اطفال بلا طفوله وأمهات بلا مقومات (زواج القاصرات
متابعه/بركات الضمراني
رصدت الحقوقيه أ/سها عبد الحكيم عضو جمعية تقصي الحقائق وحماية المستهلك بجمعيه حمايه لحقوق الانسان ظاهرة زواج القاصرات بالريف
بالرغم من تطور أوضاع المرأة فيما يخص التعليم والعمل ووتدرجها لاعلي المناصب ومشاركتهاالرجل ووضعها ضمن اولي اهتمامات الدوله إلا أن نظرة المجتمع الريفي تحصر دورها فى الزواج والانجاب والذى اصبح مالك القرار هو الزوج ويحكم عليها بأن تظل تابعه للرجل ويعد من اسوا القرارات التى يأمر بها الزوج هى زواج ابنته فى سن مبكر وهى قاصر اي أنها لم تبلغ الثمانية عشر عاما حتي صار زواج القاصرات يمثل ظاهره
اجتماعيه خطيره يمكن وصفها بالكارثه لما لها من نتائج سلبيه على الفتيات واضرار نفسيه وصحيه
وينتشر هذا الزواج فى الريف بسبب العادات والتقاليد السائدة التى تتمثل فى موافقة الاب على زواج ابنته وهى صغيره ونظرا لعدم نضج الفتاه تفرح لمجرد أنها تلبس فستان الفرح والطرحه وتقوم سيده بتلوين وجهها لتخفى ملامح براءتها وقتل طفولتها وتفرح بالحفل والزينه ولا تدرى أنه حفل اغتيال لبراءتها وهى فى عمر الزهور وتفرح بالزوج الذى يشترى لها الذهب والحلوى والغريب والصادم أيضا حزن أصدقائها اللذين لم يتزوجوا عند سن خمسة عشر عاما ويتمنون الزواج مثلها
ويتفق الوالد على زواج ابنته مع المأزون بشكل ودى ويكتبون عقد زواج عرفي ويشهرون الزواج بالمسجد إمام اهل القريه وحجتهم إن هذا الزواج لا يخالف الدين ولا الشرع لأن الزواج ايجاب وقبول واشهار.
ولايعلمون أنهم يرتكبون جريمه فى حق ابنتهم فمنهم من يزوج ابنته لان فى اعتقاده أن زواج ابنته فى سن مبكر ستره لها وخوفا عليها ويخرجها من التعليم ويحطم مستقبلها ومنهم من يزوج ابنته لمجرد أنها محجوزه منذ ولادتها لأحد اقاربه أو صديق عمره ومنهم من يزوجها بسبب الفقر والاحتياج فزواج البنت يخفف من مسؤولياته ومن الممكن أن يتربح من زواجها لرجل كبير اكبر منها بعشرات السنين
مقابل مبلغ مالى كبير(المهر) ومن العادات والتقاليد أيضا التفرقه بين البنت والولد ويعتبرون البنت عبأ. و الولد صاحب الدار يعمرها بأولاده
رغم أن زواج القاصر له مشاكل وأثار عديده للفتاه وأولها الاثار النفسيه حيث تشعر الابنه بالحرمان من الوالدين حيث اختطفت من مرحلة الطفوله إلى وظائف ومسؤوليات جديده أكبر من قدراتها وعندما تصدم الطفله بهذا الواقع تصاب بحالة أكتئاب و له آثار صحيه أيضا حيث ان الفتاه عندما تتزوج لا تفكر الا فى الانجاب رغم أن سنها لا يسمح بذلك تتدهور صحيا نتيجه إن رحمها غير مكتمل النمو وينتج عن ذلك أمراض تمزق المهبل وكثرة الإجهاض والسكر وأصابة الجنين بالهشاشه وفقر الدم لعدم تأقلم الرحم بحدوث الحمل ودخول الجنين الحضانه واحيانا تتعرض الام للوفاه نتيجة الإجهاض المستمر لأن الفتاه تتزوج وليس ليها الوعى الكافى بمسؤولية الزواج ولا الصحه الانجابيه
ويؤدى ذلك إلى عدم التكافؤ و ظهور حالات طلاق كثيره فى السنوات الأولى من الزواج وتطلق الفتاه أحيانا وهى حامل ويضيع حقها وحق طفلها لعدم وجود اوراق ثبوتيه لعملية الزواج وعندما يرفض الزوج أن يعترف بنسب الطفل له بيضطر والد الزوجه ان ينسب هذا الطفل له حتى لا يحرم من التطعيمات الصحيه مما يؤدى إلى أختلاط الانساب وهذا تزوير ومخالف شرعا واوضحت دار الافتاء إن حكم زواج القاصرات فى الإسلام حرام شرعا ومخالف للقانون ويؤدى إلى الكثير من المفاسد والإضرار فى المجتمع منها انتشار العنف الأسري وانتشار الفقر وانخفاض مستوي التعليم
وقد حدد القانون عقوبة الاب لزواج ابنته القاصر بمده لاتقل عن سنتين وغرامة ماليه
ولكي نعمل على اعدام هذه الظاهره يجب أن نعمل على تحسين الأحوال الاقتصاديه للفتيات والتوعية بأهمية التعليم للفتاه لتشكيل النضج الفكرى وزيادة الوعى بخطورة الزواج المبكر وتنشيط دور المؤسسات المدنيه على عمل برامج توعيه دينيه وثقافية للاسره