قصيدة (سلاطين الهوى )
(سلاطين الهوى )
بقلم/ السيد الديدامونى
متابعة/ سامح الخطيب
مالت شاعريتي الى الغزل فقالت
سلاطين الهوى
غَيْثٌ يُعَانِقُ بِالْهَوَى أَحْدَاقِي
مُتَدَلِّياً فِي جَنَّةِ الْعُشَّاقِ
فَتَنَفَّسَتْ فَيْحَاءُ قَلْبِي عُودَهَا
سَنِمَ الْجَمَالُ بِكُلِّ حُبٍّ بَاقِي
مَحْبُوبَتِي أَسَرَتْ سَلَاطِينَ الْهَوَى
كُلُّ النَّفَائِسِ أَقْبَلَتْ لِلِحَاقِي
هِيَ عَالَمِي ، هِيَ مُهْجَتِي ، وَ صَبَابَتِي
عَاهَدْتُهُا ، لَا أَزْدَرِي مِيثَاقِي
قَدْ أَوْقَدَتْ حُسْناً بِلَيْلَةِ فَرْحِنَا
وَ تَنَهَّدَتْ فُلّاً عَلَى الْأَرْمَاقِ
فَصَبَبْتُ مِنْ نِيلِ ارْتِوَاءِ مَحَبَّتِي
كَأْساً دِهَاقاً سَائغا بمذاقي
يَا مَعْشَرَ الشُّعَرَاءِ ، إنِّي عَاشِقٌ
وَ الشِّعْرُ يُسْعِفُنِي بِنَبْضٍ رَاقِي
عَلْيَاءُ قَلْبِي قَدْ تَشَكَّلَ طَيْفُهَا
قُزَحا يُحَاكِي مُهْجَةَ الْمُشْتَاقِ
وَ الرَّعْدُ نَبْضٌ فِي الْفُؤَادِ كَأَنَّهُ
نَغَمُ الْكَمَانِ يَرُوجُ فِي اﻵفَاقِ
قَدْ زَيَّنَتْ كُلَّ الْوُجُودِ وَ جَمَّلَتْ
سُبْحَانَهُ مِنْ مُبْدِعٍ خَلَّاقِ
نَجمَاتُهُ وَ الْبَدْرُ لَيْلَةَ تِمِّهِ
دُرَرٌ عَلَى قِمَمِ الْجَمَالِ تُلَاقِي
لَمَّا بَدَتْ لِلْبَدْرِ زَادَ تَلَأْلُؤاً
وَ تَمَايَلَتْ بِجَمَالِهَا الْبَرَّاقِ
عُنْقُودُ حُسْنٍ ، قَدْ تَمَدَّدَ ضَيُّهَا
فِي خَافِقِي ، وَ تَلَاحَمَتْ بِعِنَاقِي
فَتَقَيَّدَتْ بِالشَّوْقِ كُلُّ عَزَائِمِي
دَعْنِي أَهِيمُ ؛ فَلَا تَفُكَّ وَثَاقِي
نَعْلُو صُرُوحَ الْعَاشِقِينَ كَأَنَّنَا
تَحْتَ النُّجُومِ بِعِقْدِهَا الرَّقْرَاقِ
وَ سَحَابَةُ الْعُشَّاقِ صُبَّتْ فَوْقَنَا
تَنْسَابُ فِي سَيْلٍ مِنَ الْأَشْوَاقِ
قَدْ أَمْطَرَتْ شَوْقاً ، وَ إِنِّي غَارِقٌ
فِي عِشْقِهَا حَتَّى تَوَارَتْ سَاقِي
وَ بِهِ تَغَسَّلَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا
وَ الْحُسْنُ أَسْرَعَ مُقْبِلاً بِسِبَاقِ
نَهِلَتْ بِهِ كُلُّ الْقُلُوبِ وَ أَشْرَقَتْ
وَ تَوَضَّأَتْ ، مَنْ ذَا الْكَرِيمُ السَّاقِي؟
مَعْزُوفَتِي تَتَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ ، مِنْ
كُلِّ الْمَحَاسِنِ لَاحَمَتْ أَوْرَاقِي
فَتُضِيئُ دَرْبَ الْعَاشِقِينَ كَأَنَّهَا
(مَحْمِيَّةٌ) فِي وَاحَةِ اﻹشْرَاقِ