قصيدة أبحار
قصيدة ابحار
الشاعر/أحمد رمضان
سارت بخطاوى تتعثر
من شدة سيل الأمطار
وايادى الريح تلاحقها
تدفعها مثل الاعصار
فى ليل غابت نجماته
وتوارت عنه الأنوار
فتهاوى رداء يسترها
فى الأرض مثل الأحجار
وابتلت كل مفاتنها
فتصدع قلبى وانهار
فخلعت ردائى على عجل
ووضعته عليها كستار
فلمحت الدمع فى عينيها
يتدفق مثل الأنهار
ضمتها يداى الى صدرى
فشممت رحيق الأزهار
فسألت بشغف يا أنت
أفليس لمثلك من دار
تكفيها غدر الطرقات
وتدارى عليها الأسوار
أم أن الحور بلا مأوى
والزمن يغض الأبصار
فتغنت بل اقصد همست
أرهقنى طول المشوار
وقضيت العام على سفر
أتلمس عطف الأقدار
أضنانى البحث ولم اجد
فى طريقى فارس مغوار
يأخذنى خلفه على فرس
ويجوب بقلبى الامصار
ويطير ازارى من خلفى
كجناح الريح السيار
وأنام برأسى على ظهره
أحضنه ليل ونهار
لكنى أجهل عنوانه
وكأنه سر الأسرار
كان يأتينى مرساله
فى الحلم بحلو الاشعار
أصحو من نومى اغنيها
تتراقص معها الأوتار
ويردد قلبى قوافيها
تتمايل معه الاشجار
وتلاشت فجأة رسائله
وانقطعت عنى الاخبار
فغصت بحور كلماته
أتحسس جوف الاغوار
فلعلى الاقى ولو كلمة
تهدينى دربا ومسار
فقرأت بقلبى على حجر
أسماء بلاد وبحار
فصرخت بخوف يا ويلى
حبيبى يريد الابحار
فوضعت ردائى على كتفى
وهجرت بلاد وديار
وبحثت واضنانى البحث
ألديك ولو خبر سار
فرفعت يداى الى اعلى
وصرخت اليكى الابشار
أقسمت بربى سألقاكى
وستأتى من دون خيار
وبأمر الله تلاقينا
والان علينا الابحار
دفعتنى وقالت من انت
ظننتك أحد الأخيار
أتبيح لنفسك وتحل
بالغصب بنات الأحرار
ان كنت تصر على الغدر
أنا وحدى جيش جرار
فضحكت وقلت على رسلك
فدليلى اليكى الأشعار
من قال الليل فى عينيكى
تتلألأ فيه الاقمار
ويطوف الطير حواليكى
والكون فى ركابك سار
وتفيض بحبك أشعارى
وكتبت فى عشقك أسفار
رجعت بخطاها الى الخلف
وقرات فى عينيها قرار
الغضب الجارف يدفعها
والأن تريد الادبار
فهرعت وأمسكت بيدها
والقلب يصيبه الدوار
وسألت بحزن يعصرنى
ما الامر بربك ما صار
قالت لو حقا تعشقنى
لأتيت من عام صار
هل هنت عليك لتتركنى
لأقاسى الويل وأحتار
وما كنت أعيش بلا حبك
وما كان لقلبى ليختار
فانهمر الدمع على خدى
واشتعلت فى ضلوعى النار
وما كانت ساقى لتحملنى
فوقعت كبيت ينهار
فحبيبة قلبى لا تعلم
بأنى فقدت الابصار