الأدب أداة للوعي السياسي
الأدب أداة للوعي السياسي
بقلم / أ. حسام الدين محمود
الادب هو احد ادوات التعبير والنقد الاجتماعي والسياسي فكل فعل أو رد فعل أو فكر أو سلوك يرتبط بحياة الإنسان وبصراعات المجتمعات يرتبط بشكل مباشر بالسياسة، ففي روايات عديدة وازمنة كثيرة كان الأدب هو المتنفس الحقيقي للنقد والتعبير الاجتماعى والسياسى.
لقد عبر الأدب عن روح الأمة وأزماتها وطموحاتها، من خلال تنوير الجماهير والقادة على حد السواء بحقيقة الأوضاع السياسية والاجتماعية للناس وتجسيد أزماتها العامة، وتصوير كيفية الخلاص، ومن هنا كان الارتباط الوثيق بين الادب والسياسة، حتي اصبح الادب اداة من ادوات التغيير السياسي، حيث تجسدت روايات عديدة في اشخاص واعمال درامية كان لها الاثر الكبير في تشكيل وعي لدي السياسيين بكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لشرائح المجتمع المختلفة ، ولقد زخر تاريخ الأدب الروسى بالعديد من النماذج الدالة على ذلك، وحقق هذا الأدب العالمية من خلال اهتمامه بالأوضاع السياسية والاجتماعية ونقدها، والتوجه نحو تصور مستقبل أفضل. فكان الكُتاب الروس مُعلمى شعبهم وقادته. وكذلك الحال بالنسبة إلى الأدب العربى، الذى لم يكُن بمعزل عن السياسة منذ نشأته، إذ اهتم بالأحوال السياسية والاجتماعية للشعوب والقادة العرب على حد السواء، حيث تناول الأدب العربى مختلف القضايا والأزمات التى تعرض لها العالم العربى كنوع من انواع مقاومة المحتل أو المُستعمر القديم والجديد، ونقد الاوضاع السياسية وبالتالى كان الأدب بمنزلة أداة للوعى السياسى وللتغيير فى الوقت ذاته ، كان للادب المصري جانب كبير من هذا الأثر حيث ان الروايات المصرية اثرت بشكل مباشر في الشعب المصري وعبرت عن كافة اشكال الحياة السياسية التي عاشها الانسان المصري وكانت اداة للتغير السياسي وايضا الوعي السياسي ، في مراحل التخلص من الاستعمار والمقاومة في سبيل تحرر الوطن وكذا المنطقة والشعوب العربية هذا القمع الذى كبل الإنسان العربى، وغيب حقوقه الإنسانية العامة والخاصة، ومنعه من تناول أمور مجتمعه ووطنه بحرية وديمقراطية فناهضت الرواية العربية والمصرية الاستعمار والإرهاب الفكرى، وعلى الرغم من مصادَرة المستعمر الصحف، والكتابات الوطنية المُباشرة، فإن الرواية انذاك لعبت دور البديل عن الصحافة المُصادَرة بما تملكه من أدوات تعبيرية، بحيث عبرت عن رفض الشعوب العربية وفي مقدمتهم الشعب المصري للاستعمار وحثَت على مقاومته. فصورت الروايات الادبية مقاومة المحتل بصور عدة، أبرزها: المقاوَمة الكلامية، ومقاوَمة الشعب، والأعمال الفدائية، والنضال السياسى والحزبى،
لقد تعددت الروايات في الماضي والتى عبرت عن الواقع والطموح، عن الآلام والأحلام، وجاء تعبيرها راصدا لواقع سياسى مرير فى الكثير من الأحيان، هذة الاداة الادبية للوعى السياسى نحتاج دورها الان بقوة للتعبير الحقيقي عن المجتمع من ما يفتح افاق جديدة لدي السياسيين عن احوال المجتمع وكذا نحتاج الاعمال الادبية التي تحاكي الواقع الذي يحيط بنا من ارهاب فكري وعقائدي ومسلح يسعي لاستكمال ما قام به الاستعمار القديم، وكما ان الدول ومؤسساتها تقضي علي ذلك وتتصدي له، فانني اعتقد ان الادب له دور كبير في بناء الوعي الجمعي ورسم مساره تحقيقا للقضايا الوطنية والوصول لبر الامان.