العمق نيوز
جريدة أخبارية شاملة

أبطال خارقين

0
بقلم المستشار الدكتور – خالد السلامي
نعلم جميعًا أن الأبوة والأمومة لأي طفل يمكن أن يكون لها العديد من التقلبات، خاصة عندما تعامل مع طفل من أصحاب الهمم. وبينما نحن جميعًا “نسير في مساراتنا”، نحتاج جميعًا إلى القليل من التشجيع لمساعدتنا على تجاوز أيامنا هذه. نحن كآباء وأمهات نعتبر كل يوم هو فرصة لبداية جديدة والبحث عن إمكانيات وفرص في الحياة. لكن علينا في الخطوة الأولى أن نعترف بالواقع ولا نهرب منه. فبمجرد أن تتقبل فكرة أن طفلك سيكون مختلفًا، وليس أفضل أو أسوأ. فقط عليك ان تعتبر به كفردً مختلفًا، فهذه هي الخطوة الأولى.
إن الآباء والأمهات هم أبطال في هذا العالم، وعندما يتعامل الأب أو الأم مع طفل من ذوي الإعاقة، فيتحول الأب والأم إلى أبطال خارقين مذهلين. استطاعوا أن يغوصوا في أعماق أطفالهم من أصحاب الهمم واستخراج أنفس ما فيها من إبداع وابتكار. هؤلاء الأطفال الرائعين، الذين كلما حاولنا تعليمهم شيء عن الحياة، علمونا هم ماهية الحياة.
إن أصحاب الهمم حول العالم ما زالوا يواجهون أشكالاً مختلفة من التمييز وسوء المعاملة على الرغم من تحسن الخدمات المخصصة لهم على مدى العقود القليلة الماضية. الإعاقة تمنع الأفراد من بلوغ كامل طاقاتهم. دور كل واحد منا هو التعرف على هذه الإعاقات ودعمها لتصبح مشاركين فاعلين في المجتمع. يجب إدخال الوعي الاجتماعي المستمر في المدارس والقوى العاملة والمراكز لتثقيف أفراد المجتمع، الذين غالباً ما يجدون أنفسهم عالقين عند التعامل مع أصحاب الهمم.
لا ننكر صعوبة تربية طفل من أصحاب الهمم، لكن دعونا نتذكر دائما أن النجاح لا يأتي إلا بالصبر والاستمرار. والفشل لا يأتي إلا في اللحظة التي تقرر أن فيها أن تفشل، لحظة الاستسلام. يقول مارتن لوثر “إذا لم تستطع الطيران، فاركض. فإن لم تستطيع الركض، فامشي. وإن لم تستطيع المشي، فازحف. ولكن، مهما فعلت، عليك أن تواصل المضي قدمًا”.
وفي كل الأحوال علينا أن نكون آباء وأمهات على قدر المسؤولية، وأن نتذكر دائما أن الأبوة هي تربية الطفل الذي لديك، وليس الطفل الذي كنت تعتقد أنك ستنجبه أو كنت تتمناه. الأمر كله يرتبط بفهمك وتقبلك أن طفلك هو بالضبط الشخص الذي يفترض أن يكون عليه كما هو. ولا تجعل إعاقته تحبطك أو تدفعك الى الاستسلام والتنازل عن دورك كأب أو أم. وقد تكون محظوظًا وتكتشف يوما ما أن هذا الطفل من أصحاب الهمم هو معلمك الذي سيعلمك ويحولك إلى الشخص الذي من المفترض أن تكون أنت عليه.
كون أن لديك الطفل الوحيد في الأسرة من ذوي الإعاقة، فهذا يجعل من الممكن أن تشعر بالعزلة. ساعد طفلك على بناء علاقات مع الأشخاص من حوله والحفاظ عليها من خلال إشراك الأسرة في الأنشطة الرياضية. قم بدمجهم في الحياة الأسرية العادية وحاول تكييف الأنشطة بحيث يمكن لجميع أفراد الأسرة المشاركة. يمكن أن يكون اصطحاب طفلك إلى النوادي الرياضية جزءًا مهمًا من هذه العملية، حيث يقضي وقتًا مع الآخرين. كل هذا سيساعد طفلك على تطوير روابط أقوى مع إخوته وبناء علاقات مع الآخرين.
وفي النهاية، عندما تتطلع إلى تحفيز طفلك، تذكر أن كل طفل مختلف عن الأخرين. اكتشف ما يحبه طفلك، وأدخل أنشطة جديدة ومثيرة في روتينه وكن فعالاً في تعزيز العلاقات القوية مع الأشخاص الذين يستمتعون بقضاء الوقت معهم. حافظ على الدعم والتشجيع طوال حياتهم من أجل طفل أكثر سعادة وإشباعًا وحماسة وتحفيزًا. استمر في تشجيع طفلك والإيمان به. يحتاج الطفل إلى معرفة أن هناك من يؤمن به. لا تتخلى أبدًا عن شيء تؤمن به، حتى لو لم يؤمن به أحد غيرك. أنت الوالد الذي يعرف ما هو الأفضل لطفلك ويعرف ما يمكن لطفلك تحقيقه.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد