اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب الصراع الإسرائيلى الفلسطينى:
كتب /أيمن بحر
على الرغم من أن هذا الصراع مستمر منذ عقود الا أن موجة العنف الأخيرة جاءت فى أعقاب شهر من التوترات المتصاعدة فى القدس. وأن سبب هذا الصراع الأخير بتنياهو محاولة تغطية وضعه القانونى المتردى لمواجهته القضائية للفساد والرشوة وإستغلال النفوذ السياسى، على إثر ذلك قام بإقتحام المسجد الأقصى والإستيلاء على أملاك الفلسطينيين وإشتعلت شرارة الغضب. ولكن بنظرة تعود للأسباب الأولى لهذا الصراع تمثلت فى الآتى:
سيطرت بريطانيا على المنطقة المعروفة بإسم فلسطين بعد هزيمة الامبراطورية العثمانية، التى كانت تحكم هذا الجزء من الشرق الأوسط فى الحرب العالمية الأولى. وكانت تسكن هذه الأرض أقلية يهودية وغالبية عربية فلسطينيين.
وقد تنامت التوترات بين الجانبين عندما أعطى المجتمع الدولى لبريطانيا مهمة تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين حيث رغبت أوروبا فى إنهاء التواجد اليهودى على أراضيها الذى يتسبب فى تمزيق المجتمع، لذلك وجدوا سبب يحاط به شرعية زائفة تمثل بالنسبة لليهود أرض أجدادهم، وكذلك الحال أيضاً بالنسبة للفلسطينيين العرب الذين يرون أنها أرضهم وسوف يتم الإستيلاء على أملاكهم ومعتقداتهم الدينية فعارضوا هذه
الخطوة.رة،GETTY IMAGES
وفى الفترة بين العشرينيات والأربعينيات، تنامى عدد اليهود القادمين الى فلسطين وكان العديد منهم ممن فروا من الإضطهاد الدينى الذى تعرضوا له فى أوروبا باحثين عن وطن فى أعقاب ما عرف بالمحرقة “الهولوكوست فى الحرب العالمية الثانية. كما تنامى أيضاً العنف بين اليهود والعرب أو ضد الحكم البريطانى فى المنطقة.
فى عام 1947صوتت الأمم المتحدة على قرار لتقسيم فلسطين الى دولتين منفصلتين، يهودية وعربية، على أن تصبح القدس مدينة دولية. وقد وافق الزعماء اليهود على هذه الخطة ليجدوا لهم شرعي لكن رفضها الجانب العربى. ولم يتم تطبيقها مطلقاً.
فى عام 1948 غادر البريطانيون الذين كانوا يحكمون المنطقة من دون أن يتمكنوا من حل المشكلة. فأعلن الزعماء اليهود تأسيس دولة إسرائيل من جانب منفرد. وإعترض العديد من الفلسطينيين على ذلك، وإندلعت حرب شاركت فيها قوات من الدول العربية المجاورة التى قدمت الى المنطقة.
وتم الإطاحة بأصحاب الأرض الشرعيين. وقد نزح خلالها مئات الآلاف من الفلسطينيين أو أجبروا على ترك منازلهم فيما عرف بـ النكبة. وبعد إنتهاء القتال بهدنة فى العام التالى، كانت إسرائيل قد سيطرت على معظم المنطقة.
وسيطر الأردن على المنطقة التى باتت تعرف بإسم الضفة الغربية كما سيطرت مصر على قطاع غزة. وتقاسمت القدس القوات الإسرائيلية فى جانبها الغربى والقوات الأردنية فى الجانب الشرقى.
ونتيجة لعدم توقيع إتفاق سلام، (كلا الجانبين يلوم الأخر فى ذلك)، وقعت حروب أكثر وعمليات قتالية فى العقود التالية.
وإحتلت إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية فضلاً عن معظم مرتفعات الجولان السورية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية فى الحرب التالية فى عام 1967. وظل اللآجئون الفلسطينيون وأحفادهم فى غزة والضفة الغربية فضلاً عن دول الجوار أمثال الأردن وسوريا ولبنان. ولم تسمح إسرائيل لهم أو لأحفادهم بالعودة الى بيوتهم. التى تقول إسرائيل إن مثل هذه العودة ستؤدى الى أن يكتسحون البلاد وتهدد وجودها كدولة يهودية.لصورةGETTY وما زالت إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وعلى الرغم من إنسحابها من غزة ما زالت الأمم المتحدة تعتبر تلك البقعة من الأرض جزءا من الأراضى المحتلة. وتقول إسرائيل إن القدس بكاملها هى عاصمتها، بينما يقول الفلسطينيون أن القدس الشرقية هى عاصمة دولتهم الفلسطينية المستقبلية.
وتعد الولايات المتحدة واحدة من حفنة من الدول التى إعترفت بمطالبة إسرائيل بمجمل مدينة القدس عاصمة لها. وِقد بنت إسرائيل خلال الخمسين سنة الماضية مستوطنات فى هذه الأراضى حيث يعيش الآن أكثر من 600 الف يهودى.
ويقول الفلسطينيون إن تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولى وتمثل عقبات أمام عملية السلام، بيد أن إسرائيل تنفى ذلك.دالصورة،GETTY IMAGES
غالبا ما تتصاعد التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يعيشون فى القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية.
وتحكم قطاع غزة، الجماعة الفلسطينية المسلحة حركة المقاومة الفلسطينية حماس التى خاضت قتالاً مع إسرائيل فى مرات عديدة. وتحكم إسرائيل السيطرة على الحدود مع القطاع لمنع وصول الأسلحة إلى حركة حماس. ويقول الفلسطينيون فى غزة والضفة الغربية إنهم يعانون جراء الأفعال والقيود الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها تفعل ذلك لحماية نفسها من العنف الفلسطينى.
وقد تصاعدت الأمور منذ بدء شهر رمضان فى منتصف أبريل عام 2021، حيث وقعت صدامات ليلاً بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين. وأدى التهديد بإخلاء منازل بعض العائلات الفلسطينية فى القدس الشرقية الى تصاعد مشاعر الغضب.ررةGETTY
لكن ببحث مصير اللآجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية المحتلة وهل ينبغى أن تبقى أم تزال؟. وهل ينبغى أن يتشارك الجانبان فى القدس؟
وهل ينبغى قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة إسرائيل؟ – وربما كان هذا الأمر الأكثر تعقيدا على الأطلاق.
وظلت محادثات السلام تُعقد بشكل متقطع لأكثر من 25 عاماً، لكنها لم تتمكن من حل النزاع حتى الآن. بإختصار لن تحل هذه الأوضاع فى أى وقت قريب.
فآخر خطة للسلام أعدتها الولايات المتحدة خلال حكم الرئيس دونالد ترامب وسماها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو صفقة القرن رفضها الفلسطينيون بوصفها متحيزة الى جانب واحد، قبل أن تخرج الى حيز التطبيق. وستحتاج أى صفقة سلام مستقبلية الى إتفاق الطرفين على حل القضايا المعقدة العالقة. وحتى حدوث ذلك، سيظل النزاع قائماً.
لكن الحل لإنهاء هذا الصراع لابد من إنهاء النظرة التوسعية للكيان الغاصب الإسرائيلى. الإعتراف بالحقوق الإعتراف بالحقوق الفلسطينية. إقامة دولة فلسطين العربية.