شاعر الموال في حديث الفكر و الإبداع :
شاعر الموال في حديث الفكر و الإبداع :
كتب / محمود المصري
الثقافة صناعة مكلفة و لكن غيابها يكلفنا أكثر
عبدالصمد : المشهد الشعرى تتخلله بعض العبثية والعشوائية
الأدباء الحقيقيون يهمشون و تطفو روح الشللية على السطح
عضوية اتحاد الكتاب لن تضيف لى شيئا ، و أنشطته إعلامية
الشعر يولد و لا يصطنع
الحركة النقدية في انحسار و وهن ملحوظ
حوار : محمود عاطف ياسين
شاعر و باحث في التراث الشعبى لمع نجمه مع ديوانه الأول في ظل ثورة يناير و بسرعة البرق استطاع بإبداعه و إصراره أن يحفر لنفسه مكانا – عجز غيره أن يصلوا إليه – بين شعراء العامية في مصر حتى صار واحدا من كبارها المعروفين في الأوساط الأدبية المختلفة و هو شاعر يصمت أكثر مما يتكلم لقبه البعض بشاعر الموال و البعض بجبرتى الشعراء له فلسفته الخاصة مع الشعر حيث يراه كائن حى و له رؤيته الخاصة في الحياة الأدبية و في الكيانات الأدبية و الثقافية المختلفة هو الشاعر السيد عبدالصمد رئيس نادى أدب شربين و عضو نادى الأدب المركزى بالدقهلية و المحاضر المركزى بالهيئة العامة لقصور الثقافة حول فلسفته الخاصة و مؤلفاته و رؤيته للحياة الأدبية و الكيانات الثقافية نتحاور في السطور التالية …
** فى البداية عند كتابتكم للشعر أيكما يقتحم الآخر أنت أم الشعر ؟
– – الشعر ياصديقى هو المقتحم الأول فالحقيقة التى قد لايعرفها الكثير أن الشعر يولد لا يصطنع لذا يجب ألا نلح عليه كثيرا عند اقتحامه لنا فهو تجسيد لمعاناة يعانى منها الشاعر ومن رحم تلك المعاناه يولد الإبداع الحقيقى فأنا أحيانا كثيرة عندما أنظر للمرآة فى بيتى وأكتشف أنى بدون رأس فى صورة المرآة أدرك تماما أن عفريت شعرى قد حضر فألتقط القلم و الورق على الفور لأستقبل هذا الميلاد الشعرى الجديد بعيدا عن التقليد والديباجات والثرثرة الفارغة
أو كما كتبت فى قصيدتى ” المؤتمر ” من قبل :
فالولع بالديباجات مغرى وجاحد
وقد يحول الشعور خرتيتا
لكل الشعراء عفريت واحد
ولى أنا ستون عفريتا
** كيف يرى الشاعرالسيد عبدالصمد حال أدباء الأقاليم خاصة وأنك رئيسا لنادى أدب شربين ومحاضرمركزى بهيئة قصورالثقافة ؟
– – فى البداية أحب أن أنوه أن الثقافة صناعة مكلفة وقد تكلفنا الكثير ولكن غيابها قد يكلفنا أكثر وأنا لست من هواة إطلاق مسميات يتداولها البعض من الزملاء مثل أدباء الأقاليم و أدباء العاصمة وغير ذلك و أما عن أدباء أندية الأدب التابعة لوزارة الثقافة المصرية ربما يكون فيهم الأقل حظا و فيهم الأفضل إبداعا و لاشك أبدا عندى أن هناك مستويات إبداعية بين هؤلاء المبدعين ترقي كثيرا علي مستوي الآخرين الذين يسطعون تحت الأضواء فهناك بعض الأدباء الحقيقيون يهمشون وتطفو علي السطح روح الشللية التي لا ينطبق عليها أي من ملامح الإبداع الحقيقى الهادف مما قد يؤدى فى المستقبل القريب إلى توقف طموحات المبدعين الحقيقيين ويجب الحيطة فى ذلك حتى لا يتحول المبدع الحقيقي إلى شخصية مأزومة كيف لها أن تتعايش في إشكالية الشللية وكيف له أن يجد نفسه المتشظيه ما بين الإبداع والوهم
** صدرلك تسع مؤلفات مابين الشعرالعامى والدراسات الأدبية والتاريخية ومنها خمسة دواوين من الشعر العامى مثل الربابة ، و مواويل وطن ، و كائن خرافى فماذا يمثل الكتاب بالنسبة لكم ؟
— يمضى الشعراء يا صديقى وكتبهم باقية لامحاله فكل دواوينى الخمسة التى صدرت كان وراء كل ديوان فكرة وغاية وكان وراء هذه الفكرة خطوة للأمام لى بداية من ديوانى الأول ” بالبلدى الصريح ” الذى صدر عام 2011 م و حتى ديوانى ” حكمة شابلن ” الذى صدر عام 2017 م و كنت أرى دائما أن الكتاب هو الذى يرفع من كاتبه و أرى أنه الشىء الوحيد المأمون من الغدر
** ما رأيكم فى إمارة الشعر يا شاعر ، أو بمعنى آخر من يستحق لقب ” أمير الشعراء ” ؟
— لاشك أن المشهد الشعرى الأن تتخلله بعض العبثية و العشوائية و من أهم مظاهر العبثية به موضوع إمارة الشعر فقد يرى البعض أن إمارة الشعر مازالت تنتظر فارسها الحقيقى وقد يرى البعض منا أنه أحق بالإمارة من غيرة وقد يرى آخرون أن كل منهم أميرا فى إمارته
ومن وجهة نظرى فأنا أرى أن إمارة الشعر لم تعد مدببة أوهرمية كما كانت قديما فهناك الكثيرون على القمه و كثرتهم حولت تلك الإمارة إلى قاعدة عريضة و ربما مستطيلة تحتمل وجود الكثير من الشعراء
** لماذا لم تفكر حتى هذه اللحظة فى الإنضمام إلى إتحاد كتاب مصر بالرغم من كونكم من كبار شعراء العامية فى مصر وتم تكريمكم محليا وعربيا على مستويات عديدة ومختلفة ؟
فى الحقيقة أنا أكن كل التقدير لمؤسسى الإتحاد ولبعض أعضائة من الكتاب والأدباء الحقيقين الحاليين ولكنى لم أفكر حتى هذه اللحظة فى الإنضمام لصفوفة لعدة أسباب كان من أهمها أن عضوية الإتحاد لن تضيف لى شيئا حقيقيا ملموسا لأنى أرى أن معظم أنشطته أنشطة إعلامية لا أكثر كما أنى أرى أنهم دائما على خلافات تدور فى فلك الصفيح الساخن وهذا طقس قد يحرم المبدع من التواصل وأصقل رأيى هذا بهذه الحكمة الخالدة ” عندما تتصارع الفيلة العشب وحده يموت يا صديقى ”
** نوقشت أعمالكم فى العديد من المؤتمرات الأدبية و تناول العديد من النقاد والشعراء الكبار أعمالكم بالبحث والدراسة ومنهم محمد المتولى مسلم وعبدالستار سليم ووحيدالسواح ووائل الصعيدى وسمية عودة وغيرهم فما إنطباعكم عن الحركة النقدية فى مصر الأن ؟
— للأسف ألاف من الدواوين الشعرية والأعمال الأدبية المختلفة فى مقابل عشرات من الدراسات النقدية و الأدبية فمن كل ألف مائة إصدار أدبى يخضع عمل أدبى واحد للدراسة لذا فانا أرى ان الحركة النقدية فى انحسار و وهن ملحوظ يلحظه المهتمين من النقاد المصريين وقد يبدولنا حاليا أننا غير قادرون على تحقيق ما نرجوه للحركة النقدية على المدى القريب لكن علينا أن نعيد النظر في ذلك قبل فوات الأوان
** معروف عنكم أن شعركم يحتمل أكثر من تأويل وتفسير نتيجة توظيفكم للتراث والتاريخ والأساطير و الخيال المطلق فى ذلك حتى وصف البعض شعركم بأنه يبدو كالطلاسم و الالغاز
فما ردكم على ذلك ؟
— فى البداية تحضرنى الأن مقولة شهيرة للطبيب العربى الكبير ابن سينا وهى ” الشعر هو الخيال ” و أما عن الطلاسم و الألغاز و العالم المجهول و الخفى فى أشعارى فهذا هو عالمى الحقيقى وظهرت مجموعة من تلك القصائد فى الديوانيين الأخيرين وهما حكمة شابلن وكائن خرافى وذكر ذلك العديد من النقاد لذا فأنا أرى أن بين الشعر و الطلاسم علاقة خاصة وهذه العلاقة لا أوردها اعتباطاً وإنما هي كذلك وقد اعتمدت على الخيال بشكل كبير فالشعر بحاجة إلى الإحتمالات و الخيال والتجريب و الطلاسم فى شعرى هى أسيرة المخفى والمستور فى كتاباتى
**فى نهاية حديثنا ماذا ستهدينا من كلماتك و إبداعاتك الجميلة ؟
— إسمح لى يا صديقى أن نختم الحوار بقصيدتى ” كائن خرافى ”
كائن خرافى
و بنعيد الرسم من تانى
لسه مرايتى مش عاجبانى
إن حدثتها لانت
وإن إئتمنتها خانت
الناس بوشين ومرايتى
بوشوش
حوش يارب
حوش
شايف فيها
حرفوش بحلم يكون
قراقوش
منسى كأنه سراقة
ومنتظر غنايم كسرى
نفد صبره م الطاقة
ولاعاد باقيلة كسره
ولساه بحلم
الحلم إياه أسلم
بيحلم بابو حفص
هيقوم
شارد نحو الفرس
والروم
وبمفاتيح القدس
هيعاود
وبيعاند
وبيهاود
وبنعيد الرسم من تانى
لسه مرايتى مش عاجبانى
كذاب كأنى مسيلمة
و واقع ف إيد صديق
بارزيف قناع مسلمة
بلبسة وقت الضيق
واكذب على مرايتى
تقوم تصدفنى
مغير ف قرايتى
ومسلملهم دقنى
كأنى عيسى العوام
و مخاوى صلاح الدين
ونص الحديت أوهام
مرسوم بروح حطين
واسعى لها بقدامى حافيين
كترت م الكلام كراريسى
وبكره هنصلى ورا مين
وانصب على مين متاريسى
لاجل يبقى ذكرى وعيد
ونقول لبكره ونعيد
ونعيد الرسم من تانى
لسه مرايتى مش عاجبانى