ما أُخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة
منذ المرحلة الأولى واغتصاب فلسطين عام ١٩٤٨م، والقوات العربية تخسر حروبها أما قوات الإحتلال، مما جعل وللأسف الشديد الإعتقاد وهماً بعظمة هذه الأفعى، التي زرعت في قلب الوطن العربي، وبواسطة الخونة العرب ذاتهم (كان هدفهم التوسع بالملك لا غير) حتى كبرت وتوحشت، واصبحت تلتهم كل من يقف أمامها، لا لقوتها وعظمتها، وإنما وجدت بركٌ عفنةً من الخونة التي تمكنت أن تجعلهم طعاما تتغذا به، وطريقا مريحا تصل من خلاله إلى أهدافها، فجميع الحروب التي خاضتها العرب مع قوات الإحتلال خسرتها، لا لقوتهم ولا لضعف القوات العربية ، وإنما نتجية خيانة بعض القادة سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، حقيقة يجب أن نعترف بها حتى نستطيع توجيه بوصلتنا نحو الإتجاه الصحيح.
إنقسام العالم الإسلامي الكبير بين مذهبية وطائفية، وغرس في نفوس أبناء المجتمع الإسلامي مبادىء الكراهية، ما هي إلا حيلة تبنتها قوات الإحتلال الصهيونية ومواليها، لإضعاف الصف الإسلامي، والإنفراد بالدويلات الصغير، والتحكم بها، حتى يسهل إلتهامها والسيطرة عليها، وأمسوا يتحكمون في جميع الموارد الإقتصادية، والسياسية، والإجتماعية ،ونظام الحكم، والتدخل في شوؤن الدين، والعادات والتقاليد،وتغيير الهوية العربية برمتها، وذلك نتيجة القيادة الأعمياء للبصيرة، مما أدى إلى غرق الجميع في وحل الذل والهوان، سلَّمنا أعناقنا لهم، إيماناً منا بقوتهم وعظمتهم، ولم نفكر يومنا بأن شتاتنا هو سبب ضعفنا وهزيمتنا .
إن تصريحات الشجب والإستنكار، وعدم الرضاء أدوات مستهلكة، لايمكن أن تمنع قوات الإحتلال من القتل، والنهب، والتهجير، ولا يمكن يوماً أن تحرر الأقصى وفلسطين من الصهاينة، فعلى العالمين الإسلامي والعربي، شعوبا وقيادات، إتخاذا بمقولة لا يفك الحديد إلا الحديد، وذلك بإتخاذ إجراءات تجعل قوات الإحتلال إن تركع أمامها، متجاهلين خلافاتهم المذهبية، والطائفية، وتوحيد هدفهم، وعدوهم، وعقيدتهم القتالية، متخذين قول الله تعالى منهجا لهم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران (103)
إن توحيد القيادة الإسلامية، مع صفوف المقاومة الفلسطينة، بمختلف فصائلها، والمحافظة على إستثمار الفوز نتيجة الضربات الصاروخية، بنقل المعركة الى وسط سكان قوات الاحتلال وتحويلها الى حرب مدن سيمكن رجالات المقاومة من السيطرة على المعركة حيث أن قوات الإحتلال لا تقوى على قتال المواجهة داخل أراضيها وبين شعبها فقد زرع الله فيهم الذلة والجبن والهوان وسيكشف الغمامة عن ضعف المحتلين، وأنهم مجرد فقاعة سرعان ما تختفي ، ولكن حذارى ثم حذارى من الوقوع في فخ العملاء، وأجهزة الإستخبارات المعادية، والتي ستسعى جاهدة في تذليل الحكومات والقيادات الاسلامية بالضغط تارة وبالتهديد تارة أخرى وحشر الجواسيس وتفعيل المرتزقة من المتصهينين العرب لتحويل الإنتفاضة عن مسارها الطبيعي وهو تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من أيدي المغتصبين وعلى الجميع المحافظة على الغاية من هذه الإنتفاضة وفق ما تم التخطيط له من قبل رجالاتها.
إن تمكين أرض الكنانة كقائد عربي بثقلها الإستراتيجي مع إشراك جميع الدول الإسلامية دون النظر إلي مذهب إو قومية عِرقية وفتح الحدود والتطوع أمام الشعوب ، ونبذ كل الخلافات المذهبية والطائفية، وتزويد عناصر المقاومة والمتطوعين بأسلحة الاقتحام البرية ستشكل نقطة تحول في موازين القوى، حتى وإن كانت قوات الاحتلال مسندة من الدول الكبرى فتوحيد الهدف والعقيدة القتالية للدول الإسلامية سيمثل الثقل الإستراتيجي لتحرير الأقصى من المغتصبين المحتلين، وعلينا أن نؤمن بأن ما أُخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، وإن قوتنا في ديننا وتحالفنا كالبنيان المرصوص يشد بعضعه البعض، مؤمنين بقدراتنا، وإمكانانتا، وإن قوات الإحتلال ما هى إلا فقاعة تنتهي مع إشراقة شمس المسلمين، وعَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مثل الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ) فماذا إذا كان هذا العضو هو المسجد الأقصى فعلى جميع القيادات بمختلف المستويات الإصطفاف مع شعوبها، وتمكينهم من الانخراط في عمليات التطوع وتطهير الاقصى من المغتصبين الصهاينة وإرجاعهم الى شتاتهم ملعونين.
سيف بن حمد الجرادي
سلطنة عمان
aljaradisaif@gmail.com