كلمتين وبس ( أطفالنا وظاهرة الكذب )
كلمتين وبس ( أطفالنا وظاهرة الكذب )
بقلم/ زينب عبد الرحمن
متابعة/ سامح الخطيب
كثير من الأمهات تضجر وتقلق من بعض سلوكيات أبنائها، خاصة مشكلة الكذب، سواءً في المنزل أو في خارجه، وخاصة المدرسة، و تقول إحداهن: لقد حاولت مرارا وتكرارا أنا و والده جاهدين معه علي ترك هذه الصفة الذميمة تارة باللين وتارة بالشدة دون جدوى حتي بدأ اليأس يتسرب إلي نفوسنا من عدم جدوى العلاج.
و أنا اليوم اقدم لكم بعض وسائل العلاج الناجحة لهذة المشكلة التي تعاني منها الكثير من الأسر المصرية، خاصة في مرحلة الطفولة.
عزيزتي الأم، عزيزي الأب، الطفل في هذه المرحلة يكون خياله خصب وبارعا في خلق المواقف والقصص والحكايات الشيقة والمثيرة و التي يكون الغرض منها هو جذب الإنتباه إليه والاهتمام به، فالطفل لا يستطيع أن يفرق بين الخيال والكذب، و قد يلجأ أحيانآ للكذب كوسيلة للنجاة من العقاب الذي ينتظره نتيجة اعترافة بالحقيقة وهنا المشكلة تكمن في أحد الوالدين في افتقاده لكيفية رعاية وتربية الطفل، وكيفية بث الثقة في نفسه، وتكوين ثوابت شخصيتة التي تأتي بثمرتها في المستقبل ، و لا تنسِ عزيزتي الأم أن هذا الطفل يتعامل مع الكثير من زملائه ويحاول أن يقلدهم معتقدا أن ذلك هو الصواب، و إليكِ أهم النقاط الهامة عساها أن تكون علاجا فعالا لعلاج مشكلة الكذب:
أولا: شجعِ طفلك على الصراحة والوضوح دائما دون خوف أو عقاب علي صراحته هذه.
ثانيا: عودِّ ابنك أن يشعر أنك صديقته، و تعاملي معه على حسب عمره، و اشعريه أنك دائما تستفيدين منه، و أنه ممتاز جدا، و أن عقله يسبق سنه.
ثالثا: يجب أن تعرفيه الفرق بين الكذب و رواية القصص والحكايات، و أن تقومي بضرب الأمثلة له علي ذلك حتي يميز الكذب عن الحكايات.
رابعا: لا تتسرعِّ بمعاقبته علي ما صدر منه دون أن تتعرفي علي كافة الأسباب التي جعلته يفعل ذلك ربما هو لا يعرف كيفية سرد الموقف أمامك والجانب التربوي مهم هنا جدا، فعندما أراد الله عز وجل أن يخاطب عباده قال تعالى: (نبيء عبادي أنّي أنا الغفور الرحيم و أنّ عذابي هو العذاب الأليم)، فقد بدأ سبحانه وتعالى بالترغيب ولم يبدأ بالترهيب، و الاثنان مطلوبان حسب كل موقف.
خامسا: اعطيه ورقة وقلم، و اطلبي منه كتابة قصة من خياله، وشجعيه على ذلك، وكافئيه بإحضار بعض الأشياء التي يحبها له، و اثنِ له على التصرف والسلوك السوي والإيجابي، و اظهرِ له بتصرف الأم الواعية عدم الرضا عنه من جانبك عن كل تصرف سلبي بالطريقة التي تجعله يشعر بخطئه دون خوف من جانبه، فيبتعد عن تكراره مرة ثانيه بكل قناعة و ثقة، و هذه الأمور تحتاج الكثير من الصبر و الاطلاع و التعلم من تجارب الآخرين الذين سبقونا في هذا السياق، وبارك الله في ذرياتكم وجعلهم من الصالحين و البارين بكم .