ما نتيجة مساعى التوفيق بين كتائب الفلسطينيين والكيان الغاصب؟
كتب /أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني ومكافحة الإرهاب جهود دبلوماسية وسياسية تسعى للتهدئة. ما يدور فى كواليس مجلس الأمن؟.
تسعى مصر لعلاج المصابين من الجانب الفلسطينى بمستشفيات مصرية. التوتر وإزدياد السخونة موقف الجانبين. القبة الحديدية أثبتت فشلها عقب قيام الجانب الفلسطينى فك شفرتها. إسرائيل تحاول الدفاع من داخل مدنها. مائة جريح إسرائيلى وعشرة قتلى حتى الآن داخل المدن التى يستوطنها الإسرائيلين بالإضافة الى خسائر فى الممتلكات. السلطات العسكرية الإسرئيلية تحدثت عن خلل بآلية القبة الحديدية. الصواريخ الفلسطينية البدائية تفوقت على تكنولوجيا القبة الحديدية. حتى الآن لا أجل مسمى لإنهاء هذه الحرب. إسرائيل لا تتجه لإنهاء هذا الصراع.
مع تصاعد القتال.. كيف يعيش المدنيون يوميات القصف فى غزة وإسرائيل؟. يعانى مليون طفل فى غزة من آثار القصف الإسرائيلى المستمر على القطاع كما قُتل بينهم 63 ونزح 30 الفا بينما يقضى سكان إسرائيليون وقتهم فى مخابئ داخل منازلهم بسبب صواريخ الفصائل الفلسطينية.
دعت منظمتا اليونيسف والأونروا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) الى تمكين سبل الوصول الى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية ومساعدة المتضررين من الصراع، وخاصة الأطفال. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور إن حوالى مليون طفل فى غزة يعانون من العواقب المتصاعدة للصراع العنيف ولا يوجد مكان آمن يلجأون اليه.
ودعت، وفقاً لما نقله موقع أخبار الأمم المتحدة يوم الأربعاء الى وقف فورى للأعمال العدائية لدواعٍ إنسانية للسماح بدخول الموظفين والإمدادات الأساسية كما دعت أيضاً إلى إنشاء ممرات إنسانية حتى نتمكن من إيصال هذه الإمدادات بأمان ولكى تتمكن العائلات من لم شملها والوصول الى الخدمات الأساسية، وللتمكن من إجلاء المرضى أو الجرحى.
وذكرت وزارة الصحة فى غزة فى أحدث حصيلة أن عدد القتلى إرتفع يوم الأربعاء الى 219 من بينهم 63 طفلاً و36 سيدةً و16 مسناً، إضافة الى 1530 إصابة بجراح مختلفة. ووثقت اليونيسيف إصابة 444 طفلاً فلسطييناً على الأقل ونزوح ما يقارب 30 الفاً.
كما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) يوم الثلاثاء إن الغارات الجوية الإسرائيلية أدت الى تشريد أكثر من 52 الف فلسطينى وتدمير أو الحاق أضرار بالغة بنحو 450 مبنى فى قطاع غزة.
وقال ينس لاركيه المتحدث بإسم أوتشا للصحفيين إن نحو 47 الفا من النازحين لجأوا الى 58 مدرسة تديرها الأمم المتحدة فى غزة. وأضاف أن 132 بناية دمرت كما تعرض 316 مبنى لأضرار بالغة منها ستة مستشفيات وتسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية.
وقالت مارجريت هاريس المتحدثة بإسم منظمة الصحة العالمية إن هناك نقصاً حاداً فى الإمدادات الطبية وخطر الإصابة بالأمراض التى تنقلها المياه وإنتشار كوفيد-19 بسبب تكدس النازحين فى المدارس.
ولم يبق أى أثر من البنايات الشاهقة فى حى الرمال الراقى فى غرب قطاع غزة التى دمرها القصف الجوى الإسرائيلى وكأن زلزالاً أصابها بينما تنتشر فى شوارعه أكوام الركام.
وأحدث القصف الإسرائيلى حفراً كبيرة فى الطرق، ولم تسلم أى بقعة فى الحي الذى تسكنه عائلات غنية والذى يعرف بأنه شريان أساسى للحياة التجارية فى قطاع غزة، من الدمار. وتعرض الحى لأكثر من مائتى غارة جوية إسرائيلية خلال أيام الحرب التسعة.
ويقول أبو أحمد الحسنات (50 عاماً) من حى الرمال كأننا نعيش فى منطقة زلازل من شدة الإنفجارات ورعبها. عندما تشن إسرائيل غاراتها يهتز البيت كله، كأنه تعرض لهزة الأرضية. ضربوا المنطقة وكانت أغلب الغارات وأعنفها على حى الرمال. ويقول الحسنات الذى إنتقل قبل سنوات الى حى الرمال معتقداً أنه أكثر أمناً من غيره كنت أسكن فى منطقة المغراقة (الى جنوب مدينة غزة). خلال حرب 2014، قررت مغادرة المغراقة بسبب خطورة الوضع وإنتقلت للإقامة فى مدينة غزة. وللأسف دمّر بيتى. ويضيف المنزل دمّر كلياً وهى المرة الثالثة التى يدمّر منزلى. لا أعرف أين أذهب للبحث عن الأمان.
وتقول دنيا الأمل إسماعيل (50 عاماً)، مديرة جمعية المرأة المبدعة” الأهلية والتى تسكن فى وسط الحى قبل إندلاع هذه الحرب كنا نعتبر حرب 2014 الأشد صعوبة ومرارة وقتلاً وتشريداً على قطاع غزة.
فى جانب الكيان الغاصب الإسرائيلى يقضى ناتانيل شارفيت أيامه محاولاً إضاعة الوقت وهو يقف عند مهد وليده فى مخبأ إسرائيلى للإحتماء من صواريخ حماس وطُليت جدرانه باللون الأبيض.
وإذا غامر شارفيت بالخروج فالبديل ربما يكون أسوأ كثيراً. يعيش شارفيت وأسرته فى ظل خطر شبه دائم يتمثل فى الهجمات الصاروخية التى تشنها حركة حماس وتنظيم الجهاد الإسلامى من غزة التى لا تبعد سوى 19 كيلومترا عن بيته فى مدينة عسقلان الساحلية. وليس لشارفيت وزوجته وأطفالهما الأربعة أى قدر من السيطرة على الحرب الجوية المستعرة فوق رؤوسهم أكثر مما لدى المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون على الجانب الآخر من الحاجز العسكرى الإسرائيلى الذى يفصل شمال غزة عن إسرائيل. وكل ما يستطيعونه هو الإنتظار والأمل فى العودة الى حياة شبه طبيعية.
.
قال شارفيت (30 عاماً) لرويترز: “نحن فى هذا الوضع منذ سنوات عديدة الآن. 20 سنة تقريباً. لا أعرف بالضبط كم سنة. ونحن لا نغادر المخبأ، نلعب هنا ونحاول إضاعة الوقت بقدر الإمكان ونأمل أن تسير الأمور على ما يرام. ورغم أن وجود الغرفة الآمنة المحصنة أصبح شرطاً ملزماً فى كل المساكن الجديدة فى إسرائيل فلا وجود لها فى المبانى الأقدم.
ويخبئ موشيه لوتاتى (44 عاماً) أولاده الثمانية تحت السلم عندما تنطلق صافرات الإنذار لأنه لا توجد غرفة محصنة فى شقتهم السكنية بالطابق الثالث فى عسقلان. قال لوتاتى: لا يوجد مكان للإختباء. فالمخبأ بعيد جداً ومهمل ولا نستطيع أن نزج بثمانية أطفال فى مخبأ مهمل.
وتقول السلطات الإسرائيلية إن 12 شخصا قتلوا فى إسرائيل بينهم طفلان.