المذبوح الذي يرقص من الألم و لا أحد يدري بأنه مذبوح فالغالبية يجهلون الكثير عن حياة المغترب في الخارج. ويعتقدون أنه يعيش حياة مترفة و لا يرون منها سوى الغلاف الخارجي فقط بأنه يعيش حريته كما يحلو له لأنه يكتم عنهم عذابه و يخفي آلامه كي لا يحملهم ما فوق طاقتهم. ولا يعرفون بأن المواطن المصري في الخارج يعيش بين أبناء جاليته ليحظى بدفء محبتهم النابعة من قلوبهم الطيبة والملتاعة من مرارة الغربة. .
لا تحكموا على المغترب من نظرة خارجية و لا تخنقوه و تزيدون من جروحه بل احضنوا ألمه و احضنوا الأيام القادمة معه. فالمظاهر هي مجرد غلاف خارجي. أما الباطن فهو المعدن الثمين و الإنسان بمعدنه وليس بمظهره وتعمقوا بشخصية الإنسان وليس بشكله عندما تصدروا أحكامكم، فربما تجدون فيه نسخة من ماضيكم يعيش بحاضركم و لكن بفكر راقٍ متحضر يمد يده لكم بالحب وليس بالمال. فالمال يزول والحب يبقى ويصنع المعجزات و نحن بأمس الحاجة لمعجزة تنقذنا من الغرق
.
اشبكوا الأيادي يا أبناء الوطن الواحد مع كل مغترب فمعكم و بكم يكون غداً أجمل و نصرأ أكبر نبني معاً وطن يتجدد بفكر متحضر يحافظ على عراقة الماضي بجذوره المتأصلة فينا و المغترب مهما طالت غربته فحبال الحنين ستشده لوطنه الأم كي يعود إليه حتى و لو بعد مرور سنين. فكل مغترب منا مصيره أن يعود لوطنه إما ليحيا تحت سمائه أو ليدفن بترابه الحنون الذي سيحضن ما بقي منه في بلاد الغربه
ولابد والزاما على الدوله انا تدرك انا المغترب خط أحمر وانه دائما يدعم ويعمل على رفع اقتصاد البلد والرقى باسم الوطن عاليا
وإن توفر الدعم الكامل لكل مغترب خارج الوطن ولاتترك أحدا يقلل من شأنه
وإن تشارك المغتربين مشاكلهم وقرارتهم وتعمل على حلها فى اسرع وقت
وعلى الدوله انا تقوم بتعين كوادر وقيادات وشخصيات قادره على حل مشكلات المغتربين والحفاظ على كرامتهم
(حفظ الله المغتربين وارجعهم إلى اهلهم سالمين غانمين غير خزايا ولا محرومين)