رِفقا ً بنفسِكَ –
رِفقا ً بنفسِكَ –
( شعر: الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
( قصيدة ٌ مُوَجَّهَة ٌ إلى المُوَظفين في المكاتبِ والدوائر الحكوميَّة والمعارف وأجهزة الإعلام الصهيونية والمشبوهة ( من عرب الداخل – فلسطينيي ال 48 داخل دولة اسرائيل) الذين باعوا ضمائرَهم ونسوا قوميَّتهم وعروبتهم وقاضايا أمَّتِهم المصيريَّة وخدموا أعداءَ شعبهم مقابلَ المكسبِ المادي الدنيىء ومقابل الوظائف الزائلة التي مُنِحَت لهم لأجل تواطئهم وفسادهم وخيانتهم لشعبهم وليس لاجل شهاداتهم وكفاءاتهم العلمية فكانوا وشاة وفسَّادينَ على أبناءِ شعبهم الوطنيِّينَ الأحرار والشُّرفاء ) .
– ملاحظة : لقد نظمتُ هذه القصيدة قبل أكثر من 15 سنة، ولكن قد يخالها القارىء كأنها كتبت الآن ،لأنَّ الأوضاع لم تتغير كثيرا على الساحة الثقافية ، وخاصة في مجال التوظيفات والتعيينات . فالإنسانُ العربي الفلسطيني الوطني والشريف والنظيف والحر لا يوظف في أية وظيفة حكومية ، في دولة اسرائيل، وخاصة في سلك التعليم والمعارف وفي الإعلام السلطوي حتى لو كان بحوزته أعلى الشهادات الأكاديمية وعنده كل الكفاءات ، وأما العميل والفساد والذنب السلطوي والمتصهين والمتواطىء ينال أعلى الوظائف الحكومية وفي المعارف بسهولة ، حتى لو لم تكن معه أية شهادة ولم يكمل دراسته الثانوية.. ويحصل أيضا على جائزة التفرغ السلطوية الصهيونيَّة المشينة حتى لو كان بعيدا مسافة مليون سنة ضوئية عن الادب والثقافة والإبداع ولا يعرف قواعد اللغة العربية والأحرف الهجائية وكتابة الإملاء .
رفقا ً بنفسِكَ أيُّهَا الفسَّادُ = تمشي بدربٍ ليسَ فيهِ رَشَادُ
ما زلتَ نذلا للحُكومةِ كلبَهَا = لأوامرِ الاوغادِ أنتَ تُقادُ
كالكلبِ تجري في الشَّوارع نابحًا = وَمُهَرولا ألِفسْدَةٍ تصطادُ ؟؟
هُم عيَّنوكَ مُوَظفا ً وَمُدَرِّسًا = لكنَّ نهجَكَ سَاسَهُ الأسْيَادُ
يا أيُّهَا الفسَّادُ حسبُكَ خِسَّة ً = حُزتَ القذارَةَ أيُّهَا الفسَّادُ
ما نالَ مالًا .. مَركزًا ووظيفةً = إلا َّ عميلٌ خائِنٌ قَوَّادُ
كلُّ الوظائفِ دونَ نعلي إنَّهَا = دُونَ الحِذاءِ … لِمَجدِنا أندَادُ
كالعبدِ أنتَ مُسَيَّسٌ وَمُرَوَّضٌ = مُستأجَرٌ لِمَنِ اشتراكَ مُقادُ
دَنَّستَ أحلامَ الطفولةِ والصِّبَا = أجيالنا آمالها لسَوَادُ
عندَ الحكومةِ كلبُهَا وعميلها = خُضتَ المآبقَ … دائمًا ترتادُ
هُمْ فصَّلوا لكَ ثوبَ خِزي ٍ دائِمٍ = وَكمُومِسٍ من حولِكَ الأوغادُ
بعتَ المبادِىءَ والكرامة َوالإبَا = بُسْتَ النعالَ لأنَّكَ الشَّحَّادُ
وَشواقلٌ أغرتكَ سِرتَ لِصَوبهَا = وَعليكَ كم يَتضَاحَكُ الأولادُ
طأطأتَ رأسَكَ خانِعًا مُستسلِمًا = مثلَ الحمارِ يَسُوقكَ الأضدَادُ
يا أيُّهَا العبدُ الزَّنيمُ غدًا مَصِي = رُكَ أدهَمٌ مثلُ الدُّجَى ، وَقتادُ
تحتَ النعالِ تظلُّ أنتَ مَكانة ً = وطريقكَ التخريبُ والإفسَادُ
مُتوَاطِىءٌ ، مُتآمِرٌ ، مُتصَهْيِنٌ = وَمُسَخَّمٌ …. للمُوبقاتِ عِمَادُ
الحُرُّ في ساحِ الكفاح مُجَاهِدٌ = .. أنتَ العَميلُ لكَ الفسَادُ جهادُ
أنتَ المُطأطِىءُ وَالمُمَخْرَقُ دائِمًا = … في إستِكَ النيرانُ والاوْقادُ
كم مِنْ حَريق ٍ أنتَ قد أشعلتهُ = فيكَ النّميمةُ للشِّقاقِ زنادُ
قد بعتَ نفسَكَ يا ذليلُ لِطغمَةٍ = وَتركتَ شعبَكَ .. إنَّهُمْ أطوَادُ
نِلتَ الجَوائِزَ أنتَ من ظُلاَّمِنا = سَلبُوا البلادَ … لِحَقِّنا جُحَّادُ
وَجَوائِزُ الإذلالِ تُعطى للذي = باعَ الضَّميرَ .. يسُوقهُ الجَلاَّدُ
وَلِكلِّ نذلٍ خائِنٍ مُتصَهينٍ = يرضَى الهَوانَ بعُهْرهِ مَيَّادُ
لِمَزابلِ التاريخِ أنتَ وَمَنْ مَشَى = دربَ الخَنا ، وَيُكرَّمُ الأصيَادُ
لا المالُ يبقى ..لا الوَظائِفُ إنَّهَا = سَتزولُ .. يبقى الخيرُ والأجْوَادُ
وَيظلُّ شعري للعَوالمِ خالِدًا = أمَمٌ لقد فُتِننتْ بهِ وبلادُ
وَيظلُّ شعري فخرَ كلِّ مُناضِلٍ = فيهِ الكرامةُ والإبَا …وَعَتادُ
فمِنَ المُحيطِ إلى الخَليجِ صَداهُ .. كلُّ = العُربِ ، في إعجازهِ ، سُهَّادُ
ملكُ الفنونِ مَدَى الزّمانِ مُتوَّجٌ = والمُبدعونَ لِجنَّتي قُصَّادُ
سيظلُّ شعري للشُّعُوبِ مَنارةً = شُرَفاءُ هذا الكونِ لي شُهَّادُ
عاركتُ وَحدي كلَّ خطبٍ عاصفٍ = إنَّ الحياةَ مَعاركٌ وجهَادُ
وَهَويَّتي دربُ المَعالي والإبا = أن لا يكونَ مَآبقٌ وَفسَادُ
وَهويَّتي الإنسانُ صَرحُ كرامةٍ = والظالمونَ بلحدِهِمْ رُقّادُ
أنا بلسَمٌ وَلكلِّ جُرح ٍ نازفٍ = لجراحِ شعبي إنّني ضَمَّادُ
أنا شاعرُ الشُّعراءِ دونَ مُنازع ٍ = كلُّ الدُّنى لروائعي عُبَّادُ
إنِّي نبيُّ الشِّعرِ ..رائِدُ أمَّتي = قد مَاتَ ، مِن إبدَاعيَ ، الحُسَّادُ