الهجمات السيبرانية تكلف خسائر اقتصادية أكثر من الكوارث الطبيعية
الصحفية ريمة مصطفى – فلسطين
أعاصير العالم الافتراضي!
أعلنت شركة تأمين بريطانية رائدة في لندن عن خطر قادم من الإنترنت يعتبر غير طبيعي، حيث سيكلف البشرية أكثر من الأعاصير، حيث تتوقع شركة ليودز أوف لندن أن تصل الخسائر الاقتصادية المتصلة بالتهديدات السيبرانية في الولايات المتحدة نحو 121 مليار دولار.
وقد قدرت الشركة التي تقوم بتوفير خدمات التأمين المتخصصة للأعمال والشركات في ما يزيد عن 200 دولة وإقليم قيمة خدمات التأمين السيبراني بحوالي 3 مليارات دولار، حيث يتزامن هذا مع ازدياد الطلب بشكل كبير ومتسارع على الخدمة.
وتشير التقديرات العامة إلى أن الهجمات السيبرانية تكلف الشركات ما يصل إلى 450 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم، ومع المقارنة بالكوارث الطبيعية كالأعاصير، تبين أن إعصار كاترينا والذي اعتبر من أكثر الكوارث كلفة في تاريخ الولايات المتحدة، كان قد كلف نحو 108 مليار دولار بحسب نفس المصدر.
ويستحيل معرفة مقدار إجمالي خسائر انقطاع النت الكلي في الولايات المتحدة، لعدم حدوث ذلك سابقا، حيث أوضح التقرير أن هجوماً على خدمة سحابية قد يكلف أكثر من 50 مليار دولار خلال أيام قليلة فقط، و يتساءل التقرير عما قد يحدث إذا توقف الإنترنت لمدة أسبوع أو أكثر.
وقد تجيب عن هذا التساؤل حادثة تدمير سفينة لكابل رئيسي قبالة السواحل الصومالية منذ ثلاثة أسابيع، والتي تسببت بقطع الانترنت عن الصومال بالكامل، إذ خسر هذا البلد الإفريقي ما يقدر بحوالي 10 ملايين دولارا يوميا.
وقد تجاوز هذا الانقطاع الإيرادات المفقودة بكثير، حيث تمثل ذلك في حصار المسافرين في الصومال وعدم تمكن الأطباء من الوصول إلى السجلات الطبية، كما لم يتمكن معظم الناس من العمل.
كما تضمن التقرير توضيحا يبين أنه في حال واجهت الولايات المتحدة مثل هذه الخسارة في الخدمات، فإن التكاليف قد تصل إلى ما هو أبعد من أي كارثة اقتصادية أخرى في التاريخ.
ورغم أن الصومال قد لا تملك البنية التحتية كدول مثل الولايات المتحدة، إلا أن القراصنة قد يبتعدون عن الحماية والأمن ويلجئون إلى الأخطاء البشرية التي قد تلعب دوراً مساعداً في فقدان الشركات لمليارات الدولارات هذا العام.
هذا بالإضافة إلى ما جاء في التقرير من إشارة إلى ضرورة تحسين الأمن على نطاق أوسع، وكذلك التركيز على الجهود العالمية لمكافحة الهجمات السيبرانية مع تنامي الحاجة لذلك، ومواصلة تحول الاقتصاد العالمي إلى رقمنة العمليات.
