التراجع الوهمي لإثيوبيا عن الملء الثاني كاملا ..
- التراجع الوهمي لإثيوبيا عن الملء الثاني كاملا ..
كتب /ياسرصحصاح
انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء عن تراجع اثيوبيا عن الملئ الثاني كاملا.. فبعد أن كانت قررت تعلية الممر الأوسط لسد النهضة بمستوى ٥٩٥مترمكعب فوق سطح البحر..لاستيعاب الملء الثاني والمقدر بحوالي ١٤مليار متر مكعب .. أعلن وزير الري الاثيوبي عن عدم قدرة بلاده التعلية المقررة.. وان التعلية ستكون حتى ٥٧٢متر مكعب فوق سطح الأرض بدلا من ٥٩٥متر مكعب فوق سطح البحر..لاستيعاب ٤مليار متر مكعب فقط بدلا من ١٤مليار متر مكعب من المياه خلف السد..
والمفترض أن الجانب الاثيوبي كان مقررا له تعلية الممر الأوسط للسد من ٥٦٠ : ٥٩٥متر مكعب .. مع العلم أن وزير الري المصري كان قد أكد أن إثيوبيا لديها الوقت الكافي التعلية المقررة ..إلا أن تصريحات وزير الري الاثيوبي تثير التساؤل : هل رضخت بلاده للضغوط الدولية وبخاصة الأمريكية منها؟؟ ام انها مناورة سياسية ؟؟ ام أن الضغوط الدولية والحصار المصري السوداني لحدود اثيوبيا قلل من فرص التمويل ومواد البناء اللازمة؟؟ هل هذا التراجع وهمي وان الجانب الاثيوبي سيكمل الملء الثاني المقرر في موعده دون أي اعتبار لاي ضغوط أو رضوخ؟؟ هل هذه التصريحات الإثيوبية نتيجة لفشل إداري او هندسي أو لضغوط المشكلات الداخلية؟؟ كلها تساؤلات استراتيجية ملحة .. ولكن الأهم ان هذا التراجع يبدو وهميا بعد رؤية المناورات العسكرية المصرية السودانية الجادة .. مع العلم أن مصر والسودان رفضت الملء الثاني المنفرد من الجانب الاثيوبي ولم تحدد رفض مقدار معين.. واي ملء السد هو بمثابة فرض أمر واقع على الجانب المصري والسوداني.. وفي ضوء القرارات الإثيوبية المتخبطة يعيش السودان بين مطرقة الجفاف وسندان الفيضان بتأثير مباشر علي امنه المائي ، وتأثير غير مباشر على مصر.. واضاف وزير الري الاثيوبي أن العام المقبل سيتم ملء السد كاملا دون اتفاق مع دولتي المصب.. بعد التغلب على المشكلات الهندسية للسد..
من ناحيته أوضح د.هاني رسلان – مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية – أن إثيوبيا دول عاصية ، وخارجة عن القانون ، وتحولت إلى مصدر عدم استقرار وتهديد للأمن والسلام في منطقة القرن الأفريقي ، وان هذه الحقيقة أصبحت أحد المدخلات الرئيسية للتعامل معها ، فالأمر ليس قاصرا على تصريحاتها أو تحركاتها الخارجية ، بل إنها تتصرف بذات النهج على مستوى الداخل الاثيوبي ، وأن ثمة الخروج عن القانون وتهديد السلام والأمن هى سمة أصيلة وليست عابرة ..
ولعل تحركات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نجحت في ربط المصالح الأمريكية والأوروبية بالمصالح المصرية والسودانية .. وهذا مما ساعد في إنجاح تغير الموقف الأمريكي مؤخرا ..
وعن تضارب التصريحات والقرارات الإثيوبية يقول محمد نصر الدين علام – وزير الري المصري السابق – : لقد توقعت من قبل عدم استكمال الملء الثاني للسد ، احتراما لقوة مصر وتقديرا للتوحد المصري السوداني ، لان تصريحاتهم السابقة كانت بمثابة ( بالونة اختبار ).. وان ذلك كان رسالة إلى الشات الداخلي وخاصة الانتخابات المقبلة، إضافة إلى رغبته في كسب ورقة من المفاوضات المقبلة وهى السدود المستقبلية .. مع العلم أن الأجهزة المعنية تعلم جيدا هذه التفسيرات من جهة الجانب الاثيوبي ومن جهة من هم وراء الجانب الاثيوبي..