قهر أفضى الى الموت
قلم / عمرو النعماني
اليوم ودون أي مقدمات تذكرت والدي الحبيب رحمة الله عليه ، تذكرته وتذكرت دعائه الذي كان لا يفارق لسانه بعد كل صلاة ، حيث كان يختم صلاتة بهذا الحديث الصحيح كان يردده بصوت يرتجف له القلب وتقشعر له الأبدان ، كنت أنتظر هذا الدعاء بهذا الأداء الخاشع حتى أشعر بالخوف من المجهول المعلوم لدى الخالق والذي يمنعه عنا برحمته ، وبينما كان يدعو أبي ويردد قوله “ص”
(اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الهمِّ والحَزَنِ، والعَجزِ والكسَلِ، والجُبنِ والبُخلِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلبةِ الرِّجالِ)
سألته عن سبب تكرار هذا الحديث بعد كل صلاة قال لي يا بني عندما يستعيذ رسول الله من هذه الأشياء ويخصها بحديث فيجب أن تعلم أن هذه الأشياء أمراضا إذا أصابت الانسان أفقدته الحياة وصار بين الناس جسدا بلا روح ، يكفينا في حديث رسول الله يا بني غلبة الرجال والذي نسميه نحن قهر الرجال ، إستعاذ منه الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- وعلم المسلمين التعوذ منه ، لأن قهر الرجال ليست حالة مرضية تستدعي تدخلا علاجيا لشفائها، ولكنها ضيق في الصدر ، قهر الرجال يا بني يصل بالمرء إلى حالة يعجز فيها عن جلب المنفعة والخير لنفسه ولأهله مما يولد عنده الهم الذي يضيق الصدر به ، وتفقد النفس به طيب العيش وتتمنى الموت كل لحظة خيرا لها من العيش المغموس بالزل والمهانة، خيرا لها من نظرات المجتمع التي لا ترحم صغيرا ولا كبيرا الا وأهانته ، تذكرت كلام أبي هذا بعدما علمت بوفاة الطيار أشرف أبو اليسر داخل المستشفى التي كان يتلقى فيها العلاج ، وذلك أثر وعكة صحية أصابتة فجأة بعد إيقافه من عمله وسحب رخصة الطيران الخاصة به بصورة نهائية لأنه سمح للفنان محمد رمضان بدخول كابينة الطائرة الخاصة بطاقم الطيران وهذا مخالف لقواعد السلامة مما إستوجب سحب رخصة الطيران الخاصة به وحرمانه من ممارسة عمله كطيار طيله عمره ، والمتابع لهذا المجال يعلم جيدا أن سحب روح الطيار أهون عليه بكثير من سحب رخصتة وحرمانه من الطيران ، لأن مهنة الطيران بالنسبة للطيار ليست مهنة لتكسب المال بقدر ما هي الاكسجين الذي يتنفسه فالطيار الذي تعود التحليق بطائرتة كالطائر الذي تعود على الحرية و الطيران ، فإذا تم حبسه مات من الحبس وليس من الجوع ولا من العطش ، لأن من تعود على الحرية والتحليق في الهواء لن تحييه بضعه ملايين كما ظن البعض ممن حسدوا أبو اليسر بعدما حكمت له المحكمة ب6 مليون ج تعويضا له مما أصابه جراء ما فعله “رمضان ” من نشر الفيديو وبعد السخرية منه بعدما حكمت له المحكمة ، السيدات والسادة أحب أن ألفت نظركم بأن الطيار الموقوف لم يمت لمشاكل صحية كما يظن البعض أشرف أبو اليسر مات مقهورا مات نتيجة أفعال شاب قروي بهرته أضواء المدينة ، شاب مستهتر لا يهمه الا مصلحتة فقط حتى ولو كانت على حساب سمعة وتاريخ عائلات عريقة ، شاب يحسب أن النجاح هو رصيد بالبنك وأسطول من السيارات وعدد من اللايكات على صفحات السوشيال ميديا ، شاب لا يعلم أن قهر الرجال لا يقدر بمال والا ما استعاذ منه رسول الله ، تقولون أن أشرف أبو اليسر مات أثر وعكة صحية وأنا أؤكد لكم أن أشرف أبو اليسر مات مقهورا قهر الرجال الذي كان يستعيذ منه رسولنا الكريم ، أبو اليسر مات بعدما سحبت روحه بسحب رخصة طيرانه ومنعه من الطيران فأصبح جسدا بلا روح ، وكان أولى بنا أن نشخص موته تشخيصا دقيقا بدلا من أن نكتب وفاة طبيعية كان ولا بد من تشخيص حالة المتوفى على انها “قهر أفضى الى الموت ” ..