الفيلسوف الحائر
وبعد سنوات طويلة وقراءة بحثية فى فكر ابن رشد الذى أحدث ضجيجا فكرياً أدى به إلى حرق كتبه التى أثارت جدلا واسعاً منذ زمنه حتى الآن .. وجدت أن ابن رشد على قدر إعجابى الشديد به منذ أن درست فكره الفلسفى فى كليتى العظيمة (دار العلوم) حتى الآن , أنه فيلسوف عالم لاشك فى ذلك ، إلا أنه فيلسوف يكتنفه الغموض أحيانا ، وتحيط به علامات استفهام كثيرة ، ولم أستطع طوال مايقرب من أربعين عاما تحديد هويته الفكرية , وكثرت في نفسى كثير من التساؤلات . هل هو فيلسوف ؟ أم هو رجل دين ؟ . هل هو أشعرى ؟ أم هو معتزلى ؟ .
أجهدنى كثيراً هذا الرجل العظيم وحيرنى فى كتابه (منهاج الأدلة) . عندما تقرأ له بتفكر وهو يقول : لايجوز تعطيل العقل فى مجال العقيدة لأن العقل أساس التكليف . ثم تجده يعقب مباشرة ويقول : إلا أنه لايجوز أن يتجاوز العقل حدوده . لماذا هذه المداراة يا شيخنا ؟ وكثير من هذه الإشكاليات التى ربما يقصد منها أن يترك الأمر لك وأن يكون لك فيه حرية الاختيار ..