الهروب
بقلم ابوسليم عبود
كعادتي كنت اتصفح بعض المواقع والصفحات علي السوشال ميديا حتي وقعت عيناي علي احد الاخبار المتعلق باحدي السيدات التي تركها زوجها عند الكوافير ليله عرسها وقام ببيع عفشها والشقه بعد ان كانت مشتركه معه في تجهيز عش الزوجيه وبعد ارتباط دام لمده سبع سنوات مابين قصه حب وخطوبه وكتب كتاب الي ان وصل الي الليله الموعوده والتي تحلم بها اي فتاه لانها اسعد ايام حياتها
بعد ان قراءت هذا الخبر شعرت بكثير من الغضب والاسف
لا ادري هل هو تعاطف مع الفتاه وحزن علي كسر قلبها ام علي الموقف في المجمل الذي يحمل بين طياته الكثير من
الغدر وعدم النخوه والهروب من المسؤليه
حينها تذكرت بعض من الافعال التي اصبحت دخيله علي مجتمعنا مثل الاستهانه بمشاعر الاخرين وعدم احترام الكلمه والاتفاق وعدم الاحساس بالاخر وتغليب الانا وحب الذات
تذكرت الكثير من المشكلات التي مرت امامي وبجواري
وكنت شاهد علي بعضها وما وجدته من استعداد كبير عند البعض للهروب.وعدم تحمل المسؤليه ومحاوله التنصل من الاتفاقات والذي ادي الي خراب كثير من البيوت حديثه الإنشاء والتكوين
هل كل هذه الاشياء الدخيله علي مجتمعنا هي ناتج ثقافات دخيله ام ناتج تربيه مشوه ام ناتج تقصير علمي ام تشوهات مجتمعيه ام تدخلات خارجيه ام سوء اختيار ام كل هذه الاشياء مجتمعه
اتفقنا او اختلفنا فاننا اصبحنا جميعا مختلفين عن بعضنا اصبحنا بعيدين عن بعضنا اصبح كلا منا لايحتمل الاخر اصبحنا نتفنن في مضايقه بعضنا بعضا اصبحنا لا نخشيء من شيء ولا علي شيء اصبحنا محرضين اكثر من ان نكون الباحيثين علي ايجاد حلول لمشاكل أبناؤنا واعطاؤهم مساحه من الاهتمام بمشاكلهم وهذا دورنا بحجج واهيه وانهم اصبحوا قادرين على حل مشكلاتهم بانفسهم
هذا الخطأ يقع الكثير منا فيه اما ان نتدخل لشعله الامور
وهدم ما تم بناؤه وبوتيره مسرعه اصبحنا لانعطي اي مساحه اوفرصه للآخرين لمراجعه النفس اصبح كلا منا متشبسا برأيه
ظن منا انا علي ثواب وانا دوما علي حق دون مراعاه لمشاعر وقلوب الاخرين
اصبحنا غير مكترثين ولامهتمين بما يحدث حولنا اصبحنا لا نبالي بما تفرزه وتخلفه تلك المشكلات من مطلقات وعوانس
واطفال مشردين أصبحنا جزء من المشكله
حتي صار لدينا مجتمع مشوه غاضب ثائر علي كل ماحوله
اصبح لدينا الف دافع ودافع للهروب وعدم تحمل المسؤليه
اصبح كلا منا لا يري سوي نفسه ويسلك كل الطرق المشروعه والغير مشروعه حتي يخرج منتصرا حتي ينكل بكل من حوله فقط حتي يحس بنشوه ولذه الانتصار ولو علي حساب تعاسه وهدم بيوت الاخرين حتي وان كان ابنه اوبنته
ياساده علموا اولادكم تحمل المسؤليه علموهم ان الكلمه عقد وان بنات الناس ليست لعبه وانها خلقت لكي تكون لك الزوجه والاخت والام والسكن والحبيبه وام الابناء
علموهم ان الاستقرار يتطلب الكثير والكثير من التضحيات والتحمل والمثابره والعمل
علموهم ان تكوين اسره ليس بالامر الهين ولا السهل
علموهم المواجهة لاي مشكله اياكانت صعوبتها من اجل التعلم واكتساب الخبره
علموهم ان الحب والارتباط العاطفي مسؤليه وليس تسليه
وان مشاعر الاخرين خط احمر علموهم وعلموهم وعلموهم
علموهم ان لكل مشكله حلول وليس حل
علموهم انه ليس من بين الحلول
الهروب
