العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

للفساد “أمانة“ فلا تتعجبوا!

0

[highlight][/highlight][checklist][/checklist]

للفساد أمانة…. فلا تتعجبوا!!

كتبت:إيمان الدمراني

هناك بعض الألفاظ السياسية نسمعها كثيراً ؛ مثل: أمانة “الشباب ” ، أمانة” المرأة” ،أمانة “السياسات”، “أمانة التعليم” وأمانة “الإعلام” ..الخ، فهل سمعنا يوما عن أمانة “الفساد”؟!!

و نرى كثير من المصالح و المنشآت الحكومية؛ فهل شاهدت من قبل؛ مصلحة “الهدر العام”.؟!

ربما تدهشك تلك الألفاظ و قد تستغربها؛ و لكن الواقع المرير يؤكد وجودها و يحيط بنا كالهواء لا نراه و لكن نشعر به !

في حقيقة الحال أنه لا بقاء لـ “فساد” دون بيئة حاضنة له، ينمو و يزدهر فيها!
مؤسسة الفساد هي أكبر مؤسسة تحقق نمو و ازدهار رغم جدية الدولة في مواجهته و محاولة القضاء عليه، و رغم إرادة القيادة السياسية في التصدي بحزم و دون هوادة!
إن “الفساد” لا يقتصر فقط على التربح بغير حق أو الرشاوي أو سرقة و نهب المال العام، و لكن .. الفساد يعد أيضا كل إدارة للأمور على غير النهج السليم و بغير الهدف الذي أنشئت من أجله..!

هناك صور أخرى عديدة للفساد مثل انتحال صفات ليست من حق منتحليها.. أو احتكار ما ليس من حقهم احتكاره.. فإحتكار “الحُلم” فساد، واحتكار “الأمل” فساد!

إن “الفساد” يرتعد خوفا من الجدية، و الحسم؛ و ذلك لأن الجدية تعنى المحاسبة عما أُقِترف من أخطاء و مخالفات، و المفترض أن تكون المحاسبة عسيرة كلما زادت المخالفات و أيضا كلما زادات السلطة، حيث أن هناك تناسب طردي بين السلطة و المسئولية و ليس هناك سلطة مطلقة دون مسئولية!
“الفساد” يزدهر و ينمو و يصبح سيد الموقف في محيط إنسانى متجمد التفكير، بمعنى ألا نحاول التفكير عما ما يدور حولنا من إنتهاكات و مخالفات، و من يفكر فهو صانع للمشكلات و مثير للشغب!

و مع عجلة الحراك التي بدأت في التصدي للفساد منذ يناير ٢٠١١ و يونيو ٢٠١٣ بدأت الدولة في بذل الجهود لنفض غبار الفساد الذي رسخ عشرات الأعوام، و شعرنا أننا خرجنا من تحت أنقاض الفساد لننفض عنا غباره اللعين الذي كاد أن يخنقنا و يكتم أنفاسنا!

فلنعلم أن الجدية و الحسم هى أولى خطوات الإصلاح، وأن الصدق هو أول خطوات الحقيقة نحو مستقبل مشرق نتطلع إليه ، و صحيح أن الصدق قد يكون مؤلم و قاسي أحيانا، كاشف و مكلف.. لكنه حقاً منجّي!

يملؤني الأمل أن هناك من سيقوى على المكاشفة أمام نفسه و لا يقبل أبدا الهزل طريقا للمستقبل و أنه لن يعصي خالق الناس؛ ليأمن ظالمي الناس.
وأن فينا و من بيننا كثرا لن يقبلوا أن يكونوا من أمناء “الفساد” أو معيناً و مؤيدا لمؤسسة “الهزل العام” !،و لكن لنستطع مواجهه “أمانة الفساد” و زعزعة مؤسسة “الهدر العام “، لابد من توحيد الجهود نقف بجانب الدولة في حربها الشرسة ضد الفساد، حينها ستضعف قواه و سينهار معلنا هزيمته أمام ارادة الشرفاء و ليقفوا خلف القيادة السياسية في حربها الشرسة ضد مؤسسة الفساد و الهدر العام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد